لابد للعابرين في مدينة "حمص" أن تكون لهم استراحة ولو لبرهة صغيرة في مقهى "الروضة" ذاك المعلم الذي امتدت شهرته إلى جميع مدن القطر قديما وحديثا. وللتعرف أكثر عن هذا المقهى موقع eHoms زاره والتقى السيد " كامل الصالح" الذي مر على عمله في المقهى نحو /40/ عاماً والذي حدثنا عن تاريخ المقهى وأقسامه بالقول: «مقهى "الروضة" بـ"حمص" يقع بقسميه الشتوي والصيفي في مركز المدينة بشارع "القوتلي" الذي يطلق عليه الحماصنة شارع "السرايا".

وقد تم إنشاؤه في العام /1922/ في أرض كانت بستانا من أملاك بلدية "حمص" وكان رئيس البلدية آنذاك "محمد إبراهيم أفندي الأتاسي" ولقب الأفندي كان يطلق على جميع كبار موظفي الدولة. ويروى أن "الأتاسي" وضع يده على البستان المذكور فهو أصلا من أملاك البلدية وأتى بمخططات "الروضة" من إيطاليا فكان الجناح أو القسم الصيفي ببحيراته المتعددة وأشجاره الكثيفة وأرضه الرملية، وقد خصص قسما منه حديقة عامة والآخر مقهى ومع مرور الزمن أخذ المقهى يتمدد ويتوسع على حساب الحديقة العامة. بعدها تحول المكان بكامل مساحته إلى مقهى يتوجب على من يرتاده دفع "الناولون"، وهي كلمة حمصية قديمة أي "ثمن الجلوس بالمكان" بالإضافة إلى ثمن المشروب مع البخشيش أو ما يعرف بـ"الجعالة"»

أما الجناح الشتوي للمقهى فقد تم بناؤه وفق المخططات الواردة من إيطاليا كمسرح ودار أوبرا ويشهد بذلك البلكون أو ما يسمى بـ"البنوار" الذي يطل على المسرح بالإضافة إلى شرفة صغيرة ترتفع في أعلى الحائط الشرقي تذكرنا بشرفة المحبوبة "جولييت" وهي تقف عليها تستمع لأغنيات "روميو" العاشق الولهان

ويضيف السيد "كامل" بالقول: «أما الجناح الشتوي للمقهى فقد تم بناؤه وفق المخططات الواردة من إيطاليا كمسرح ودار أوبرا ويشهد بذلك البلكون أو ما يسمى بـ"البنوار" الذي يطل على المسرح بالإضافة إلى شرفة صغيرة ترتفع في أعلى الحائط الشرقي تذكرنا بشرفة المحبوبة "جولييت" وهي تقف عليها تستمع لأغنيات "روميو" العاشق الولهان».

الجناح الصيفي

وعن التعديلات التي طرأت على المقهى يتابع السيد "كامل" قائلاً: «الزائر لمدينة "حمص" أو المقيم فيها يلاحظ الأرصفة الضيقة على جوانب الشوارع والطرقات ولا سيّما القديمة منها وقد يقارنها بالرصيف العريض جداً الذي يمتد أمام "الروضة" ذلك أن الرصيف هذا كان هو الآخر على غرار مقاهي الرصيف الأوروبية التي تدعى "تيراس" حيث لم يعد له وجود منذ زمن بعيد. كما أن قسما متسعاً من الجهة الغربية للجناح الشتوي لـ"الروضة" كان مطعماً أنيقا تم تحويله لبناء صالة سينما "الزهراء" والتي تحولت بدورها منذ بضع سنوات إلى مسرح ودار سينما تعرف بسينما "الكندي"».

وعن أهم النشاطات التي جرت فيه يقول السيد "كامل" «في عام /1930/ وفي الجناح الشتوي الذي كان مسرحاً شدا فيه مطرب الملوك والأمراء "محمد عبد الوهاب" بأجمل وأروع أغانيه كما أن المطرب المعروف "محمد عبد المطلب" كان ضمن الكورس في تلك الأمسية، ناهيك عن الحفلات المتعددة الأخرى والفرق التي استضافها هذا المكان، و لكن الأهم من ذلك أن مقهى "الروضة" كان مسرحا ثقافياً وأدبياً وسياسياً لعقود طويلة من الزمن ذلك أن أعلام تلك الميادين من جميع المحافظات كانت "الروضة" ملتقاهم وكم من الوزارات تم تشكيلها أو الاتفاق عليها وكم من الطبخات السياسية والنقاشات والاتفاقات والتكتلات والخصومات أيضاً كان المقهى شاهداً عليها».

الجناح الشتوي

كل شيء ما زال كما هو لاشيء تغير في مقهى "الروضة" سوى الزبائن والرواد الذين يمثلون اليوم مجموعة من الطلبة وهواة اللعب بالورق "الشدة" وطاولة الزهر والمتقاعدين، في حين تلجأ العائلات إلى القسم المخصص لها والذي أصبح يحوي اليوم بعض ألعاب الأطفال.

السيد "كامل اصالح"