أربعون عاماً في حقل التربية والتعليم وما زال إلى الآن يزرع حب اللغة العربية في قلوب طلابه. سافر كثيراً، ولم يجد أحن من الوطن عليه، فعاد وكرس حياته للأدب.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 19/2/2008 الشاعر "مروان معماري" وكان لنا معه اللقاء التالي:

ساعدني كثيرا واستفدت من تجربته بشكل كبير في عدد من الأمسيات، فهو من الشعراء الذين يؤمنون بالأقلام الشابة وضرورة الأخذ بيدها

  • لكل شاعر بداية على طريق الشعر، "مروان معماري" كيف كانت بدايته؟
  • ** كان لوالدي المرحوم "ميخائيل بطرس معماري" في قرضي الشعر الفضل الأكبر فعندما رأى فضولي وحبي للشعر علمني بحور الشعر كلها بطريقة السماع منذ أن كنت في الصف الثاني الإعدادي، كما كنت منذ طفولتي مولعاً بكتابة الخواطر والقصص القصيرة والمقالة الأدبية".

  • تستمد قصائدك جوانب حياتية وواقعاً معاشاً، هل أنت من أنصار الغوص في أعماق المجتمع ونقل الواقع بطريقة شعرية؟
  • ** لم أكن أجلس على الطاولة لأكتب.. إنما كان شيء ما يجبرني على الكتابة.. ودائماً كان الخيال لدي مرتبطاً بالواقع، والذاتية التي كنت أكتب بها مرتبطة بالجماعة وبواقع المجتمع المعاش وبالواقع القومي بشكل عام، لذلك شعر الغزل لدي قليل، فأنا من أنصار الواقعية في الشعر.

  • لمن يقرأ "مروان معماري" من الشعراء، ومن كان صاحب الأثر الأكبر على شعره؟
  • ** قرأت لمعظم الشعراء العرب وأحببت الشعراء الجاهليين لتلقائيتهم وصدقهم وعفويتهم وخصوصاً الشعراء الصعاليك، كما قرأت معظم الشعر العباسي وأحببت عنفوان المتنبي وفن ابن الرومي الذي يرسم بشعره، وأحببت الشعراء الصوفيين أمثال محي الدين بن عربي، وابن الفارض. ومن الأندلسيات أحببت ابن زيدون."

  • شعر التفعيلة ما يزال إشكالية عند بعض الشعراء، كيف ترى هذا النوع من الشعر؟
  • ** كنت ضد هذا النمط من الشعر، لكن الذي جعلني أميل نحوه الشاعر الكبير "بدر شاكر السياب" عندما قرأت له قصيدة أنشودة المطر، غيرت رأيي، وكنت أقرأ لنزار قباني وأحب شعره.

  • لديك عدة محاولات تكللت بالنجاح في موضوع كتابة القصة، كيف تصف التجربة؟
  • ** إنتاجي القصصي ليس كبيراً وأنا أميل لكتابة القصة القصيرة لكنني أرغب في زيادته فالقصة القصيرة تحظى بشعبية وافرة.

    الشاعر الشاب "جورج النبكي" تحدث عن تجربته مع الشاعر "مروان معماري" بالقول: «ساعدني كثيرا واستفدت من تجربته بشكل كبير في عدد من الأمسيات، فهو من الشعراء الذين يؤمنون بالأقلام الشابة وضرورة الأخذ بيدها».

    من الجدير بالذكر أن الشاعر "مروان معماري" من مواليد "حمص" عام 1947 ونشأ في مدارسها، التحق بجامعة دمشق وتخرج في كلية الآداب عام 1972- قسم اللغة العربية. بعد تخرجه سافر إلى الأورغواي ثم الأرجنتين فأمضى هناك ثلاث سنوات. وعند عودته عام 1976 عمل في لبنان كمدقق لغويّ في دار "مكتبة لبنان" للنشر لكن الظروف السياسية أثناءها لم تكن مناسبة للعمل، فعاد بعدها إلى "حمص" ثم سافر إلى السعودية. ويعتبر الأستاذ "مروان معماري" من أوائل من كتب المسرح الشعري للأطفال في حمص.

    من قصائد "مروان معماري" - قصيدة (الدجال في قانا) أثناء حرب تموز 2006 اخترنا الأبيات التالية:

    تساءلْ أيّها العربيْ

    سواء كنت عاديّاً

    أم اجتمعتْ

    لك الألقاب في لقبِ

    أقانا غيمة عبرتْ؟

    وفي لبنانَ موقعُها ومدفنها؟

    تساءلْ أيها العربي

    أفي قانا

    يفوح دمي؟

    أفيها مدفني

    ونشيدُ أطفالي وأحلامي

    أفي قانا

    فقانا أنت يا عربي.