يتصدر "الزيتون" قائمة الموارد المالية لأهالي "وادي النضارة"، فطبيعة الوادي ومناخه ساعدت على إنتاج "زيتون" حاد الطعم عالي الأكسدة، ولكن أكثر ما يميز عملية قطاف الزيتون في هذه المنطقة أنها تتم بوقت قصير نسبياً لكون العائلة كلها تشارك وتعمل بهمة عالية "همة رجل واحد".

مدونة وطن "eSyria" تجولت بتاريخ 12/12/2012 في عدة قرى من قرى الوادي والتقت بداية السيد "وهيب دبورة" من قرية "المزينة" الذي روى لنا كيف كانت تتم عملية عصر الزيتون قديماً: «عصر الزيتون بالنسبة لأهل الوادي، هو تقليد يترافق بخطوات كثيرة حيث يبدأ موسم القطاف في أوائل تشرين الثاني, ويشارك اهل المنزل كافة، فيجمع الزيتون ويحضر إلى فناء البيت لمن كان له فناء ومن ثم يأخذ إلى المعصرة ليوضع في الخوص (طبق يوضع فيه الزيتون قبل عصره) ثم يكبس بحجر دائري ثقيل ويحفظ في "التنك" (صحيفة معدنية من مطلية بالكروم مستطيلة الشكل) لكن هذه الطريقة على صعوبتها فإن ما تخرجه من زيت يحتوي على الكثير من "التفل" (الأجزاء الصغيرة المتبقية من الزيتون)، أما الآن فإن وجود المعاصر الحديثة سهل عملية العصر، فكل ما يلزمه الأمر هو اخذ كمية الزيتون المقطوف إلى المعصرة واستلامها زيت نقيا وخالياً من البقايا».

ورثت مهنة عصر الزيتون من والدي، ومنذ فترة تقارب 17 عاماً عملت على شراء آلات حديثة لعصر الزيتون ذات تكلفة عالية ومردود كبير يستوعب كمية الزيتون الموجودة في المنطقة حيث يمتلك أغلب سكان القرى بساتين زيتون بينما تنحصر معاصر الزيتون بما لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة

تختلف جودة الزيت وطعمه تبعاً لنوع التربة التي يزرع الزيتون فيها وهذا يجعل الزيت الغربي (زيت الزيتون الخاص بقرى الوادي) خاصية مميزة يفضلها البعض دون الآخرين وعن ذلك يتحدث السيد "نعيم طعمة" صاحب إحدى معاصر الزيتون في المنطقة: «ورثت مهنة عصر الزيتون من والدي، ومنذ فترة تقارب 17 عاماً عملت على شراء آلات حديثة لعصر الزيتون ذات تكلفة عالية ومردود كبير يستوعب كمية الزيتون الموجودة في المنطقة حيث يمتلك أغلب سكان القرى بساتين زيتون بينما تنحصر معاصر الزيتون بما لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة».

الزيت بعد عصر الزيتون

تتبع عملية العصر عدّة خطوات ويشرح عنها قائلاً: «يغسل الزيتون بآلة "الغسالة" فور وصوله إلى المعصرة وينقى من الأوراق والأتربة المجموعة معه وينظف بشكل جيد ليرسل بعدها إلى آلة "االجاروشة" ليطحن جيداً وبعدها إلى آلة "العجانة" لتخمر العجينة لمدة ساعة ومن ثم ترسل العجينة للفرز بواسطة جهاز "الطرد المركزي" لنحصل بعدها على زيت الزيتون الاصلي النقي ذي اللون الذهبي».

يعرف زيت المنطقة بأسيده العالي الذي يكسبه طعمه الحاد نوعاً ما ليحفظ بطريقة خاصة تابع عنها قائلاً: «يفضل الاحتفاظ بالزيت المعصور حديثاً لمدة تزيد على العام حتى يصبح طعمه اللاذع أخف، ولتتجمع البقايا الموجودة في الزيت أسفل إناء الحفظ ولا تختلط به، أما إناء الزيت فدرج تصنيعه حالياً من مادة البلاستيك وهي مادة لا يفضل الحفظ بها لأنها تؤدي مع مرور الوقت إلى تغير طعم الزيت، فالطريقة الأفضل لحفظه هي تعبئته بعبوات معدنية مطلية بمادة الكروم موحدة الشكل والحجم والوزن».

بقايا الزيتزم (التمز)

يباع الزيت الغربي في السوق المحلية والخارجية لكنه أكثر طلباً بين أهالي المنطقة لاعتيادهم على مذاقه وتختلف أسعار المبيع من عام لآخر تبعاً للموسم وللظروف المناخية ولحركة العرض والطلب كما أضاف.

وعن نتائج عملية العصر المضافة للزيت يقول: «ينتج عن عصر الزيتون إضافة للزيت مادة تدعى "التمز" (وهي بقايا الزيتون المعصور) المتعددة الفوائد حيث يستخرج منها ماء "الجفت" الذي يستخدم كسماد للأراضي الزراعية إضافة إلى استخراج المذيبات منه، واستخدام الزيت المتبقي صناعياً وأخيراً ما تبقى من مواد صلبة وجافة يستخدم كوقود للتدفئة».

عصر الزيتون قديماً

الجدير ذكره أن أفضل وقت لعصر الزيتون هو عند تلوّن حبات الزيتون ما بين اللونين الأخضر والبنفسجي لأمتلائها بالزيت وجاهزيتها لعملية العصر.