سمي نسبة للرهبان السياح الذين جعلوه مقصداً لهم، ويحتل بارتفاعه الشاهق بقعة مميزة في "وادي النضارة"، فهو يرتفع عن سطح البحر ما يقارب 980 متراً، حيث ذكره "ياقوت الحموي" في كتابه المشهور "معجم البلدان".

إنه "جبل السائح" الذي يتمتع بموقع مهم بالنسبة لأهالي المنطقة ذات طبيعة تاريخية أو دينية معينة.

لا نعرف بالتحديد إلى أي زمن تعود هذه الحفرة، ولكن اعتدت منذ صغري أن أرى أصحاب النذور ممن لم يرزقوا سوى بولد واحد أو من تكرر فقدانهم لأولادهم بالذهاب إلى "جب الرأس" يحملون معهم ما تيسر من نقود لرميها في الجب ثم يمسكون أطفالهم من أقدامهم ليتدلوا داخل "الجب"، ومن ثم يرددون العبارة التالية بصوت جهوري (يا جب الرأس، خللي يعيش ع راسي رأس واتحرّم أكل الكراعين والرأس)

مدونة وطن"eSyria" التقت السيد "كاسر عيسى" الذي تحدث عن أهمية الجبل بالنسبة لأهالي القرى المجاورة باعتباره من قرية "الناصرة " التي تعتبر من أولى القرى المتاخمة للجبل قائلاً: «تعرف منطقتنا باعتبارها منخفض بين مجموعة من الجبال وأقرب تلك الجبال إلينا هو جبل السائح أو بالعامية "جبل السايح" الذي يمتلك قيمة اجتماعية مميزة لأهالي المنطقة لكونه مقصداً سياحياً ذا مناخ جميل وهواء عليل يستفيد منه المرضى والأهالي ولا سيما النساء لجمع بعض النباتات الطبية المتواجدة بكثرة على سفوحه وخاصة الزعتر البري وأعشاب أخرى تتصدر مائدة الصائمين قبيل عيد الفصح».

جبل السائح من غوغل إرث

تشتهر قمة الجبل بحفرة ذات اعتقاد اجتماعي بين الأهالي لا يحمل أي خلفية دينية ويدعى "جب الرأس" وهنا يضيف: «لا نعرف بالتحديد إلى أي زمن تعود هذه الحفرة، ولكن اعتدت منذ صغري أن أرى أصحاب النذور ممن لم يرزقوا سوى بولد واحد أو من تكرر فقدانهم لأولادهم بالذهاب إلى "جب الرأس" يحملون معهم ما تيسر من نقود لرميها في الجب ثم يمسكون أطفالهم من أقدامهم ليتدلوا داخل "الجب"، ومن ثم يرددون العبارة التالية بصوت جهوري (يا جب الرأس، خللي يعيش ع راسي رأس واتحرّم أكل الكراعين والرأس)».

اكتسب جبل "السائح" أهمية جديدة بعد إقامة كنيسة "السيدة العذراء" على قمة الجبل ومن ثم تمثال "سيدة الوادي" في أعلى قمة من الجبل ولكن للجبل أهميته الدينية التي تعود إلى آلاف السنين وعنها يتحدث المطران "إيليا طعمه"، بالقول: «يحتوي الجبل على مقام القديس "كرياكوس" الذي تم دفنه في مكان قريب من الكنيسة الحالية ومنذ آلاف السنين دون أن يعرف التاريخ بدقة، وهو أحد الرهبان السائحين الذين اشتهر الجبل بإيوائهم وعرف بمكان مهم لهذا النوع من الرهبنة لكونه عال ومنفرد يساعد على تحقيق هدفهم في الابتعاد عن الكبرياء والعجرفة التي تمتلك قلوب الناس والاقتراب من الله عن طريق الصلاة والتعبد، ومازال مقام القديس موجوداً حتى الآن، وزاد من أهمية الجبل وزيادة الزيارات نحوه إقامة كنيسة "السيدة العذراء" وتمثالها الذي يطل على قرى المنطقة».

تضمن وصف المنطقة التي تتضمن أكثر من سلسة جبلية من "جبال البهراء" إلى "جبال لبنان الغربية" إلى جبال الجليل في كتاب معجم "البلدان" لصاحبه "ياقوت الحموي" الذي اعتبر الفسحة الواصلة من جبل السائح وحتى نهر الكبير الجنوبي هي الأكثر سهولة لعبور المنطقة، أما "ابن خفاجة" الشاعر والرحالة فوصف جبل السائح بعدة أبيات منها:

وأرعن، طماح الذؤابة بــــــاذخٍ / يطاول أعنان السماء بغاربِ

المطران "ايليا طعمة"

يسدُ مهب الريحِ، عن كل وجهةٍ / ويزحمُ ليلاً شهبه بالمناكــــــبِ

وقور على ظهر الفلاة كأنـــــه / طوال الليالي مفـــــكرٌ بالعواقب

وعرفت المنطقة باكتظاظها سكانياً زمن الاحتلال العثماني نتيجة هرب الكثيرين إليها من الظلم والاضطهاد لوعورتها وصعوبة الوصول إليها.