عرف "قصر الدروبي" بهندسته المتقنة وروعة زخرفه، واعتبر نموذجاً معمارياً فريداً في فن البناء، فبات معلماً هاماً من معالم الفن المعماري.

يقع قصر عبد الحميد الدروبي، بين قلعة حمص جنوباً، وجامع النوري شرقاً، والغوطة غرباً، والمشفى الوطني شمالاً.

قصر عبد الحميد باشا الدروبي من أحدث القصور المبنية في حمص، بناه باشا حمص عبد الحميد الدروبي، ويمثل طراز عمارته نموذجاً معمارياً فريداً، حيث تختلط في عمارته وزخارفه عناصر فنية معمارية معروفة لفترة بناء القصور الأوروبية الكلاسيكية وإدخال العناصر الزخرفية (الروكوكو) إلى أسقف قاعاته وجدرانه مع عناصر معمارية فنية شرقية"

المؤرخ "نعيم سليم الزهراوي" كتب في مؤلفه "أسر حمص وأماكن العبادة": «قصر عبد الحميد باشا الدروبي من أحدث القصور المبنية في حمص، بناه باشا حمص عبد الحميد الدروبي، ويمثل طراز عمارته نموذجاً معمارياً فريداً، حيث تختلط في عمارته وزخارفه عناصر فنية معمارية معروفة لفترة بناء القصور الأوروبية الكلاسيكية وإدخال العناصر الزخرفية (الروكوكو) إلى أسقف قاعاته وجدرانه مع عناصر معمارية فنية شرقية"». ‏

لقطة لاحدى قاعات القصر

"محمد فيصل شيخاني" ذكر في كتابه "حمص عبر التاريخ" أن «قصر "الدروبي" ارتبطت تسميته بصاحبه الذي كان رئيساً لبلدية حمص، وله آثار عمرانية كبيرة، كما استقبل في القصر شخصيات عربية مثل الملك فيصل، والي الشام أسعد بك، وخليل بك العظم سنة 1895 والامير محمد علي باشا المصري سنة 1910 م الذي وصفه بأنه بيت مجد وإمارة، بالإضافة إلى المندوبين الفرنسيين في عهد الاحتلال الفرنسي. قام بهندسة القصر وتصميمه والإشراف على تنفيذه المهندس الرئيس "محمد أنيس" واستدعى عبد الحميد باشا لاستكمال زخرفة سقوف قاعاته بالمقرصنات والزوايا والأشرطة الجصية رسامين وفنانين ماهرين من الخارج، حيث اسُتعمل الذهب الخالص في زخرفة السقوف والأشرطة الجصية.

وأضاف: «يضم عدة أبنية، ويتألف من أجزاء منفصلة داخلياً عن بعضها بعضاً من الجهة اليمنى، ومتصلة معاً من الجهة الغربية عند "سيباط" يحتوي على عدة مداخل تؤدي إلى القسم العلوي. أما القسم السفلي من البناء فكان يستعمل كخان ومستودع للحطب، وفي القسم الغربي من القصر استخدمت الاقسام العلوية منها للسكن ثم حولت فيما بعد للهيئات العامة في الدولة، أما القسم السفلي فكان مؤلفاً من ابنية على النمط العقدي».

لقطة للقصر في السبعينات

الصالون في الطابق الأول والثاني الذي يتوسط البناء وفقاً "لشيخاني" يحيط بهِ من الجهات الأربع أروقة لها أفاريز ومحمولة على أعمدة رخامية رشيقة وتيجان مزخرفة، أما الأقواس فهي في غاية الروعة من الإتقان ويعلوها زوايا رخامية بنقوش بديعة ومصقولة بدقة بحيث ينعكس منها الضوء وتتقدم الأروقة بنحو 180 سم عن الجدران المحيطة والمفتوحة الى الغرف الأخرى بأبواب وواجهات من الخشب المتشابك والبلور الملون التي يؤدي كل منها إلى غرفة تطل إلى شرفة واسعة رئيسية بواسطة ثلاثة أقواس محمولة على أعمدة رخامية لتؤمن دخول النور الى الصالون الكبير الذي يتوسط الطابق الأول والثاني، كما أنه فرش أرضه بالرخام المجزّع وفرش أرض بعض قاعات الطابق الثاني بالقاشاني الأبيض والأزرق الدامغ المزركش».

ملاحظة: أزيل هذا الموقع الأثري الجميل الهام في الثمانينيات من القرن الماضي وأقيم مكانه مجمع بناء ( بلازا ) الحديث.

مكان القصر من غوغل