مفارقة أسلوبية وبصرية واضحة بين أسلوبي الفنانين السوري "أحمد قليج" واللبنانية "ساندرا عيسى" جعلت معرض "وجوه مبعثرة" تجربة تشكيلية مختلفة عن السائد.

ينتمي كل من الفنانين إلى مدرسة مختلفة، يزيد عليها الفارق العمري بينهما أسئلة لدى المتلقي الذي يشاهد اللوحات متقابلة كأنها تمارس حديثاً وجهاً لوجه تنبع كلماته من "الوجوه المبعثرة" التي سيطرت على كامل الفضاء البصري للمعرض.

مفاجأة كل من الفنانين هي في وجود خطين متوازيين يمشي بينهما المشاهد وهو يهز رأسه وسط تحديق الوجوه والأمكنة فيه

ويشير المهندس "طوني ميخائيل" الذي حضر المعرض إلى أن: «مفاجأة كل من الفنانين هي في وجود خطين متوازيين يمشي بينهما المشاهد وهو يهز رأسه وسط تحديق الوجوه والأمكنة فيه».

من اعمال احمد قليج

الفنان السوري أحمد قليج /1964/ قادم من تعبيرية كثيفة جعلت لوحاته محط اهتمام، خاصة بألوانها وديكوراتها ومشاهدها البصرية القادمة من قلب الحدث السوري، ولا يستطيع المشاهد أن يهرب من أسئلة العيون التي تقابله باستنكار وتفرد.

الفنان "قليج" وفي تصريح خاص لمدونة وطن eSyria بتاريخ 23/9/2013 قال تعليقًاً على معرضه: «يأتي عنوان المعرض من تركيزي على الناس البسطاء الذين لا ينطق أحد باسمهم، ومن مأساتهم التي لا معين لهم فيها سوى السماء، هؤلاء الذين دفعوا من أرواحهم كي تعيش سوريا المستقبل بأمان ومحبة وسلام».

من افتتاح المعرض

وقد استطاع الفنان "قليج" أن يجسد الحدث السوري بآلامه وآماله دون الاقتراب من المباشرة وبدقة لونية عالية، فصور حالات الدمار والتهجير والأحزان بهدوء مفخخ مستخدماً ريشة صارخة زادها تعتيم الألوان عمقاً، ففي اللوحات نرى امرأة تجلس على حقائبها وحمولة تهجيرها من بيتها، وأبنية تتحول إلى ركام، وفتى ضائع، ورجل تخرج من ملامحه كل أشكال الغضب.

من جهتها الفنانة اللبنانية "ساندرا عيسى" /1984/ تنتمي إلى مدرسة مختلفة فتختار الوجوه التي تنشر في الصحف والمقالات والتحقيقات كقاعدة لكل أعمالها، ممزوجة بأقمشة وقطع أثاث وأشياء من الحياة اليومية التي تعتبرها "جلدنا الثاني"، أي الغلاف الحامل للثقافة وللهوية بتنوعاتها الإنسانية.

معرض "وجوه مبعثرة" أقيم في جاليري "جانين ربيز" (الروشة) في بيروت ولمدة خمسة عشر يوماً، ويذكر أن الفنان "أحمد قليج" من محافظة "حمص" متخرج من كلية الفنون الجميلة بجامعة "دمشق" ويقيم حالياً في "بيروت".