تشكل الطرق الزراعية عصباً مهماً في منطقة الريف، وحاجة ملحة للفلاحين الذين يشكلون أغلبية أهالي القرى، وتلك الطرق في معظمها تعاني من مشكلات عدة، سواء أكانت طرق آليات أم دروب دواب.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 26 شباط 2014 مجموعة من الفلاحين وسائقي الآلات الزراعية، وبداية تحدث الجد "وهيب دبورة" أحد الفلاحين القدامى في قرية "كفرا": «أعتمد على العمل الزراعي كمردود أساسي للحياة وهي مهنتي الوحيدة أباً عن جد، ولذلك أمتلك مساحات من الأراضي الزراعية التي أقوم بحراثتها بنفسي على مدار العام وهي ذات محاصيل متنوعة منها الزيتون، وتلك الأراضي ذات طبيعة جبلية وعرة نوعاً ما ومرتفعة أيضاً، الأمر الذي يجعل الدواب الوسيلة الوحيدة الممكنة للوصول إليها، وهذه الوسيلة كانت معتمدة لدى الجميع فيما مضى، أما اليوم فأصبحت متأخرة بالنسبة إلى العصر الحديث، ومتعبة لمن تقدم في السن مثلي ولكننا مضطرون لاستخدامها لعدة أسباب أولها عدم وجود طرق زراعية تسهل علينا الوصول، وفي حال وجودها فهي قصيرة ولا تصل إلى الأراضي وهذا يولد مشكلات كثيرة منها تأخرنا في جني المحاصيل أو تركها في كثير من المرات دون قطاف، أو الانتظار حتى تقطف وتجمع من قبل الفلاحين ومن ثم تنقل من الأراضي من قبل العمال؛ وهذا يحمل الفلاح أجوراً إضافية لا تحقق الربح في كثير من الأحيان».

تتصف أراضي "البقيعة" بأنها ضحلة وكثيرة المياه وزراعتها وحراثتها صعبة نوعاً ما والأصعب هو جني المحصول، ولا سيما أنها تزرع بمحصولي القمح والذرة، وهذه مواسم ضرورية للسوق وتنافسية بين الفلاحين، وإن تفاوت توزيع الطرق الزراعية ووجودها بالقرب من بعض الأراضي سهل لمن تجاور أراضيهم الطريق الوصول بمحاصيلهم للبيع والتسويق وصعب للآخرين ذلك، وتلك المشكلة دفعت بكثير من الفلاحين ومنهم أبنائي إلى الانكفاء عن العمل الزراعي أو بيع أراضيهم

السيد "عيسى ديكار" أحد فلاحي قرية "التلة" وممن يمتلكون أراضي زراعية في سهل "البقيعة"؛ الذي تحدث عن مشكلة أخرى يسببها عدم وجود طرق زراعية باتجاه أرضه ويقول: «تتصف أراضي "البقيعة" بأنها ضحلة وكثيرة المياه وزراعتها وحراثتها صعبة نوعاً ما والأصعب هو جني المحصول، ولا سيما أنها تزرع بمحصولي القمح والذرة، وهذه مواسم ضرورية للسوق وتنافسية بين الفلاحين، وإن تفاوت توزيع الطرق الزراعية ووجودها بالقرب من بعض الأراضي سهل لمن تجاور أراضيهم الطريق الوصول بمحاصيلهم للبيع والتسويق وصعب للآخرين ذلك، وتلك المشكلة دفعت بكثير من الفلاحين ومنهم أبنائي إلى الانكفاء عن العمل الزراعي أو بيع أراضيهم».

نهاية الطرق المعبدة

إضافة إلى الفلاحين فإن قلة الطرق الزراعية ووعورتها تولد مشكلات لسائقي الآلات الزراعية، ومنهم السيد "أكرم طعمة" الذي يملك جراراً زراعياً ويقول: «يستعين الفلاحون بالآلات الزراعية لحراثة أرضهم ونقل محاصيلهم بدلاً من الدواب، وخاصة في هذا العصر ولكن هذه الآلات كالجرارات والحصادات تعاني صعوبة كبيرة في كثير من الأحيان للوصول إلى الأراضي بسبب رطوبة التربة وعمقها وتحولها إلى طين لزج في فصل الشتاء والربيع والخريف؛ ومن ثم فإنها تعلق على العجلات الخاصة بهذه الآلات وتقلل من سرعتها ومرات كثيرة توقف حركتها بالكامل، لذلك فإن الجرار يتوقف في آخر الطريق الزراعية ونادراً ما يخاطر بدخول تلك الأراضي بوجود الأمطار، إضافة إلى صعوبة وصوله إلى الأراضي الجبلية العالية دون وجود الطرق المعبدة خوفاً من انقلابه واستهلاكه لمزيد من الوقود الأمر الذي يرفع الأجر على الفلاح ويقلل الطلب والعمل».

يبرر العديد من المختصين عدم وجود أراضٍ زراعية كافية لخدمة الفلاحين بعدد من الأمور التي تتعلق بطبيعة المنطقة، لكونها ذات طابع سياحي وجمالي يحتاج إلى الاهتمام بطرق مختلفة عن الطرق الزراعية، وبالتالي تراجع العناية بشق مزيد من الطرق الخاصة بالأراضي الزراعية حالياً.

الطرق في منطقة سهل البقيعة