ينحدر "علاء باشا" من عائلة "الدروبي" التي اشتهرت زمن الاحتلال العثماني والفرنسي على التوالي في مجال السياسة والصحافة المناهضة للاحتلال، وذلك انطلاقاً من ثقة سكان المدينة في هذه العائلة المثقفة؛ التي تحوي العديد من الوجوه الأدبية والاجتماعية أيضاً.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 1 كانون الأول 2015، الفنان الشعبي "أحمد الدروبي" من عائلة السياسي العريق "علاء الدين الدروبي"، ويقول: «"الدروبي" أسرة أصيلة النسب، عريقة الحسب، ذائعة الصيت، لعب رجالاتها أدواراً مهمة في تاريخ "حمص" و"سورية" خلال العهود المختلفة بدءاً من الحكم العثماني إلى يومنا هذا، و"علاء الدين" هو ابن "عبد الحميد باشا الدّروبي"، ولد في "حمص" عام 1870، ثم انتقل إلى "الآستانة" للتعلم فيها، كثالث شخص يذهب إلى هناك، حيث درس الحقوق السياسية والأصول الدولية، وتخرج في معهد "غلطة" كما كان يسمى آنذاك، ليعيّن بعد ذلك سفيراً للباب العالي في "البلقان"، ثم والياً في مملكة "اليمن"، وحاكماً "للبصرة".

كانت وزارة "علاء الدين الدروبي" أول وزارة تُكوّن خلال فترة الانتداب؛ إذ تكوّنت يوم 28 تموز 1920 مع بدء الاحتلال الفرنسي، وانتهت باغتيال "الدروبي" يوم 21 آب 1920، ونقل جثمانه إلى "حمص" حيث دفن فيها؛ وهو ما أثار موجة سخط واسعة من جميع الأطراف ومن بينها الفرنسيون، نظراً لدوره الكبير بالمجال السياسي خصوصاً ومحافظته على الحكومة الثالثة في عهد الملك "فيصل"

ساهم "علاء الدين" في النهضة الاجتماعية عبر نشر الوعي السياسي للناس، وكان ذلك عبر تسلمه رئاسة الوزراء في ذلك الحين، مستفيداً من صيت العائلة التي تلاقي رواجاً اجتماعياً لدى أفراد العائلة أولاً والناس عامة ثانياً، فكان دور الوجوه المعروفة -وهو منهم- في إعطاء الثقة للجيل الجديد لزيادة وعيه الأدبي والثقافي والسياسي، ويحسب لهم أيضاً الوعي الاجتماعي للعائلة عبر أفكارهم التحررية والبعيدة عن الانغلاق السائد في ذلك الحين، فقد كان "علاء باشا" متمسكاً بعادات العائلة كغيره من أفرادها، وذلك بوجود بيت العائلة الكبير، وعادات الاجتماع كل مدة، والتواصل مع أفرادها بوجه دوري».

أحمد الدروبي

ويتابع: «بعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، عاد "الدروبي" إلى "سورية"، واشترك في الوزارة التي كوَّنها "هاشم الأتاسي" سنة 1920 أيام الملك "فيصل الأول" فكان وزيراً للداخلية، ولمّا غادر "فيصل" "سورية" كُلِّف "علاء الدين" من قبل الفرنسيين بتكوين وزارة جديدة؛ فقام بذلك في العام نفسه.

وبعد معركة ميسلون ودخول الجنرال "غورو" إلى "دمشق" استقالت وزارة "هاشم الأتاسي"، فكلّف الملك "فيصل" "علاء الدين الدروبي" بتأليف وزارة جديدة، فكوّنها محتفظًا بثلاثة من الوزراء السابقين؛ منهم "فارس الخوري" الذي بقي وزيراً للمالية».

عبد العزيز الصباغ

أما عن وفاته وردود الفعل عنها، فيقول: «كانت وزارة "علاء الدين الدروبي" أول وزارة تُكوّن خلال فترة الانتداب؛ إذ تكوّنت يوم 28 تموز 1920 مع بدء الاحتلال الفرنسي، وانتهت باغتيال "الدروبي" يوم 21 آب 1920، ونقل جثمانه إلى "حمص" حيث دفن فيها؛ وهو ما أثار موجة سخط واسعة من جميع الأطراف ومن بينها الفرنسيون، نظراً لدوره الكبير بالمجال السياسي خصوصاً ومحافظته على الحكومة الثالثة في عهد الملك "فيصل"».

وفي لقاء مع الباحث الاجتماعي "عبد العزيز الصباغ" يقول من متابعاته الشخصية: «"الدروبي" اسم لعائلة واحدة يقطن أشهرها في مدينة "حمص" كما يلاحظ وجودهم في مدن سورية أخرى، مثل: "الرقة"، "دير الزور"، "حلب"، "دمشق"، وغيرها. وهناك فروع أخرى للعائلة منتشرة في مناطق أخرى من الوطن العربي بفعل الهجرات المتكررة لأفرادها، و"علاء الدروبي" أحد الوجوه المعروفة فيها، وتحسب له ثقافته العالية وتحرره الفكري في زمن التراجع الثقافي لدى أغلب السكان حينها، وحين نتحدث عن شخصية تاريخية معروفة إنجازاتها، فلا نتوقف عند أفعاله مباشرة بل ننظر إلى ما يؤثر في الناس المحيطين به، مثل زوجته التي كانت من النساء اللواتي خرجن في مظاهرات تهتف للحرية والاستقلال، وتشارك في حركات سياسية مناهضة للاحتلال العثماني والفرنسي؛ على الرغم أنه كان من أعضاء الحكومة حينها».