كان "عبد الله الصالح" ممن استمروا في ممارسة هوايتهم، وحولوها إلى مهنة؛ فأبدع فيها وأصبح واحداً من روّاد لعبة "التايكواندو" في مدينة "حمص"، كمدرّب للكثيرين من اللاعبين الذين وصلوا إلى مستويات متقدمة، كما ساهم في تأسيس المنتخب الوطني في هذه اللعبة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 1 كانون الثاني 2016، الكابتن "عبد الله" ليحدثنا عن بداياته بقوله: «بدأت اهتماماتي برياضة معينة في عمر الشباب بـ"التايكواندو" التي لم تحصد شهرة ألعاب أخرى، لكنها تميّزت بخصوصية من يمارس هذه اللعبة بالتميز وحصوله على صفات لا يملكها الكثيرون، فبعد تخرجي في الكلية العسكرية وعملي ضمن صفوف الجيش العربي السوري حوّلت هوايتي إلى مهنة وتخصصت بها، فانتقلت إلى "حمص" وأصبحت مشرفاً على اللعبة ضمن نطاق الاتحاد الرياضي، وأصبحت أسافر أسبوعياً إلى "دمشق" لمتابعة تطورات اللعبة.

عندما بدأت اللعب شجعني الكابتن "عبد الله" على الاستمرار وأعطاني الدعم الكامل، ليكون أكثر من مجرد مدرّب، بل ملهماً للنجاح، فالتواضع من شيمه إضافة إلى روحه المرحة والمزح والضحك أثناء التدريب، واليوم أكملت سبع سنوات من التدريب تحت إشرافه، وأشكره على جميع ما قدّمه لي

نظام "التايكواندو" في "سورية" كان على النظام الكوري الشمالي وبإشراف مدربين من هناك، ثم تحوّل إلى الجنوبي بسبب الشهرة التي حازتها "كوريا الجنوبية" على مستوى العالم، وبدأ المدربون التوافد للإشراف على اللاعبين السوريين ونشر هذه اللعبة، ليتم بعدها تأسيس منتخب وطني لمدة سنتين، وكنت أحد المتدربين على أيديهم لتعليم الشباب المهتم في اللعبة على مستوى عالٍ واحترافي، وبعد عام 2000 تدربت على يد مدربين من مختلف الدول بمنزلة دورات احترافية ومتخصصة باللعبة».

ولاء محمد

الكابتن "الصالح" كان استثناء في عالم اللعبة والرياضة بوجه عام، حيث كان احترافه من التدريب ولم يبدأ كلاعب، ويقول: «لم ألعب بطولات كلاعب، وبدأت مباشرة عالم التدريب الاحترافي بعد التدريبات والدورات، لأن فكرتي وطموحي كانا تأسيس فريق خاص بمدينة "حمص"، وفعلاً تم ذلك ونشرت اللعبة فيها، فبدأت العمل في المدارس ثم أسست فريقاً للرجال وشاركنا فيه على مستوى الجمهورية، وتدرّب تحت إشرافي لاعبين من رياضات أخرى أبرزهم: "حسان إبراهيم"، و"محمد حمودة"، و"حسن دلة"، و"تمام النقري"؛ وهم جميعهم حصلوا على الحزام الأسود، ومن السيدات: "فاتن إبراهيم"، و"أحلام برهوم" اللتان حصدتا بطولة الجمهورية لأكثر من مرة، وتوالت الجوائز لتخريج لاعبين حصدوا بطولات داخل وخارج "سورية"، آخرها العام الماضي عندما حققنا المركز الأول في مستوى الشابات والناشئات والناشئين، وعلى مستوى امتحان الحزام الأسود العالمي شخصياً، فقد حصلت عليه من خلال امتحان المدربين عندما فزت بالمركز الأول عام 2003؛ وهو حزام دولي يعطى من الاتحاد العالمي، و5 دان هو أعلى مستوى في "سورية"، فتأهلت لأصبح حكماً أو مدرّباً دولياً».

اللاعبة "ولاء محمد" من تلاميذه تحدثت عنه بالقول: «عندما بدأت اللعب شجعني الكابتن "عبد الله" على الاستمرار وأعطاني الدعم الكامل، ليكون أكثر من مجرد مدرّب، بل ملهماً للنجاح، فالتواضع من شيمه إضافة إلى روحه المرحة والمزح والضحك أثناء التدريب، واليوم أكملت سبع سنوات من التدريب تحت إشرافه، وأشكره على جميع ما قدّمه لي».

يذكر أن اللاعب "عبد الله الصالح" ولد في مدينة "مصياف" بريف "حماة"، 10 تشرين الثاني 1968.