ابتعاداً عن الروتين في طرح المشاريع الجامعية اختارت 3 طالبات من كلية هندسة الإلكترون والاتصالات من جامعة البعث تصميماً ثلاثي الأبعاد؛ باعتماد التقنية "السعوية" التي تمكن من التعامل مع أي أداة إلكترونية من دون لمس أي زر من أزرار التحكم.

مدونة وطن "eSyria" التقت مهندسة الإلكترون والاتصالات "فداء إسماعيل"، إحدى المشاركات في هذا المشروع فقالت: «أفضّل المشاريع التي لها صلة بالواقع وتحقق الفائدة العملية واليومية، فاخترت مع زميلتيّ فكرة مشروع تخرج باعتماد تقنية "السعوية" التي لها مجالات واسعة ومطبقة على أرض الواقع، والتي تقوم على استخدام صفائح ثلاثية الأبعاد لتشكل مكثفة تتغير سعتها بحسب موقع اليد، فمن خلال حركة اليد يمكن التحكم بكل شيء.

العمل الجماعي جعلنا نتخطى الصعوبات التي واجهتنا، فقد عانينا من انقطاع التيار الكهربائي، ومن تأمين المواد؛ فقد تم شراؤها من بلد مجاور، ولأن الفكرة قابلة للاستثمار والتطوير تمكنا من تطبيقها لإنارة منزل، وكانت التكلفة خمسين ألف ليرة سورية، وتولدت لدينا رغبة بتطبيقها على سرير الطفل الهزاز، لكننا لم نستطع بسبب تكلفة المواد وعدم المقدرة على تأمينها، كما اضطررنا إلى الاستعانة بمهندس معلوماتية للبرمجة

إن مشروعنا عبارة عن تصميم نموذج ملاحقة ثلاثي الأبعاد غير محسوس؛ حيث يتم تحريك الذراع على محاور الإحداثيات الثلاثة، ومن ثم قياس البعد التقريبي لليد عن الصفائح بتحديد قيم السعة للصفائح، وذلك من خلال برنامج حاسوب تم تصميمه ليلائم عمل الآلة ويحقق المطلوب.

تم استخدام دارة تحكم باعتماد المتحكم الصغري نوع ATmega16؛ متصل بحاسوب ليعمل من خلاله مع نظام مراقبة باستخدام لغة البرمجة VB2010، وقد نفذ حيث يسمح بإمكانية قيادة المشروع عن طريق حاسوب وواجهة رسم عام للمشروع ومفاتيح تشغيل وإيقاف، و"لمبات" دلالة لحالات العمل أو التوقف».

حبها للمشاريع القابلة للتطور التي تلاحق التكنولوجيا، والتي تحمل أفكاراً جديدة، وتخلق منتجات قابلة للتسويق حفز المشاركة بالمشروع المهندسة "زينة ديوب" خريجة هندسة إلكترون واتصالات على المثابرة والعمل، وعن ذلك تقول: «طبقنا مشروعنا بتنفيذ آلية تمكن المستخدم من التحكم بإنارة منزل عن طريق تحريك اليد في الاتجاه المطلوب بدلاً من الضغط على مفاتيح وأزرار التوجيه، هذه الفكرة لها استخدامات كثيرة ويمكن تطبيقها في مجالات خدمية مهمة، فعلى سبيل المثال: كرسي المقعدين؛ حيث نستطيع أن نتحكم بحركة المقعد عن طريق اليد، كما تفيد الإنسان الذي تعرض لحادث وفقد أصابعه؛ حيث تصبح ملامسة المفاتيح أو أزرار التحكم أمراً صعباً، وبتحريك اليد بالفراغ الذي شكلناه من ثلاث صفائح يمكن التحكم بالدارة بسهولة، كما أننا نستطيع تطبيقه ضمن مجالات واسعة وعلى أجهزة الروبوت المؤهلة لخدمة هؤلاء المقعدين، ومن الممكن التحكم بمستوى الصوت ضمن أجهزة راديو السيارة عن طريق حركة اليد عوضاً عن ضغط الأزرار.

فضاء التحكم باليد

التطبيقات الأكثر شيوعاً والممكنة هي شاشة التلفاز؛ حيث يتم التنقل بالقنوات عن طريق حركة اليد إلى اليمين أو اليسار، ويمكن تطوير واستثمار المشروع ضمن المجالات الطبية؛ وهذا المشروع يقدم رفاهية كبيرة للمستخدم».

بدورها المهندسة "هلا عبد المولى" المشاركة بالمشروع أيضاً قدمت لنا شرحاً عن آلية العمل، وتقول: «ما يميز المشروع أنه بسيط وبالوقت نفسه فكرته جديدة، فهو يقدم المساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة، حيث قمنا بتشكيل واجهة ثلاثية الأبعاد مصغرة بهدف تحديد الموقع الدقيق لأي نقطة تقع ضمن فضاء بشكل نصف مكعب، ولقياس المسافة استخدمنا مبدأ الاستشعار بالسعة، حيث يتم تمرير تيار كهربائي ضمن صفائح ويتشكل حقل كهرومغناطيسي، ويتغير هذا الحقل بحسب موقع اليد ضمن المكعب؛ وهو ما يسمح لنا عند قياسه بحساب موقع اليد، وبتغيير موقعها يتم اتخاذ القرارات وتنفيذ المهام المطلوبة بحسب الحركة».

الدكتور الأستاذ المساعد مجد الدين علي

تضيف: «العمل الجماعي جعلنا نتخطى الصعوبات التي واجهتنا، فقد عانينا من انقطاع التيار الكهربائي، ومن تأمين المواد؛ فقد تم شراؤها من بلد مجاور، ولأن الفكرة قابلة للاستثمار والتطوير تمكنا من تطبيقها لإنارة منزل، وكانت التكلفة خمسين ألف ليرة سورية، وتولدت لدينا رغبة بتطبيقها على سرير الطفل الهزاز، لكننا لم نستطع بسبب تكلفة المواد وعدم المقدرة على تأمينها، كما اضطررنا إلى الاستعانة بمهندس معلوماتية للبرمجة».

الدكتور المهندس "مجد الدين علي" أستاذ مساعد في قسم الهندسة الإلكترونية والاتصالات بكلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية بجامعة البعث؛ والحاصل على دكتوراه في اختصاص الإلكترونيات الدقيقة من "ألمانيا"، يقول: «الهدف من مشاريع التخرج جعل الطلاب يواكبون التطورات الحاصلة من حولنا وإبعادهم عن الأفكار التقليدية، وهذا المشروع مهم ويحمل فكرة جديدة؛ والأهم إمكانية التطبيق والتطوير بوجود التمويل المناسب.

الفكرة تعتمد قياس إحداثيات حركة اليد ببرنامج الحاسوب ورسمها على الشاشة، وهي مستخدمة في أجهزة التلفزيونات الحديثة بتقنيات مختلفة، وبالتالي يمكن استخدامها لتسهيل عملية التحكم بالروبوتات، حيث يتم تحويل الأوامر إلى الروبوت بسرعة نظراً لأن مراقبة الروبوت وإعطائه الأوامر بتحريك اليد يتم آنياً من دون تشتيت انتباه المتحكم لكبس الأزرار؛ كما في الطريقة التقليدية لإرسال الأوامر».

يذكر أن اللقاء تم بتاريخ 3 كانون الثاني 2015، في مكتبة "الأسد" أثناء حفل تكريم الفائزين بمعرض "الباسل" الأخير للإبداع والاختراع، حيث نال المشروع علامة 95%، وبالتالي الجائزة البرونزية، وشارك فيه كل من: "فداء إبراهيم إسماعيل" من مواليد "مصياف" عام 1992، و"زينة ديوب" من مواليد "صافيتا" عام 1992، و"هلا عبد المولى" من مواليد "حمص" عام 1993.