اتفق "عسكور والهندي" بمشروع تخرجهما على بناء "روبوت طبي" قادر على التحكم عن بعد عن طريق حركة أصابع اليد؛ يلبي طموحهما من حيث فائدة الفكرة وقابلية التطبيق على أرض الواقع.

«إصراري على دخول فرع "الميكاترونيك" جعلني أعمل جاهداً لأن يكون مشروع تخرجي ذا فائدة وقابلاً للتطبيق والتطوير»، هذا ما قاله المهندس "رماح عسكور" خريج جامعة "البعث" الذي التقته مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 24 نيسان 2016، ليتحدث عن المشروع بالقول: «كانت مرحلة اختيار الفكرة من أصعب المراحل؛ حيث إنها الركيزة الأساسية للمشروع، التي تحدد نجاحه أو فشله، ومن خلال البحث في طيات صفحات الإنترنت وجدت تطبيقاً مهماً لنظم "الميكاترونيك"؛ وهي الروبوتات الطبية التي يتحكم بها عن بعد، وهو تطبيق حديث ومهم، إضافة إلى الروبوتات المستخدمة للقيام بالمهمات البشرية في المجالات التي تمثّل خطراً على حياة الإنسان مثل المفاعلات النووية وتفكيك الألغام، والتي تتطلب حركات دقيقة جداً لا تنفع معها طرائق التحكم العادية، ومن هنا أتت فكرة تصميم نظام للتحكم المباشر بالحركة الميكانيكية لروبوت عن طريق حركات أصابع يد الإنسان، فعند تحريك أحد الأصابع يتم تحريك الروبوت بحركة معينة، وتم تصميم نموذج مرن يمكننا من تطبيق دارة التحكم على أي مجسم ميكانيكي. الأفكار المتعارف عليها والمستخدمة للتحكم بالروبوتات تعتمد تقنية معالجة الصورة، لكن المشكلة الأساسية فيها هي تعقيد العتاد اللازم لتطبيق تقنيات معالجة الصورة وارتفاع تكلفتها المادية، بينما النموذج الذي تم تصميمه يستخدم مواد ناقلة مرنة ذات طبيعة كربونية متغيرة المقاومة، وتسمى الحساسات المرنة، وهي أسرع استجابة للمتغيرات الخارجية، وتستخدم لقراءة حركة جسم الإنسان واستعمالها المباشر للتحكم، وتم خلال المشروع استخدام روبوت على شكل سيارة بأربع عجلات يتم تحريكه عن طريق محركين لتحديد جهة الحركة».

إصراري على دخول فرع "الميكاترونيك" جعلني أعمل جاهداً لأن يكون مشروع تخرجي ذا فائدة وقابلاً للتطبيق والتطوير

«لم تخلُ لوائح التكريم من اسمي؛ حيث كنت من المتميزين طوال مدة الدراسة، واخترت دراسة الهندسة قسم "الميكاترونيك" بناء على رغبتي لأجمع بين التصميم والبرمجة»، هذا ما قاله المهندس "علي الهندي" قسم "الميكاترونيك" في "جامعة البعث" الذي تحدث عن آلية عمل المشروع، فقال: «يقوم المشروع على تحسس حركات أصابع اليد عن طريق حساسات ميكانيكية موضوعة ضمن كف يلبس بيد المستخدم، حيث ترسل الإشارات الفيزيائية الناتجة عن الحساسات كهربائياً وسلكياً إلى دارة المتحكم، التي تحول هذه المعلومات إلى إشارات رقمية، ترسل إلى الحاسوب ليقوم بتحليلها باعتماد الكود البرمجي الخاص بتشغيل المشروع، وإصدار الأوامر المناسبة ويرسلها إلى دارة المتحكم، وترسل لا سلكياً للتحكم بحركة الروبوت. وما يميز التصميم النهائي هو توفر ثلاث طرائق للتحكم بالحركة عن طريق "الكيبورد"، والأصابع، والواجهة البرمجية على الحاسوب، إضافة إلى مرونة المشروع، حيث إن تعديلاً برمجياً بسيطاً يمكننا من تطبيق نظام التحكم المصمم على أي نموذج ميكا كهربائي».

المهندس علي الهندي

ويتابع: «قمنا بالتصميم الميكانيكي للمشروع وهي أكثر المراحل صعوبة، نظراً إلى حاجتنا للعمل ضمن ورشات صناعية والانقطاع المتكرر والطويل للتيار الكهربائي، إضافة إلى ارتفاع سعر المواد؛ وهو ما اضطرنا إلى الاستعانة بنموذج ميكانيكي متوفر بالسوق، ثم قمنا بتصميم وتنفيذ الدارات الإلكترونية والكود البرمجي لخوارزمية التحكم، استغرقنا لإنجاز المشروع بشكله النهائي وإتمام النماذج المطبوعة أربعة أشهر، بتكلفة 45000 ليرة سورية».

الدكتور المهندس "مجد الدين العلي" أستاذ مساعد في قسم الهندسة الإلكترونية والاتصالات بكلية "الهمك" بجامعة "البعث"، والمشرف على المشروع قال: «أي فكرة علمية إن تمت رعايتها ووجدت مستلزماتها، وتنفيذها من حيث المبدأ نحصل على نتائج جيدة، التصميم النهائي للمشروع يعدّ بسيطاً، لكن الفكرة عظيمة؛ حيث إنها تتمحور حول إيجاد طريقة فعالة للتحكم الدقيق بالحركات الميكانيكية التي نحتاج إليها في الكثير من التطبيقات الطبية، إضافة إلى التحكم بحركة الروبوتات في الأماكن التي نحتاج فيها إلى الحفاظ على الكائن البشري. تم في هذا المشروع بناء روبوت متحرك ومتغير حسب البيئة، يتم تحريكه وفقاً لحركة اليد بالكامل.

روبوت يتحكم به عن طريق حركة اليد، المشروع االذي كرم من شركة سيرياتيل

إن أهمية البحث هي تحسس حركة اليد وإجراء عمليات حركة على الروبوت، التي تتألف من الحركات (أمام، وخلف، ويمين، ويسار، وتوقف)، وقد تميز "علي، ورماح" بالمتابعة الجيدة للمشروع، وشغفهما لفهم كافة تفاصيل العمل والبحث المعمق عن المشروع، وقد بذلا جهداً ملحوظاً في تنفيذ المشروع، إذ تمت الدراسة بالتدرج حتى الوصول إلى التصميم النهائي، ولا يقتصر التصميم على الهيكل المادي فقط، إنما يشمل أيضاً التحليل وتقديم النتائج والمحاكاة. المشروع ممتاز وحيوي وذو تطبيقات رائعة، والفكرة يمكن توظيفها في مجالات كثيرة، كمساعدة المعوقين على القيام بأعمالهم من خلال التحكم بما حولهم بحركة اليد؛ وذلك بارتدائهم كفوفاً خاصة تحوي حساسات».

يذكر أن "رماح عسكور" من مواليد قرية "برمانة رعد" التابعة إلى محافظة "طرطوس"، و"علي الهندي" من مواليد "دمشق" 1991، وقد نال مشروع التخرج أثناء المناقشة في جامعة "البعث" على علامة 95 من 100، كما حصل المشروع على تكريم من "سيريتل" في "معرض الباسل" الأخير في شهر كانون الأول 2015.

الدكتور المشرف على المشروع مجد الدين العلي