بدأ حياته الكهنوتية باكراً، وصعد درجاتها حتى أصبح عام 155 ميلادي رأس كنيسة "روما"، غير أنه مات شهيداً على يد حاكم "روما"، لتقيم له الكنيسة تذكاره كقديس في شهر نيسان من كل عام.

مدونة وطن "eSyria" التقت الأب "قسطنطين سليمان" في 27 شباط 2017، بدير "الآباء الكاثوليك" في "مرمريتا"، ليحدثنا عن الشهيد البابا "أنكيتوس"، ويقول: «هو واحد من القديسين الشهداء السوريين الذي تقيم الكنيسة تذكاره في 20 نيسان من كل عام ميلادي، وهو من مجموعة الباباوات السوريين الخمسة، وهم: البابا "إيفاريستوس"، البابا القديس "سيرجيوس الأول"، البابا القديس "يوحنا الخامس"، البابا القديس "تيودورس"، والبابا "أنكيتوس"، حيث كان رأس كنيسة "روما"، وبابا الفاتيكان بين عامي 155 حتى 167 ميلادي، وامتدت حبريته اثني عشر عاماً. وهو البابا الحادي عشر الذي كان خلف البابا "بيوس الأول" ضمن القائمة البابوية في "الفاتيكان"، ومعنى اسم "أنكيتوس"؛ الذي لا يقهر، وهو اسم مشتق من اللغة اليونانية. وتبعاً للتقليد الكنسي فإن البابا "أنيكتوس" اضطهد من الإمبراطور الروماني "لوسيوس"، حيث استشهد تحت التعذيب في عام 167 ميلادي».

استشهد البابا "أنيكتوس" تحت التعذيب، حيث عانى اضطهاداً كبيراً على يد الإمبراطور الروماني "لوسيوس"، الذي حكم "روما" في ذلك الوقت، فنال شرف الشهادة، ودفن في الفاتيكان. وبحسب التقليد الكنسي، فإن وفاته لم تحدد بدقة؛ فهي بين 16 حتى 20 من شهر نيسان، إلا أن الكنيسة اختارت أخيراً أن تقيم تذكاره كقديس في العشرين من نيسان كل عام

ويتابع: «جاء في كتاب "معجم الباباوات" عن البابا "أنكيتوس" أنه في حبرية هذا البابا جاء إلى "روما" القديس "بوليكاربوس" تلميذ القديس "يوحنا الرسول" ليناقشه بمسائل كانت تقسم الجماعات المسيحية في ذلك الوقت، وأهمها كان تحديد زمن "عيد الفصح"، فكان بعضهم متمسكين بيوم الجمعة يوم صلب "المسيح"، وآخرون يتمسكون بيوم الأحد وهو "يوم القيامة"، حيث كان البابا "أنكيتوس" من الطرف المتمسك بالاحتفال بيوم الأحد؛ وهذا كان موقفاً مهماً للبابا على صعيد الكنيسة».

الأب قسطنطين سليمان

يضيف الأب "سليمان" عن أهم أعمال البابا "أنكيتوس" بالقول: «سام البابا "أنكيتوس" تسعة أساقفة وسبعة عشر رجل دين "كهنة"، وأربعة شمامسة، كما يعود إلى البابا "أنكيتوس" أمرين مهمين في الكنيسة، الأول: أنه حارب الهرطقة "الغنوصية" التي تدعو إلى الإفراط في تطويل شعر الكهنة، فأصدر قراراً منع فيه تطويل لحية الكهنة كثيراً، والتزام الآباء بارتداء الثوب الكهنوتي الأسود. والثاني: أن رتبة قص الشعر بشكل إكليل دائري على رأس الشخص الذي سوف يسمى رجل دين تعود إليه، والتي ترمز إلى أن هذا الرجل أصبح من جنود المسيح تماماً كما يتم قص شعر أي جندي يلتحق بأي جيش في أي بلد».

أما فيما يتعلق بيوم استشهاده تحت التعذيب، فيضيف: «استشهد البابا "أنيكتوس" تحت التعذيب، حيث عانى اضطهاداً كبيراً على يد الإمبراطور الروماني "لوسيوس"، الذي حكم "روما" في ذلك الوقت، فنال شرف الشهادة، ودفن في الفاتيكان. وبحسب التقليد الكنسي، فإن وفاته لم تحدد بدقة؛ فهي بين 16 حتى 20 من شهر نيسان، إلا أن الكنيسة اختارت أخيراً أن تقيم تذكاره كقديس في العشرين من نيسان كل عام».

الشهيد أنكيتوس السوري

المربيّة "كاتيا عبودي" من أهالي محافظة "حمص"، تحدثت عما تعرفه عن البابا "أنيكتوس" بالقول: «كثيراً ما نسمع أنه خرج من "حمص" بابا للفاتيكان، وكثيراً تتردد جملة بين الناس: (من عنا طلع بابا فاتيكان)، فيعود الجميع إلى عظمة وأهمية بلادنا والأمجاد الحقيقية التي صدرتها إلى العالم، وبرزت في أماكن رائدة تماماً مثل بابا "حمص" القديس "أنيكتوس"، فهذا الشهيد القديس هو أكبر دليل على القدرة والمهارة والتميز الذي تتصف به بلادنا من دون تحديد، وناسها الذين كان ولا يزال سقف طموحهم واسعاً وكبيراً، فكثيرون من العظماء خرجوا من هنا وحكموا العالم».

الفاتيكان