تقع منطقة "القرير" أسفل الوادي بين قريتي "عين الباردة" و"حبنمرة"، ويستمتع زوارها بالطريق إليها عبر الأحراج والصخور الوعرة التي تبدأ من أعلى الجبل، لتصل إلى أسفل الوادي حيث المغارة والطبيعة العذراء، يتردد الناس إليها كثيراً لقضاء أوقات تبقى في الذاكرة.

زارت مدونة وطن "eSyria" منطقة "القرير" بتاريخ 23 أيار 2017، لتتعرف إلى المكان الذي اصطحبنا إليه "سمير مسوح" من أبناء قرية "عين الباردة"، وقال: «الوصول إلى "القرير" ليس سهلاً، فالطرق وعرة ويوجد عليها نباتات كثيرة وأشجار عالية، المشوار يبدأ من أعلى الجبل، وينتهي أسفل الوادي، ومع ذلك يزور المنطقة الكثيرون من الناس مع معدات وتجهيزات الطعام والرحلة.

هذا المكان دائماً موضوع ضمن قائمة النشاطات الدورية لسكان قرية "عين الباردة" أو القرى المحيطة، فهو متنزه طبيعي يتصف بجمال المشاهد الرائعة التي تراها منها، وهناك ساحة واسعة أسفل الوادي تسمح لزائريه بإحياء كل أنواع النشاطات، وكل رحلة مدرسية أو مخيم لا بد أن يكون زيارة "القرير" في البرنامج، وخاصة المغارة التي تبدأ في مكان، وتنتهي في مكان آخر

سرّ المكان هو صمت الطبيعة وجمالها، فلا يقطع هذا الصمت إلا تغريدة عصفور، أو صوت ضفادع أو شيء ما مجهول يمشي بين النباتات ربما يكون ثعبان أو أي حيوان صغير، لكن في الحقيقة لا وجود لأي خطر حقيقي، فمنذ سنوات طويلة لم نسمع أي حالة خطرة هنا».

كثافة الأشجار

وعن المكان يحدثنا "مسوح": «يتميز الموقع بثلاثة أمور أساسية، أولها الطريق إليه، فهناك متعة وتسلية بالسير، صحيح أنه وعر وشاق وصعب وخاصة طريق العودة؛ إذ إن المسير يكون شبه تسلق، ناهيك عن شجرة كبيرة يجب تجاوزها أو صخرة، أو "حفة" صغيرة ربما تتسع لقدم واحدة، لكن هذا أحد الأسباب التي تشجع الأهالي على القدوم إليها، حيث يعدّونه نوعاً من النشاط الرياضي، وتسلية على الرغم من الصعوبة. الأمر الثاني الذي يميز المكان كثافة الأشجار أسفل الوادي الذي يدعى "وادي القرير"، فالأشجار العالية وكثافة الأغصان تحجب أشعة الشمس جزئياً، وترى في الطريق بعض سواقي المياه منها راكدة وأخرى جارية؛ الراكدة تعيش فيها الضفادع، والجارية عبارة عن نبع صغير نقول عنه بلغة القرية "نبوعة" وهي صالحة للشرب؛ لذا لا يحضر الناس المياه معهم، لأن الطبيعة توفره. الأمر الثالث الذي يرغب الناس في رؤيته هنا هو "مغارة القرير" مغارة أو كهف عميق، والطريق إلى المغارة أصعب بقليل؛ لأنها مرتفعة قليلاً عن الوادي، وفي الطريق إليها توجد صخور انكسارية يجب تسلقها، وفي داخلها طرق صغيرة مظلمة، وتصل داخلها إلى نقطة تجبر الناس على الزحف إذا أرادوا المتابعة، فهي عبارة عن نصف دائرة لها مدخل ومخرج، لكنها ليست طويلة».

"إلياس منصور" من أبناء قرية "عين الباردة" أيضاً، عن "القرير" قال: «هذا المكان دائماً موضوع ضمن قائمة النشاطات الدورية لسكان قرية "عين الباردة" أو القرى المحيطة، فهو متنزه طبيعي يتصف بجمال المشاهد الرائعة التي تراها منها، وهناك ساحة واسعة أسفل الوادي تسمح لزائريه بإحياء كل أنواع النشاطات، وكل رحلة مدرسية أو مخيم لا بد أن يكون زيارة "القرير" في البرنامج، وخاصة المغارة التي تبدأ في مكان، وتنتهي في مكان آخر».

باب المغارة
داخل المغارة