بالقرب من دير "مار جرجس" في قرية "المشتاية" توجد خمس برك صنعها الرهبان والأهالي منذ مئات السنين، وباتت مع الزمن مقصد الناس ومتعتهم على مدار العام، إضافة إلى النشاطات الترفيهية التي يقوم بها الناس من خارج المحافظة للدخول في رحم الطبيعة الخلابة واكتشافها.

مدونة وطن "eSyria" زارت "برك الدير" بتاريخ 6 تموز 2017، والتقت "إلياس مقدسي" من قرية "المشتاية"، والمقيم في منطقة "البرك"، ليحدثنا عن هذا المكان قائلاً: «هذه المنطقة زراعية بالأساس تتبع إلى أملاك الدير، ومساحات الأراضي المزروعة واسعة، قام رهبان الدير ببناء خمس برك صغيرة، لكي يجمعوا المياه وتصبح أسهل للري فتنتقل من واحدة إلى أخرى، ولهذا السبب سميّت المنطقة "برك الدير"؛ فهي تقنية قديمة لريّ المزروعات.

في كل الفصول تقريباً يأتي الزوار إلى هذا المكان للتنزّه والاستمتاع بالمناظر الطبيعية، عندما تأتي الحافلات والرحلات إلى دير "مار جرجس" بالتأكيد هناك إدراج لبرك الدير في برنامج الرحلة أو المخيمات، إضافة إلى هذا، فمعظم السكان في المنطقة والقرى المحيطة بها يأتون إلى هنا، ومنهم من يحضر معه بعض المأكولات والمشروبات ويمضون يومهم حتى مغيب الشمس، وأحياناً كثيرة ترى أشخاصاً من محافظات أخرى في الموقع الذي يقدم الهدوء والراحة النفسية بعيداً عن ضجيج المدن الكبرى وتلوّثها

يقصد الناس هذا المكان يومياً، فلا يوجد يوم في الربيع أو الصيف إلا وتأتي رواد منظمة اتحاد "شبيبة الثورة" من المدارس أو النوادي باختلاف مجالاتها وتنوعها ليجلسوا ويكملوا برنامجهم بالأنشطة. يتميز المكان ببعض النقاط الأساسية؛ التي ساعدت على أن يكون مقصداً للزائرين، أولها "الدلبة"؛ وهي عبارة عن شجرة كبيرة جداً وواسعة، ويزيد عمرها على 200 عام، أغصانها طويلة، ومنها غصن طويل قريب من الأرض يستخدمه الأهالي لربط الأراجيح لأولادهم للعب والتسلية، إضافة إلى هذا، فالشجرة تصنع الظلّ ويجلس تحتها الناس بعيداً عن أشعة الشمس».

منطر للبرك

وتابع: «الأمر الثاني الذي يساعد الناس هو وجود نبعين من المياه في المكان نفسه، واحد اسمه "العين المالحة"، والآخر "العين الحلوة"؛ وهذا ما يؤمن المياه من الطبيعة؛ فترى بعض الناس يلعبون بالماء ويستعملونها للشرب أو غسيل أدوات الطعام والشراب.

كما يوجد أيضاً أمر آخر مميز، وهو البرك نفسها؛ فترى الأهالي يستمتعون بمشاهدة مجاري المياه التي حدّدها الفلاحون منذ قديم الزمان؛ فهو للناس أمر ممتع حين ترى المياه تنحدر من منابعها وتتجمع داخل البرك الخمس، ثم تذهب من خلال السواقي إلى الأراضي. البرك والدلبة الكبيرة مع أعين الماء، إضافة إلى المشاهد الطبيعية من أحراج وأشجار كثيفة، وقرب الموقع من الدير، كلها عوامل ساعدت الناس على أن تقصده كمنتزه مجاني وممتع ومشوق».

دير مارجرجس

وعن اهتمام الناس وتنظيم الجولات والرحلات، أضاف: «في كل الفصول تقريباً يأتي الزوار إلى هذا المكان للتنزّه والاستمتاع بالمناظر الطبيعية، عندما تأتي الحافلات والرحلات إلى دير "مار جرجس" بالتأكيد هناك إدراج لبرك الدير في برنامج الرحلة أو المخيمات، إضافة إلى هذا، فمعظم السكان في المنطقة والقرى المحيطة بها يأتون إلى هنا، ومنهم من يحضر معه بعض المأكولات والمشروبات ويمضون يومهم حتى مغيب الشمس، وأحياناً كثيرة ترى أشخاصاً من محافظات أخرى في الموقع الذي يقدم الهدوء والراحة النفسية بعيداً عن ضجيج المدن الكبرى وتلوّثها».

"إلياس مخول" من سكان المنطقة الواقعة عند موقع "برك الدير"، يقول عن هذا المكان: «أرغب كثيراً بالقدوم إلى هنا؛ فهذا الموقع يتميّز بأنه يضمّ أمرين مختلفين، وكلاهما جميل، الأول هو الراحة والاستجمام الذي يشعر به الشخص عند جلوسه تحت ظل هذه الشجرة العملاقة، كما أن هدوء المكان والبساتين المزروعة التي تحيط به تضيف جمالاً وروعة.

أحد أعين المياه

الأمر الثاني هو التصميم القديم لوسائل الريّ القديمة التي نفّذها رهبان الدير، وأهالي القرية منذ مئات السنين أو ربما أكثر؛ فهي تعود بالشخص إلى الماضي البعيد ليبدأ التساؤل عن كيفية بناء هذه البرك، وترصيف حجارتها مع حصر المياه داخل القنوات وتوزيعها على الأراضي التي مازالت ترتوي من خلالها حتى هذا اليوم».