استطاع العرض المسرحي "حارة تل العجر" أن يثبت جدارته وتميزه من خلال تقديم الأفكار بأسلوب كوميدي واقعي، ونقله لهموم الشارع وحياة المواطن اليومية بعد سنوات من الحرب، وذلك على مسرح دار الثقافة في "حمص".

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 20 أيلول 2017، الفنان "رواد ابراهيم" مؤلف ومخرج العمل المسرحي، الذي تحدّث عن المسرحية بالقول: «حاولنا تقديم عرض واقعي وجريء بعيداً عن الإسفاف، فهو من العروض التي أسرت من تابعه لحجم الجرأة والشفافية في هذا الزمن الذي يتطلب طرح الآراء والمعاناة بصدق. وكان العرض يحمل الخطورة والمغامرة بسبب مدته الطويلة التي بلغت ساعتين وربع الساعة، في زمن أصبح فيه العمل المسرحي يختصر إلى ثلثي الساعة، ومع ذلك استطعنا أن نحتفظ بجمهورنا حتى آخر ثانية، وهذا يدل على الأفكار المترابطة والحبكة القوية للقصة، واحترافية عالية للممثلين، حيث لم يشعر الجمهور بالملل.

عمل مسرحي مميز، وكان تميزه من خلال الطروحات التي قدمت بأسلوب يتناسب مع المواطن والوطن. تناول النقد البنّاء، ويمكن أن نطلق عليه عملاً مسرحياً شعبياً، وكان له اهتمام من قبل المعنيين في مدينة "حمص". وأرى أنه يوثّق فكرة المواطن الذي يعاني من سلبيات الحرب الموجودة في مفاصل المؤسسات

أصف عمل "حارة تل العجر" بتواضع أنه نهضة بكل ما تعنيه الكلمة، والسبب هو إعادة هذا الألق إلى المسرح، إضافة إلى أن عدد الممثلين بلغ 27 ممثلاً، وهذا بحدّ ذاته مغامرة. وتضمن العرض شخصيات وأنماطاً حركية تطلبت عملاً وتعباً على خشبة المسرح، يرقى بمستوى الحضور الموجود الذي تخطى كل توقعاتنا، فعند اقتراب العرض المسرحي امتلأت مدرجات دار الثقافة في مدينة "حمص"؛ وهو ما اضطر الكثيرين للعودة إلى منازلهم».

المخرج رواد ابراهيم أثناء "البروفا"

وأضاف عن مضمون المسرحية: «تناولت المسرحية أكثر من أربعين رسالة موجهة إلى مختلف المستويات، حيث تحدثنا عن المسؤول المستغل الذي يمارس صلاحياته ضمن الحارة بطريقة سلبية، ويشغل الناس، ويتعاون مع (البلطجية) الذين ظهروا أثناء الأزمة، وتستروا باللباس العسكري، ومارسوا عنجهيتهم على الحارة التي تعدّ الوطن المصغر.

وتناولنا شخصية المسؤول (ابن الحي) الذي دائماً يردد شعارات، ويعد بخدمة أبناء شعبه، وعند وصوله إلى الكرسي يتطبع بطابع بعض المسؤولين الذين تعالوا على الناس».

ختام العرض المسرحي

الصحفي "محمد الرضوان" الذي تابع العرض، قال: «عمل مسرحي مميز، وكان تميزه من خلال الطروحات التي قدمت بأسلوب يتناسب مع المواطن والوطن. تناول النقد البنّاء، ويمكن أن نطلق عليه عملاً مسرحياً شعبياً، وكان له اهتمام من قبل المعنيين في مدينة "حمص". وأرى أنه يوثّق فكرة المواطن الذي يعاني من سلبيات الحرب الموجودة في مفاصل المؤسسات».

يذكر أن العرض أقيم ليوم واحد فقط.

الصحفي محمد الرضوان