كان لنشأتها في ظل أسرة محبة ومشجعة للعلم والثقافة الأثر الكبير في تفتح موهبة صقلتها بالقراءة المستمرة لكبار الكتاب والشعراء، حتى أصبح اسمها اليوم من أبرز الأسماء في الساحة الأدبية الحمصية.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 22 آب 2018، الشاعرة "هناء يزبك" لتحدثنا عن بداياتها في عالم الكتابة والأدب، حيث قالت: «البدايات كانت في سن مبكرة، حيث كنت لا أزال في المرحلة الإعدادية والثانوية، كانت بداية بسيطة، أخذت تتطور يوماً بعد يوم بفضل الدعم الدائم والتحفيز المستمر المقدم من قبل أسرتي هذه الأسرة المحبة للعلم والثقافة، فقرأت للكثيرين من الكتّاب والأدباء الذين تركوا بصمتهم الكبيرة وتأثيرهم اللا محدود في الساحة الأدبية وتأثيرهم الكبير أيضاً في قلبي ونفسي وطريقة تفكيري، أذكر منهم: "نجيب محفوظ"، و"نزار قباني"، و"محمود درويش"، و"غادة السمان"، و"سعاد الصباح"، وغيرهم من الأدباء، وبالنسبة لي كهاوية لفن الرسم اعتدت أن أرسم لوحاتي على هيئة كلمات أجمعها في قصيدة، فكتبت الشعر بمختلف ألوانه وأنواعه، مثل: الشعر العمودي، وشعر التفعيلة، والشعر الحديث أيضاً الحر من كل ما قد يقيده من وزن وقافية، والحقيقة إنني وجدت نفسي أكثر في كتابة الشعر الحر، لكونه يفسح أمامي المجال واسعاً للكتابة عن كل ما يجول في خاطري من أفكار وما أشعر به من دون أي قيد».

يحزنني توجه هذا الجيل الشاب خاصة في السنوات الأخيرة إلى وسائل التواصل الاجتماعي على اختلاف أنواعها وولعهم الكبير بها، هذا بالتأكيد ترك أثره السلبي عليهم؛ من حيث ابتعادهم عن الكتاب الورقي ومتعة معانقته والغوص بين صفحاته، بل نلاحظ أن معظمهم هجروه تماماً، ونسوا ملمس الورق وعبق رائحته، وما يتركه في النفوس من إحساس جميل لا يوصف، ظاهرة خطرة ومشكلة حقيقية تهدد هذا الجيل من الشباب وتوجهاته، وهنا لا بد من أن نعمل بجهد كبير لإعادة توعية الشباب، ونسعى لإيجاد الحل بأي طريقة تعيد الجيل إلى الطريق الصحيح، وتعيد إلى الكتاب الورقي مكانته وألقه

وعن أعمالها ومشاركاتها قالت: «جمعت عدداً من قصائدي في ديوان صدر لي سابقاً أسميته: "امرأة من نار"، وهناك ديوان آخر، لكنه لا يزال حتى الآن قيد الطباعة، إلى جانب عدد آخر من القصائد ربما تساوي في عددها ديواناً ثالثاً، إلى جانب ذلك لدي الكثير من المشاركات في مختلف المناسبات والاحتفالات في عدد من المراكز الثقافية في محافظة "حمص" وريفها، وفي المدن والمحافظات الأخرى لدي مشاركات دائمة كـ"طرطوس" و"اللاذقية" و"جبلة" و"السويداء" والعاصمة "دمشق" أيضاً، وفيها جميعها ألقي قصائدي التي أحرص دائماً أن تكون متنوعة المواضيع أو أن تكون موضوعاتها حسب المناسبة التي أشارك فيها، كما كنت أيضاً من الأعضاء المؤسسين في منتدى محافظة "حمص" الأدبي».

ديوان امرأة من نار

وتضيف الشاعرة: «يحزنني توجه هذا الجيل الشاب خاصة في السنوات الأخيرة إلى وسائل التواصل الاجتماعي على اختلاف أنواعها وولعهم الكبير بها، هذا بالتأكيد ترك أثره السلبي عليهم؛ من حيث ابتعادهم عن الكتاب الورقي ومتعة معانقته والغوص بين صفحاته، بل نلاحظ أن معظمهم هجروه تماماً، ونسوا ملمس الورق وعبق رائحته، وما يتركه في النفوس من إحساس جميل لا يوصف، ظاهرة خطرة ومشكلة حقيقية تهدد هذا الجيل من الشباب وتوجهاته، وهنا لا بد من أن نعمل بجهد كبير لإعادة توعية الشباب، ونسعى لإيجاد الحل بأي طريقة تعيد الجيل إلى الطريق الصحيح، وتعيد إلى الكتاب الورقي مكانته وألقه».

ومن كتاباتها اختارت لنا مقطعاً:

"أيها المغرور قد أغرتك مني

نظرة وهي عتاب لك مني

من يظن الشمس ظلاً لهواه

لا تلمه إن رأى اللوم تجني

وأتاني كبرا يزهو بهمس

خاله لحن هزار يطربني

غيمة مرنانة... لا ديمة

بللت أفنان روحي وروتني

أم تراه يرضع الأحلام وهما

ويراها كوثرا.... قد أثملتني

حالما أن أفرش الهدب طريقاً

وأنا الورد تشهى سكنى غصني

دارت الأقمار تسعى في الليالي

حفنة وسنى وعقداً من لجيني

تتباهى كبريق........... لؤلؤاً

وشموساً قد غدت للوجنتين

أسكب العطر خموراً في الروابي

ينتشي زهر ويزهو... ويغني

كان لي في مقل الفل أماني

كندى الفجر وإشراق التمني

لفحت أوراقها نار غرور

فذرت روحي رماداً وذرتني".

أما الصحفي "أندريه ديب"، فقد قال عنها: «تعدّ الشاعرة "هناء" ابنة مدينة "حمص" من الشاعرات اللواتي يتقنّ دمج الحروف بأسلوب جميل، وبنظرة إلى شعرها نجد أنه متنوع ما بين السرد والنثر، والنثر هو الأقرب إلى قلبها، كما نلاحظ أن للطبيعة تأثيرها الواضح الكبير في ما تكتبه من قصائد، فتجد عناصر الطبيعة في معظم قصائدها، ومن الملاحظ أن الشاعرة "هناء" في حالة دائمة من التطور الذي لا يتوقف عند حد معين سواء في أدائها الكتابي والمواضيع المختارة، أو حتى في أدائها أثناء إلقاء القصيدة، وهذا التطور اللا محدود قد انعكس بطريقة إيجابية على وجودها في الساحة الأدبية سواء في "حمص" أو غيرها من المحافظات، من حيث تعدد مشاركاتها في مختلف المناسبات عبر العديد من المنابر الثقافية السورية».

يذكر أن الشاعرة "هناء يزبك" من مواليد مدينة "حمص" عام 1970، درست الرسم في معهد إعداد المدرسين.