بين خشبة المسرح وخلف عدسة الكاميرا في الدراما، تكوّنت شخصية الفنان "مالك محمد"، ليبدأ مشواره بشغف انعكس إيجاباً على سنوات عمله الطويلة اللاحقة فيما بعد.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت مع الفنان "مالك محمد" ليحدثنا عن بداياته بالقول: «في المرحلة الثانوية كان يغريني مهرجان "حمص" المسرحي فأتابع المسرحيات، وأشارك في جلسات الحوار النقدية المتعلقة بها، فبدأت أحب الفن وشاركت حينئذٍ كمساعد مخرج في منظمة "شبيبة الثورة"، وكحالة نقدية مرافقة مع المسرحيات التي كانت تتم في ذاك الوقت.

فنان خلوق وملتزم، وحريص على حضور "البروفات" بكامل الجاهزية، وهذا ما لمسته من خلال عملي "اعترافات زوجية" و"النصر ساعة صبر"، وهو من الفنانين الذين يرغب أي مخرج بوجودهم في الأعمال التي يقومون بها نظراً إلى التزامه ومهنيته وعنايته بكل تفاصيل الشخصية، وهذا ما ظهر في عرض "اعترافات زوجية" أدى أكثر من المطلوب، وسكب من روحه على الشخصية؛ وهذا الشيء محبب في عالم التمثيل

بعدها تقدمت إلى المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1993، وقمت بدورتي إخراج مسرحي يتعرف الطالب فيهما إلى أولى مفردات العمل المسرحي، وتم فصلي من المعهد لأسباب أرجعتها اللجنة الروسية حينئذٍ إلى ما يتعلق بالمرونة، لكن الدكتور "تامر العربيد" آمن بموهبتي وأخذ بيدي إلى مسرحية "عودة السندباد"، وكان العمل من بطولتي مع مجموعة من الممثلين وقدم هذا العرض على خشبة مسرح العمال والمركز الثقافي الروسي، وأعدّ هذه المحطة هي الانطلاقة».

الفنان "مالك محمد" أثناء حصوله على شهادة تدريب

ويتابع: «بعد ذلك كانت هناك مجموعة من الأعمال في المسرح القومي مثل: "السمرمر"، "الطيب والشرير والجميلة"، وتحضيرات لأكثر من عرض لم يكتمل، كـ "النص الأخير" لـ"سعدالله ونوس" الذي كتبه قبل رحيله، وبعدها حدثت حالة انقطاع طويلة وتقدمت حينئذٍ لامتحان الاحتراف في نقابة الفنانين، وهو الانتقال من المتمرن إلى الاحتراف بعد انتساب 3 سنوات إلى النقابة، وكان في اللجنة الأستاذ "علاء الدين كوكش"، وبسبب الكثير من النقاشات التي تتعلق بالفكر والفن حول مجموعة من الروايات التي أحدثت ضجة في تلك المدة؛ كرواية "وليمة لأعشاب البحر"، وروايات "أحلام مستغانمي"، و"أنيس منصور"، تعمقت العلاقة فيما بيننا، وكان حينئذٍ يوزع أدواراً لمسلسل "عندما يموت الحب"، فأخذت فيه دور شخصية أساسية، بعدها شاركت في عملين له "البيوت أسرار"، وكانت بطولة العمل من نصيبي في شخصية "سمير" و"ربيع بلا زهور" كنت في بطولته بشخصية "هيثم"، بعد ذلك بدأت المشاركة بأعمال تلفزيونية منها: "دوار القمر"، "كوابيس منتصف الليل"، "الزير سالم"، "الشتات" وصولاً إلى "روزنا"، "قسمة وحب"، "أحقاد خفية"، و"ما وراء الوجوه"، مع مجموعة أعمال تاريخية، منها: "صراع الأشاوس"، و"باب المراد"، ومسلسل "ابن حنبل"، و"الأسباط"».

وأضاف: «وبالحديث عن الوضع الدرامي فنحن في هبوط منذ 4 سنوات، ويجب وضع اليد على مكامن الضعف في درامانا لنعيد إليها حضورها وانتشارها على مساحة الوطن العربي؛ فهي بحاجة إلى إعادة هيكلة، فالنصوص الضعيفة والاستسهال في صياغة النص الدرامي، ومشكلة المنتج الذي يريد إنتاج العمل بأقل أجر لأنه يراه مجرد عمل تجاري، أبرز معوقات تطور الدراما السورية، والحرب الأخيرة من أسباب هذا الانحدار الدرامي، لكن بالمقابل هناك سوء متابعة لكل ما هو عصري وجديد، فهناك مستوى من التخلف على صعيد الكاميرات والتقنيات وآلية العمل، وما زلنا في عصور سابقة على الرغم من القفزة المهمة التي حصلت مؤخراً».

الفنان "مالك محمد" من مسرحية "اعترافات زوجية"

ويكمل: «كان لديّ طموح في مجال الإخراج السينمائي، فهيأت نفسي لدراسته في "مصر"، لكن حينئذٍ لم تسنح الظروف بذلك، فأتت الفرصة حين أعلنت المؤسسة العامة للسينما بالتعاون مع جامعة الدول العربية عن إنشاء دبلوم للعلوم السينمائية لمدة سنتين وتجاوزت السنة الأولى منه بامتياز، وحصلت على منحة فيلم قصير، ومنحة فيلم روائي قصير قد يصل إلى الساعة من الوقت، وقدمت النص وتمت الموافقة عليه، ويحمل اسم "أبيض"، وكنت سعيداً بهذه التجربة، كما فيلمي السابق "ليل الغريب" حصل على جائزة في مهرجان "أيام دمشق السينمائية"، ويتجه للمشاركة في مهرجانين آخرين، وفي المسرح قدمت مؤخراً مسرحية "اعترافات زوجية" على خشبة مسرح "القباني" إلى جانب الفنانة "رنا جمول"، إخراج "مأمون الخطيب"، وفي الإخراج التلفزيوني أيضاً هناك خطوات جدية لمشروع في هذا السياق».

المخرج "مأمون الخطيب" عنه يقول: «فنان خلوق وملتزم، وحريص على حضور "البروفات" بكامل الجاهزية، وهذا ما لمسته من خلال عملي "اعترافات زوجية" و"النصر ساعة صبر"، وهو من الفنانين الذين يرغب أي مخرج بوجودهم في الأعمال التي يقومون بها نظراً إلى التزامه ومهنيته وعنايته بكل تفاصيل الشخصية، وهذا ما ظهر في عرض "اعترافات زوجية" أدى أكثر من المطلوب، وسكب من روحه على الشخصية؛ وهذا الشيء محبب في عالم التمثيل».

المخرج "مأمون الخطيب"

يذكر، أن الفنان "مالك محمد" من مواليد محافظة "حمص"، عام 1974، مقيم في "دمشق".