سنواتٌ قليلةٌ هي عمر هذا النادي، لكن التفاف مجتمع القرية حوله، وتقديم كل متطلبات الدعم اللازمة، جعل اسمه موجوداً مع الأندية العريقة في المنافسات الرياضية الرسمية.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 4 شباط 2019، التقت "جورج ضومط" رئيس نادي "كفرَّام" الرياضي، وسألت عن بدايات التأسيس والغاية والأهداف المنشودة منه، فأجاب قائلاً: «أُسّس النادي بإمكاناتٍ متواضعة نسبياً، ومع عودة الكثير من العائلات نتيجة الأحداث السابقة التي شهدتها "سورية"، كان لا بد لنا من العمل على استيعاب أجيال الشباب والأطفال باختلاف أعمارهم ضمن النادي، وهذا ما جعل عدد الألعاب التي تمارس فيه يزداد كماً ونوعاً، انطلاقاً من شعار النادي الثابت الذي وضعناه عند التأسيس، وهو أنَّ الرياضة للجميع في نادي "كفرَّام" الرياضي، وعلينا تنمية المواهب الرياضية الموجودة عند الناشئة، وتعزيز روح المحبة والعمل الجماعي، ونشر ثقافة التعاون وخدمة المجتمع، ورسالتنا كانت اجتماعية من حيث التشجيع على ممارسة الرياضة، والابتعاد عن الممارسات والعادات السلبية الأثر في حياة الشباب، وهي أيضاً رسالة وطنية من حيث تعزيز روح الانتماء الوطني لديهم، كل هذا يساعد في تقوية حالة التلاحم المجتمعي في القرية من خلال الرياضة».

خصوصية المجتمعات القروية تفرض نوعاً من العلاقة الحميمية بين أبنائها، وهذا الحال نعيشه هنا في قرية "كفرَّام"، هذه المحبة فرضت على الجميع مساعدة النادي الرياضي كلٌّ حسب إمكاناته؛ معنوياً ومادياً، ونحن كأصحاب نشاطات تجارية أخذنا على عاتقنا المساهمة في دعم ما يلزم للنادي من أجل تطويره، وتحقيق التميز الذي ننشده جميعاً، وهذا منطلقٌ من إيماننا بالدور الذي تلعبه الرياضة في تنشئة الأجيال الجديدة، ودفعهم نحو الاهتمام بصحتهم أولاً، وترسيخ ثقافة المنافسة الشريفة، وتعزيز دافع النجاح والتميز عندهم، والعمل على رفع اسم قريتنا عالياً، كما أنَّ استقطاب الأندية ومرافقيها للعب عندنا يساعد في تنشيط الحركة السياحية أكثر، لكون قريتنا تتمتع بكامل مقومات السياحة فيها، ودعمنا مستمرٌ من أجل تطوير مسيرة النادي أكثر مستقبلاً

وعن أعداد اللاعبين المسجلين والألعاب الممارسة في النادي، والمشاركات والبطولات التي حققها، يضيف: «يضمّ النادي 250 لاعباً ولاعبة، يتوزعون على ست ألعاب فردية وجماعية، هي: كرة القدم، والكرة الطائرة، وكرة السلة بالفئات العمرية كافة، كما توجد لدينا صالتان واحدة للآيروبيك خاصة بالسيدات، والثانية للعبة كرة الطاولة، ورياضة الكاراتيه الحديثة العهد، وعلى الرغم من أن عمر النادي قصير ضمن لوائح الاتحاد الرياضي العام، إلاَّ أنَّ اسمه موجودٌ ضمن دوري الدرجة الأولى في الكرة الطائرة للسيدات، وفريق الناشئات والرجال أيضاً يشارك في دوري الدرجة الثانية لذات اللعبة، ومؤخراً شارك فريقا أشبال وناشئي كرة القدم في بطولة "حمص" مع أندية من الدرجة الأولى، وبالنسبة لكرة الطاولة، فإنَّ لاعبين من النادي قد تأهلوا لبطولة الجمهورية، كما أننا نشارك في جميع الفعاليات الرياضية التي تقيمها اللجنة التنفيذية في "حمص"، وأيضاً لنا مشاركات ضمن فعاليات مهرجان "القلعة والوادي" الذي يقام سنوياً، وحصلنا مرتين على كأس كرة السلة للرجال، وكأس كرة القدم للأشبال، كما تميزنا بإقامة دورتين لتأهيل المدربين والحكام في لعبة الكرة الطائرة في مقر النادي، ومن أجل دمج السياحة مع الرياضة أقمنا مهرجان "صيف كفرَّام الرياضي" لثلاث دورات سابقة، وهذا ما ينفرد فيه النادي في محافظة "حمص" عن غيره».

المهندس جورج ضومط رئيس النادي

سألنا رئيس النادي "جورج ضومط" عن دور المجتمع المحلي في المساهمة بتعزيز مسيرة العمل والنشاطات فيه، فقال: «لأبناء قرية "كفرَّام" دورٌ كبير من خلال الدعم الكبير الذي قدموه للنادي، إن كان من قبل القاطنين فيها أو المغتربين، وخاصةً أصحاب الفعاليات التجارية والصناعية الذين ساهموا في تأمين الاحتياجات الخاصة بالفرق واللاعبين، من تجهيزاتٍ رياضيةٍ وألبسة للفرق، وأيضاً بتأمين سبل التنقل للمشاركات الخارجية، واستقبال الفرق الزائرة، والمشاركة في تأهيل الملاعب والصالات، ومؤخراً تجهيز الملعب الخاص بكرة القدم، الذي شارك معظم أهالي القرية في العمل به متطوعين، وهو ما يعكس محبتهم والتفافهم حول النادي، ولا ننسى بالتأكيد مدربي الفرق الذين يتبرعون بوقتهم وجهدهم في تدريب فرق النادي المختلفة الأعمار، وهناك دورٌ ومساهمةٌ من قبل القيادتين السياسية والرياضية في دعم نشاطاتنا، وخاصة بعد مشاهدتهم للقفزة السريعة التي حققها النادي من خلال تميز نتائجه الجيدة في مشاركاته الرياضية».

"عصام خوري" أحد اللاعبين والمدربين في النادي، عن تجربته الشخصية والدور الذي يمارسه فيه يقول: «نادينا حديث العهد من ناحية التأسيس، لكن منذ ثلاثة عقود والنشاطات قائمة به كنادٍ للهواة وفي لعبتين فقط، أنا ورفاقي نمثل تلك المرحلة وحتى الآن دورنا يعتمد على المشاركة كلاعبين ومدربين، ودافعنا الأول المساهمة في نهضة النادي رياضياً، وتقديم خبراتنا المتواضعة في خدمة الأجيال الجديدة من الشباب والشابات، وليكون عملنا مهنياً شاركنا في دورات إعداد المدربين والحكام التي أقامها الاتحاد الرياضي العام، وحصلنا على شهاداتٍ أكاديمية، وكمدربٍ لفريق الكرة الطائرة للسيدات، نحن الآن وبعد ثلاث سنواتٍ من قيام النادي، أصبحنا نلعب مع الأندية المحترفة، وكمثالٍ عن حالة التفاعل المجتمعي مع النادي، فإنَّ زوجتي لاعبة ومدربة أيضاً، وهذه الحالة موجودة عند الكثيرين منَّا، كلُّ هذا مع دعم أهالي القرية من المقيمين والمغتربين، كان عامل نجاحٍ واستقرار لمسيرة النادي، ودافعاً أكبر لتحقيق النتائج الأفضل له».

فريق سيدات الكرة الطائرة مع المدرب عصام خوري

"إيليا خوري" صاحب مؤسسة تجارية ومن الداعمين لنشاطات النادي، عن دور المجتمع الأهلي في مسيرة تطوره، قال: «خصوصية المجتمعات القروية تفرض نوعاً من العلاقة الحميمية بين أبنائها، وهذا الحال نعيشه هنا في قرية "كفرَّام"، هذه المحبة فرضت على الجميع مساعدة النادي الرياضي كلٌّ حسب إمكاناته؛ معنوياً ومادياً، ونحن كأصحاب نشاطات تجارية أخذنا على عاتقنا المساهمة في دعم ما يلزم للنادي من أجل تطويره، وتحقيق التميز الذي ننشده جميعاً، وهذا منطلقٌ من إيماننا بالدور الذي تلعبه الرياضة في تنشئة الأجيال الجديدة، ودفعهم نحو الاهتمام بصحتهم أولاً، وترسيخ ثقافة المنافسة الشريفة، وتعزيز دافع النجاح والتميز عندهم، والعمل على رفع اسم قريتنا عالياً، كما أنَّ استقطاب الأندية ومرافقيها للعب عندنا يساعد في تنشيط الحركة السياحية أكثر، لكون قريتنا تتمتع بكامل مقومات السياحة فيها، ودعمنا مستمرٌ من أجل تطوير مسيرة النادي أكثر مستقبلاً».

نذكر أخيراً، أنَّ نادي "كفرَّام" الرياضي قد أُسّس عام 2014، ويبلغ عدد أعضائه 622 عضواً.

إيليا خوري