بجهود جماعية وخبرات شبابية صمّم الطلاب "بلال طيبا" و"عبد الوهاب عبد الهادي" و"هيثم الصوفي" و"كاترينا طه البنك" و"عبد الرحمن عبد الحق" سواراً طبياً لمراقبة المؤشرات الحيوية للمرضى، وحصدوا المرتبة الأولى في فعالية "ستارت أب ويكند حمص".

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 18 آذار 2019، مع "عبد الوهاب عبد الهادي"، ليحدثنا عن المشروع: «يعدّ المشروع عملاً جماعياً شاركت به أنا وأصدقائي، وهو عبارة عن سوار طبي إلكتروني يلبس بالعضد مزود بعدد من الحساسات التي تعمل على قياس ومراقبة البارامترات والمؤشرات الحيوية للمرضى، ثم يرسل البيانات بطريقة سرية وآمنة إلى الهاتف الذكي الخاص بالمريض وأجهزة المشرفين والمراقبين للحالة المرضية، ولكوني مختصاً في مجال تطبيقات الآندرويد "Full Stack Developer"، كان دوري في المشروع برمجياً، فقمت بتحويل التصاميم إلى تطبيق فعلي يعمل على الأجهزة المدعومة بنظام التشغيل آندرويد».

كان دوري بالمشروع يعتمد على الجانب الاقتصادي له، من دراسة جدوى اقتصادية للتكاليف المادية ونموذج وخطة للعمل مدروسة لتحقيق نتائج جيدة

وفي حديث مع مؤسس وقائد فريق العمل "بلال طيبا"، قال: «يعتمد المشروع تقنياً المبادئ الأساسية في إنترنت الأشياء وتكاملها مع الأجهزة الذكية والخدمات السحابية (المتوفرة كبرامج تجريبية من قبل الشركات العالمية كـ: Google, Amazon, Microsoft)، وكان دوري في المشروع تقنياً وبرمجياً (تصميم وبرمجة)، في القسم المتعلق بالعتاد الصلب من المشروع والقسم المتعلق بالتعامل مع الخدمة السحابية، إضافة إلى كوني قائد الفريق، وتم تطبيق مجموعة من التقنيات في المشروع منها: إنترنت الأشياء، النظم المدمجة، الحوسبة السحابية CAD، فكان الاعتماد الأساسي على نظام التشغيل Linux، ولغات البرمجة المستخدمة: "Java, C/C++"».

قائد ومؤسس الفريق "بلال طيبا"

وعن فكرة المشروع والمشاركة بالفعالية، تابع: «كنت بصدد المشاركة في فعالية "ستارت أب ويكند حمص" "Startup Weekend Homs"، فعملت على تحضير فكرة تتناسب وخبرتي العملية في مجالي بوصفي متخصصاً في مجال إنترنت الأشياء، وبحكم الاطلاع على أحدث التطبيقات في هذا المجال وأكثرها قرباً إلى واقع وظروف البلد؛ قررت توظيف المعرفة التكنولوجية المكتسبة في المجال الطبي، وتقدمت مع فريقي للمشاركة في الفعالية على هذا الأساس، وكان عدد المتقدمين نحو 500 شخص؛ تم قبول نحو 85 شخصاً منهم، ووصل إلى المرحلة النهائية 12 فريقاً، وحصل مشروعنا على المرتبة الأولى بقرار لجنة الحكم».

وعن الهدف من المشروع حدثنا "هيثم الصوفي" من الفريق بالقول: «يهدف المشروع إلى تفعيل دور التكنولوجيا في مراقبة المسنين والأطفال، وإنذار الأشخاص المعنيين في حال حصول خطر ما على حياتهم (ارتفاع درجة الحرارة، تعثر الشخص ووقوعه، اضطراب في نشاط القلب)، إضافة إلى الاستغناء عن الحاجة إلى إبقاء المريض في المستشفى لمراقبة مؤشراته الحيوية، وعليه تخفيض التكلفة المتعلقة بالعناية بالمريض، وكان دوري بالمشروع إضافة إلى التصميم ثلاثي الأبعاد للتجهيزة، العمل على التصاميم المتعلقة بالهوية البصرية للمشروع».

المشاركون بفعالية "ستارت أب ويكند حمص"

وعن ميزات المشروع تحدثت "كاترينا طه البنك" بالقول: «القيمة الأساسية التي يطرحها المشروع توفير العناية المطلوبة للأشخاص، والعمل على تخفيف الأضرار الصحية الناتجة عن تأخر الاستجابة للحوادث المختلفة، إضافة إلى المرونة في اختيار المؤشرات المطلوب ومراقبتها من قبل الشخص الطالب للخدمة عبر توفير Extensions، وسهولة ربطها بطريقة مؤتمتة مع الجهاز الأساسي (السوار)، إضافة إلى توفير تقنية End to End؛ بمعنى أن المشروع يشمل: تحسس البارامترات الحيوية للمريض معالجة البيانات واستخلاص المعلومات، وإرسال المعلومات المستخلصة والمهمة بطريقة آمنة إلى الشخص المعني بمراقبة الحالة، ويمكن استخدامه من قبل المرضى بسهولة، وبحكم دراستي للصيدلة كان دوري جمع المعلومات المتعلقة بالجانب الطبي، إضافة إلى تسويق وترويج المنتج بهدف طرحه في السوق المحلي».

وفي حديث مع "عبد الرحمن عبد الحق" قال: «كان دوري بالمشروع يعتمد على الجانب الاقتصادي له، من دراسة جدوى اقتصادية للتكاليف المادية ونموذج وخطة للعمل مدروسة لتحقيق نتائج جيدة».

الفريق أثناء التحضير للفعالية

وعن التقنيات المستخدمة في المشروع تحدث "يحيى رفاعية" (مصمم الويب التفاعلي): «أعمل بمجال التصميم منذ ست سنوات، وأمتلك خبرة واسعة في تصميم الـUI/UX، فطلب مؤسس الفريق "بلال طيبا" تصميم الواجهات الأساسية للتطبيق، وشرح لي الهدف وآلية العمل الطبية للجهاز، فقمت بتصميم الواجهات الأساسية للمشروع».

في حديث مع "نضال بيطار" مدير منظمة المعهد الأوروبي للتعاون والتنمية الدولية، وأحد أعضاء اللجنة في الفعالية، قال: «تعدّ فعالية "ستارت آب ويكند حمص" عالمية، تقام كل مرة في بلد معين، وأقيمت بمشاركة نحو ثمانين شاباً وشابة من عدة محافظات؛ منهم رواد أعمال ومصممين ومطورو ويب وخبراء تسويق، وتضم نحو أربع وخمسين ساعة نشاط مكثفة على مدار ثلاثة أيام، ويسبقها معسكر تدريبي يستغرق نحو خمس عشرة ساعة من التدريب المتواصل، يتعلم فيها المشاركون كيفية إنشاء الشركات الناشئة، وتهدف الفعالية إلى نشر ثقافة ريادة الأعمال بين الشباب السوريين، وفتح المجالات أمامهم للتعبير عن أنفسهم وقدراتهم، والتفكير بأعمال ومشاريع تساعد في رفع المستويات الاقتصادية في "سورية"، وخلال الفعالية هناك مجموعة من المعايير التي يتم من خلالها اختيار المشاريع الرائدة، منها: جودة الفكرة المطروحة، ومدى ملاءمتها لحاجات المجتمع، إضافة إلى مدى التوافق والتوازن بتوزيع الأعمال ضمن الفريق الواحد وتمتعه بروح العمل الجماعي.

وبالنسبة لمشروع "السوار الطبي"، فقد حصل على المرتبة الأولى ضمن الفعالية لكونه طرح فكرة جديدة تعتمد التكنولوجيا وربطها بالمهارات المعرفية والعلمية التي تواكب العصر، وتلائم حاجات المجتمع، وتقدم حلولاً طبية دقيقة وسريعة للمرضى».

الجدير بالذكر، أن "بلال محمود طيبا" من مواليد "اللاذقية" عام 1993 (خريج هندسة اتصالات وإلكترونيات من جامعة "تشرين")، و"عبد الوهاب عبد الهادي" من مواليد "حمص" عام 1996 (خريج هندسة معلوماتية من جامعة البعث)، و"محمد هيثم الصوفي" من مواليد "حمص" عام 1995 (خريج هندسة ميكانيك من جامعة البعث)، و"كاترينا طه البنك" من مواليد "حمص" عام 1996 (خريجة صيدلة من جامعة "البعث") ، و"يحيى رفاعية" من مواليد "دمشق" عام 1997، و"عبد الرحمن عبد الحق" (كلية الاقتصاد من جامعة "البعث") من مواليد "حمص" عام 1998.