بدأت التدرّب في السابعة من عمرها، واختارت رياضة "الجمباز" لتفريغ الطاقة الإيجابية، فتحولت لديها الممارسة من هواية إلى احتراف، وتألقت على مستوى الجمهورية، واحترفت رياضات أخرى مجددة تألقها بألعاب القوى، فهي بطلة ومدرّبة ومدرّسة.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 5 نيسان 2019، التقت البطلة "بيداء سليمان" لتتحدث عن بدياتها الرياضية، فقالت: «إن أي طفل يمتلك طاقة إيجابية كبيرة يمكن توظيفها في نواحٍ عديدة؛ سواء في الرسم أو الرياضة، إلا أن موهبتي كانت رياضية، حيث تم اكتشافها من قبل والدتي لكونها بطلة سابقة، فقامت بتوجيه طاقتي نحو رياضة الجمباز، بدأت التدرب بإشراف المدرّبة "منى النقري"، والمدرّب "عبد الحفيظ إخوان" بعمر السابعة، فهذه الرياضة تحديداً تتطلب أعماراً صغيرة وتدريباً طويلاً لصنع خامات أبطال، كانت والدتي متابعة لتدريبي وتشجيعي وتطوير حركاتي؛ فهي بطلة كرة طائرة ومدرّبة، وكانت مشاركتي الأولى في البطولات كلاعبة احتياط لأشاهد البطولات وأمتلك الجرأة للمشاركة في البطولات القادمة، بعدها بدأت المشاركة في بطولات الجمهورية ضمن منتخب "حمص"، حيث أحرزنا العديد من المراكز المتقدمة لسنواتٍ عديدة، كنتُ مميزة باللعب على جهاز "المتوازي مختلف الارتفاع" بحركاتٍ انسيابية دقيقة، حيثُ التزمت بجميع التوجيهات خلال التمرين من قبل المدربين، وهذا جعلني أصبح بطلة "جمباز"، ففي عام 2001 حصلت على المركز الأول في بطولة الجمهورية لفئة الصغيرات، كما أحرزت المركز الأول في جميع بطولات الأندية والمدارس التي كنت أشارك بها آنذاك. إن حصولي على العديد من المراكز والشهادات دفعني إلى التعلق بالرياضة كثيراً، فمن يستطيع التمرس بلعب "الجمباز" تصبح لديه القدرة على ممارسة أي رياضة أخرى، فهذه الرياضة تنمّي جميع عناصر اللياقة البدنية والعقلية».

كانت "بيداء" إحدى طالباتي في الدبلوم، كما عملت معي مدة قصيرة في لعبة المبارزة، فكانت مميزة بطموحها وطاقتها الإيجابية، وقادرة دائماً على التوفيق بين عملها ودراستها، فحصلت على العلامة الكاملة في المادة التي كنت أشرف عليها

وعن سبب انتقالها إلى ألعاب القوى والفنون الشعبية، تحدثت بالقول: «مررنا بكثيرٍ من الصعوبات كانت عائقاً لاستمرارنا باللعبة، كان منها الأجهزة البسيطة، وعدم وجود صالة مخصصة للجمباز، لدرجة أننا قمنا بتقديم عرض في شوارع مدينة "حمص"، إضافة إلى عدم وجود أي دعم مادي خلال السفر والبطولات، إلا أن ما يجعلني أشعر بالحزن أنه عندما تكبُر لاعبة "الجمباز" يصبح الاعتماد على اللاعبات الأصغر سناً لمواكبة تطور الحركات التي تصبح صعبة على اللاعبات الأكبر سناً، من هنا دفعتني والدتي إلى التوجه نحو ألعاب القوى بعمر 13 سنة، فبدأت التدرب بإشراف المدرب "صائب صندقلي"، حيث كانت أول مشاركة لي في بطولة الجمهورية لألعاب القوى عن فئة الجري 100 حواجز، فأحرزت المركز الثاني لسنتين متتاليتين، كما شاركت في ماراثون الجري لمسافاتٍ طويلة، وأحرزت المركز الثاني لفئة الناشئات عام 2005، واستمريت بالمشاركة في جميع المهرجانات التي أقيمت في مدينة "حمص" سواء كانت ضمن المدارس أو المراكز الثقافية، حيث انضممتُ إلى فرقة "نادي الخيام" للفنون الشعبية، شاركنا في مهرجان "الإسماعيلية" الرابع عشر للفنون الشعبية، وأحرزنا المركز الأول».

خلال التدريب

حبها للرياضة لم يتوقف وتميزت برياضتين، حيث أكملت دراستها وحصلت على العديد من الشهادات في رياضاتٍ مختلفة، وتحدثت عن ذلك بالقول: «أكملتُ دراستي، ودخلتُ كلية التربية الرياضية في "حماة"، وتخرجت فيها عام 2012، وضمن هذه السنوات اتبعت جميع الدورات التي تخص جميع الرياضات، فحصلت على شهادات تحكيمٍ وتدريب، منها: شهادة تحكيم وتدريب بالريشة الطائرة عام 2016، شهادة مدرّب دولية آيروبيك درجة ثالثة عام 2009، شهادة حكم دولي درجة ثالثة للجمباز عام 2010، شهادة لدورة العروض الرياضية عام 2018، شهادة دورة إعلام فرعية عام 2019. كما قمت بإكمال دراستي، فحصلت على دبلوم تأهيل تربوي بمعدل ممتاز عام 2015، وشاركتُ في مسابقة الثقافة المركزية ضمن فريق "حمص" المكون من شخصين، وأحرزنا المركز الثاني على مستوى الجمهورية عام 2019، كما كنت مدرّبة فنون شعبية وعروض رياضية للمهرجانات، منها مهرجان "حمص" الرياضي، إضافة إلى عملي كمدرّسة رياضة ومدرّبة جمباز، وألعاب قوى، وأعمل حالياً في الإعلام الرياضي».

المدرّبة "منى النقري" تحدثت عنها بالقول: «"بيداء" لاعبة مميزة بجميع المقاييس، فهي لاعبة نشيطة وموهوبة ومثابرة على التدرب وعلى التزام دائم بالتعليمات الموجهة لها أثناء التدريب، فكانت مميزة أثناء اللعب بأوضاع المرونة والأوضاع الجمالية مع الإيقاع، فهي تمتلك قدراً عالياً من الرشاقة والمرونة، عانت صعوبات كثيرة كان منها عدم وجود صالة مخصصة للجمباز، وعدم وجود عوامل أمان للاعبات؛ وهو ما دفعها إلى الاتجاه نحو ألعاب القوى، إلا أنها لاعبة تستحق التألق في البطولات الدولية لما تمتلكه من موهبة وطاقة وحب للرياضة».

الميداليات والشهادات الحاصلة عليها

"سعاد خضور" والدة "بيداء" وبطلة رياضية سابقة ومدرّبة، تحدثت عنها بالقول: «لكوني مدرّسة رياضة، وأحب الرياضة، أعرف قيمتها سواء بالحفاظ على الصحة أو الإنجازات، كانت تحمل طاقة عالية ومميزة، فقمت بتوجيهها وتوأمها "غيداء" نحو الجمباز، فتدربت ونجحت وأصبحت بطلة، ومازالت حتى الآن تمارسها بذات الطاقة التي حملتها منذ الصغر. هي فتاة طموحة جداً، ولديها أحلام بمجال الرياضة والإعلام، أتمنى أن تحققها جميعها؛ لأنها تعمل حتى الإرهاق من دون كلل أو ملل، فإرادتها ليس لها حدود».

الدكتورة "ألفت وطفي" تحدثت عنها قائلة: «كانت "بيداء" إحدى طالباتي في الدبلوم، كما عملت معي مدة قصيرة في لعبة المبارزة، فكانت مميزة بطموحها وطاقتها الإيجابية، وقادرة دائماً على التوفيق بين عملها ودراستها، فحصلت على العلامة الكاملة في المادة التي كنت أشرف عليها».

الدكتورة ألفت وطفي

بقي أن نذكر، أن "بيداء سليمان" من مواليد محافظة "حمص"، عام 1989.