بدأ الرياضة في عمر مبكر، إلا أن إصابته نقلته من الرياضيات التي تعتمد على الأقدام إلى ما يتعلق بالأيدي، فاستطاع أن يحقق العديد من الإنجازات الرياضية، وأن يضع بصمة مميزة في العمل التطوعي.

مدونة وطن "eSyria" التقت البطل "حسن عبدان" بتاريخ 24 أيار 2019، ليحدثنا عن أحلام الطفولة وبداية انطلاقته، قائلاً: «تفتحت عيناي على عشق كرة القدم مذ كنت في الرابعة من عمري، ولم يخطر لي أن أتحوّل من كرة القدم إلى كرة السلة، لكن تداعيات إصابتي فرضت ذلك، فعندما كنّا في "دمشق" في طفولتي انتسبت إلى نادي "المجد" للشباب، و"الجيش" للناشئين عن طريق بطولات المدارس، لكن بعد حصولي على الثانوية العامة كنت أمام خيارين لكل منهما عشقه الخاص؛ إمّا أن أتابع بالرياضة أو ألتحق بالكلية الحربية وأرتدي البذلة العسكرية لما فيها من عزّة وكرامة، فرجح الخيار الثاني لكوني تربّيت في منزل عسكري؛ فوالدي ضابط في الجيش العربي السوري، وأغلب الشباب في عائلتي بين صفوف الجيش، وحتى الحيّ الذي أقطنه يضمّ أسر عسكريين، فالتحقت بالكلية العسكرية عام 2008 وتخرّجت عام 2010، وبعد أربعة أشهر التحقت بالمعارك، فأصبت في عام 2011 أول إصابة في "حمص"، لكنني ما لبثت أن عدت إلى ميدان المعركة، فأصبت للمرة الثانية، لكن هذه المرّة أدّت إلى إصابتي بشلل في طرفَيّ السفليين، فبقيت في المستشفى لمدة عامين خضعت خلالها للعلاج الفيزيائي، وفي عام 2015 عدت إلى منزلي وانضممت إلى فريق "بصمة شباب سورية" التطوعي، ثم التحقت بنادي "العطاء" عام 2017، وفي ذات العام التحقت بنادي "السلام" لأمارس هوايتي المفضّلة في الرياضة».

تعرّفت إلى "عبدان" من خلال أحد أندية رفع الأثقال في الحيّ، فطلب منّي الانضمام إلى نادي "السلام"، كان مميّزاً بسلوكه الأخوي مع زملائه، وهو عاشق للرياضة، وهي أهمّ شيء في حياته؛ لذلك حقّق العديد من المراكز

وتناول تجربته مع نادي "السلام" الرياضية، قائلاً: «انضممت إلى النادي بهدف ممارسة رياضتي المفضّلة رفع الأثقال، لكنني تدرّبت على كرة السلّة، فاندمجت بسرعة مع الفريق بسبب الجوّ الأسري الذي يعيشون ضمنه، وكأنني أعرفهم منذ سنوات، حيث لم تمضِ ثلاثة أشهر على انتسابي إلى النادي، إلا وكان لنا مشاركة ببطولة الجمهورية لكرة السلة بعد انقطاع دام عشر سنوات، فأحرزنا المركز الأول في "دمشق"، بمشاركة "دمشق" و"اللاذقية" و"حلب" عام 2017، وقمت بالتدرّب على ثلاث ألعاب هي: رفع الأثقال، وكرة السلّة، وألعاب القوى، فكانت أول مشاركة لي في ألعاب القوى في "دمشق" خلال الشهر الأول من عام 2018، وحصلت على المركز الثاني في بطولة الجمهورية في "دمشق" بوزن 110كغ، وفي الشهر الثالث شاركت ببطولة ألعاب القوى في "طرطوس"، فنلت المركز الأول ببطولة الجمهورية برمي القرص، والمركز الثالث برمي الرمح، وفي ذات العام في الشهر الثامن شاركنا ببطولة الجمهورية لكرة السلّة في "دمشق"، فأحرزنا المركز الثالث، وفي عام 2019 حصلت على المركز الثاني برفع الأثقال في "دمشق"، الذي كسرت فيه رقمي السابق بوزن 113كغ، على الرغم من توقفي عن التدريب لمدة ستة أشهر بسبب تمزّق الأربطة الذي أصابني في الكتف، وفي الشهر الرابع من هذا العام شاركت ببطولة الريشة الطائرة في "اللاذقية"؛ وهي بطولة استثنائية شاركنا فيها بهدف التصنيف فقط، لكننا حصلنا على المركز الثالث من دون تدريب أو معرفة بقوانينها إلا في أرض الملعب، حيث ساعدتني لياقتي البدنية العالية وقدرتي على التحكم بالكرسي من خلال لعبي بكرة السلّة».

لارا العباس أخت شهيد حي

وعن تجربته بالخوض في مجال العمل الإنساني وملتقى الجرحى، قال: «أنا كجريح تزيد لديّ بعض المعدّات الطبية، فأقدّمها إلى أحد الجرحى المدنيين الذين يحتاجون إليها، وأقوم بذلك منذ عام 2014، طلب مني فريق "بصمة شباب سورية" الانضمام إليهم فلم أتردّد، ثمّ انضممت إلى نادي "العطاء".

التقيت السيدة الأولى "أسماء الأسد" وقدمت مقترحين: الأول مشروع يخصّ نادي "السلام"، والثاني ملتقى لجرحى الجيش العربي السوري يكون شاملاً لكل جرحى القطر، بدلاً من الملتقى الذي يجمع جرحى المحافظة فقط، فكان لنا ذلك في 6 أيار لثلاثة أيام جمعنا فيه الجرحى من كل أنحاء القطر، قمت بتنظيمه أنا و"لارا عباس"، فتضمّن اللقاء تعارف الجرحى إلى بعضهم وتبادل الخبرات، حيث إن بعض الجرحى بعد إصابتهم اعتكفوا ولم يخرجوا من منازلهم، بعكس الجزء الآخر الذي لم يستسلم لإصابته، وإنما أكملوا دراستهم الجامعية أو نجحوا بالأشغال اليدوية أو في مجال الرياضة، فحاول كل منهم إيصال تجربته بعد الإصابة، وتضمّن الملتقى حفلات وسهرات وجلسات دعم نفسي، حيث كان يوجد مدرّبون مختصون رافقونا خلال الأيام الثلاثة، فكان النجاح أكثر مما توقعنا في مجمع "الناصرة" في محافظة "حمص"، واستمرّ التحضير للملتقى مدة ثلاثة أشهر، فقمت أنا و"لارا" بالسفر إلى "السويداء" و"دمشق" و"طرطوس" و"اللاذقية" للتنسيق مع المشرفين لإحضار الجرحى».

عضو نادي السلام وصديق البطل لمك الجحي

أخت الشهيد الحيّ "محمد العباس" المعروفة بأخت الجريح "لارا العباس" وصديقة "عبدان"، قالت: «لكل بطولة حكاية وقصة لن تنتهي، مهما كثر الكلام لن نفي هذا البطل حقّه، تعرّفت إلى "عبدان" عام 2016 خلال دورة تنمية بشرية، لاحظت سرعة بديهته في تلقي المعلومة، فلا حدود لديه للتعلّم والمعرفة، فهو أحد مؤسسي جمعية خيرية مع بعض الجرحى، ويسعى إلى عمل الخير ومساعدة أصدقائه رفاق السلاح، وعلى الرغم من تفرّغه للرياضة عام 2017، إلا أنه استمر بالدورات التعليمية (حاسوب، وصيانة خلوي، ومحاسبة)، وفي بداية هذا العام قمنا بالتحضير لملتقى خاص بجرحى الجيش العربي السوري، بعد لقاء "حسن" السيدة الأولى "أسماء الأسد"، فكان دعمها بداية النجاح والتحديّ، فسعينا بكل إرادة وتصميم لنجاح الملتقى، فكان ما بذله "حسن" أكبر من كل التوقعات. تعجز الكلمات عن وصف "حسن عبدان"».

بطل رفع الأثقال وعضو في نادي "السلام" وصديقه "لمك الجحي" تناول تجربته معه، قائلاً: «تعرّفت إلى "عبدان" من خلال أحد أندية رفع الأثقال في الحيّ، فطلب منّي الانضمام إلى نادي "السلام"، كان مميّزاً بسلوكه الأخوي مع زملائه، وهو عاشق للرياضة، وهي أهمّ شيء في حياته؛ لذلك حقّق العديد من المراكز».

عبدان مع الفريق التطوعي لملتقى جرحى الجيش العربي السوري

يذكر، أنّ "حسن عبدان" من مواليد "دمشق"، عام 1989، مقيم في "حمص".