حبّ التميّز دفعه إلى دخول عالم الفن، محاولاً تصوير المشكلات التي يراها في المجتمع، فعَمِل على نقلها بكامل طاقته؛ بتجسيدها عن طريق المسرح والتمثيل، ليلمع اسمه بالكثير من العروض المسرحية والأفلام القصيرة الهادفة.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 11 حزيران 2019، تواصلت عبر شبكة الإنترنت مع الفنان "علي الخليل" ليتحدث حول بداياته في عالم التمثيل، فقال: «بدأت العمل في عالم المسرح منذ عام 2005، وتكوَّن لديّ شغف التمثيل عند مشاهدتي للعديد من العروض المسرحية والأفلام التي تحاول تصوير مشكلات المجتمع وإيصال رسائل متعددة للجمهور من خلال العروض، فأردت أن أكون ضمن هذا النوع من العروض، وبدأت اتباع الدورات التدريبية لإعداد الممثلين بإشراف مدربين معروفين في مجال المسرح بمحافظتي "دمشق" و"حمص"، كان منهم "محمد بري العواني"، و"حنان شقير"، ثم انتقلت إلى التمثيل في مسرح "شبيبة الثورة"، وشاركت بالعديد من العروض، كان منها "بياع الضمير" بإشراف الفنان "خالد عبد المولى". بعدها انضممتُ إلى المسرح الجامعي ضمن فرق تمثيل خاصة، وشاركت في العديد من العروض، كان منها مسرحية "أرواح جبران" بدور الكاهن الطيب، وهي مقتبسة عن نص "الأرواح المتمردة" لـ "جبران خليل جبران"؛ بإشراف "أحمد عاقل" مع فرقة "إن jazz"، فالشخصية المسرحية التي كنت أعدّها أقرب إلي، والتي تشهد انقلاباً في حياتها لتغدو رافضةً للأديان بعد أن كان الكاهن الطيب الذي يعمل على نشر الوعي بين الناس، حيث يروي الشخص كيف تم إبعاده عن الدير إلى أن التقى "جبران" الذي كتب قصته. إضافة إلى مشاركتي بالعديد من العروض المسرحية، منها: "أسوء عرض مسرحي"، و"جوليا"، و"خط أحمر".

التقيته منتصف عام 2018 عن طريق المصادفة أثناء تصوير فيلم "حياة من ورق"، وتم الاتفاق على أن يؤدي شخصية البطل، وهي شخصية مركبة جداً تمر بالعديد من الانفعالات أثناء الوقت القصير للفيلم، وقد أدى الدور بحرفية عالية بفضل خبرته وتفانيه وحبه لعمله، شاركنا بالفيلم في المسابقة الرسمية في أحد المهرجانات السينمائية في "المغرب"، وهذا النجاح دفعنا مرةً أخرى إلى التعاون في فيلم "إلى المجهول"، وقد شارك بكتابته وأدى دور البطولة، حيث يعدّ الفيلم أضخم عمل يصور في محافظة غير العاصمة، ونجاحنا في إنجازه يرجع في الدرجة الأولى إلى تذليله لكافة العقبات التي اعترضتنا. "علي" من المواهب القليلة التي تجمع الموهبة مع الدراسة والشغف، والعمل معه متعة حقيقية

بدأت التدريب المسرحي من خلال مجموعة من الشباب ضمن المسرح الجامعي في جامعة "البعث"، فمشاهدتي لتحضيرات العرض المسرحي "حارس الأحلام"، والتدريب للوقوف على المسرح وأداء الشخصية والعيش على الخشبة يمثل حياة بأكملها؛ دفعني إلى التفكير بأن أكون بين هؤلاء الأشخاص الذين ينقلون الواقع إلى صور متكاملة في حدود أمتار قليلة، كما أسهمت بدورة إعداد ممثل التي اختتمت بمسرحية "شيزوفرينيا"، وعملت لدى مسرح الطفل بالتعاون مع فريقي "جاكار" و"إن jazz"».

الملصق الإعلاني لفيلم حياة من ورق

ويضيف قائلاً: «انتقلت إلى العمل الدرامي من خلال عمل "جنان نسوان" من إخراج "فادي غازي"، ولدي الآن مشاركة ضمن عملين دراميين للموسم القادم، وكانت لي مشاركات وفرص واسعة في السينما كان منها مشاركة بسيطة في فيلم "مسافرو الحرب" للمخرج "جود سعيد"، كما عملتُ ضمن خمسة أفلام ترويجية لمصلحة "الأمانة السورية للتنمية"، بعدها شاركت بدور بطولة في الفيلم السوري القصير "حياة من ورق" من إخراج "عيسى عمران"، فالفيلم يمس شريحة واسعة من مجتمعنا، وتدور أحداثه عن إنسان دمّر حياته بنفسهِ بسبب طبيعته الجشعة وضغط المجتمع عليه، فدخل في حالة نفسية تسمى "الاحتراق النفسي"، وهي علمياً تنتج عن حالة الكبت والإحباط الناتج عن التفاني لقضية ما، وتفشل ولا يكون للمضحي بديل آخر يثبت نفسه من خلاله، كان للفيلم فرصة للعرض بعدة مهرجانات دولية؛ كان منها المسابقة الرسمية للمهرجان العربي الأفريقي بمدينة "زاكورة" في "المغرب"، كما عُرِضَ في عدة دول عربية أخرى، وكرمتُ إثر مشاركتي بهِ من قبل رئيس جامعة "البعث" حينئذٍ الدكتور "بسام إبراهيم"، إضافة إلى قيادات اتحاد الطلبة ضمن الجامعة. وكان أخيراً فيلم "إلى المجهول" ظهرت فكرته عام 2017، وقمت بتأليفه بمشاركة "يلماز المحمد علي"، وبدأنا التحضير له لتكون الحبكة مناسبة للجمهور ولجان تحكيم المهرجانات، فهذا الأمر صعب جداً؛ لأن الأفلام تكون مرمزة دائماً ولا تصل مباشرة إلى الجمهور، لذا يعدّ جمهورها خاصاً نوعاً ما. واجهتنا صعوبات كثيرة بالعمل، كعدم وجود أي داعم مالي، وقلة الإمكانات المتوفرة لدينا مع أننا نحاول دائماً الارتقاء بالسينما في مدينة "حمص"، حاولتُ أن أكونَ في مجالي التمثيل المسرحي والدرامي، لكنني وجدتُ نفسي مختلفاً في السينما التي أصبحت حالياً وجهتي التي أعمل جاهداً لإثبات جدارتي بها، وأعدُّ فيلم "إلى المجهول" مشروعي الأضخم حتى هذه اللحظة، لأنه يتحدث عما مرت به محافظة "حمص" خلال الحرب، ويجسد فكرة انتصار الحياة على الموت بمواقف إنسانية».

المخرج "عيسى عمران" تحدث بدوره عن "علي الخليل"، فقال: «التقيته منتصف عام 2018 عن طريق المصادفة أثناء تصوير فيلم "حياة من ورق"، وتم الاتفاق على أن يؤدي شخصية البطل، وهي شخصية مركبة جداً تمر بالعديد من الانفعالات أثناء الوقت القصير للفيلم، وقد أدى الدور بحرفية عالية بفضل خبرته وتفانيه وحبه لعمله، شاركنا بالفيلم في المسابقة الرسمية في أحد المهرجانات السينمائية في "المغرب"، وهذا النجاح دفعنا مرةً أخرى إلى التعاون في فيلم "إلى المجهول"، وقد شارك بكتابته وأدى دور البطولة، حيث يعدّ الفيلم أضخم عمل يصور في محافظة غير العاصمة، ونجاحنا في إنجازه يرجع في الدرجة الأولى إلى تذليله لكافة العقبات التي اعترضتنا. "علي" من المواهب القليلة التي تجمع الموهبة مع الدراسة والشغف، والعمل معه متعة حقيقية».

عيسى عمران وعلي الخليل من عرض فلم حياة من ورق

من الجدير بالذكر، أن "علي الخليل" من مواليد مدينة "السلمية"، عام 1997، مقيم في "حمص" "وادي الدهب"، طالب في كلية الحقوق بجامعة "البعث".