بهدف رفد آليات الزراعة وتطويرها؛ قام "حبيب داؤد"، "ماهر يعقوب"، "محمد بلال شمالية" و"عمرو دروبي"، باختراع روبوت زراعي يقوم بجميع مهام المزارع بدءاً من الزراعة، وانتهاءً بالحصاد والفرز.

الملخص: بهدف رفد آليات الزراعة وتطويرها؛ قام "حبيب داؤد"، "ماهر يعقوب"، "محمد بلال شمالية" و"عمرو دروبي"، باختراع روبوت زراعي يقوم بجميع مهام المزارع بدءاً من الزراعة، وانتهاءً بالحصاد والفرز.

تجسّد دوري بالتصميم الخارجي المتعلق بالميكانيك والقسم الإضافي للروبوت الـ"extention"، حيث يتم ترتيب الثمار، فالجزء الإضافي قابل للفك والتركيب ويعمل على الترتيب، أما في حالات أخرى، فيمكننا إضافة أي جزء يساعد المزارع كالمحراث أو عبوة مبيدات، فهو روبوت مرن جداً يمكن إضافة أي جزء إليه لتسهيل عمل المزارع، فالقسم الإضافي عبارة عن صندوق يربط مع الروبوت يوجد في أسفله إطارات (دواليب)، ويقوم الروبوت بجره أثناء العمل، وله كبلات خاصة، إضافة إلى عملية قطف الثمار عن طريق ذراع روبوتية تم تركيبها على الهيكل الخارجي للجسم

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 26 أيار 2019، التقت فريق "DeBugs" للحديث حول أهمية الروبوت وإمكانية استخدامه على أرض الواقع، والبداية مع "حبيب داؤد" أحد أعضاء الفريق، الذي تحدث عن الروبوت ودوره بالعمل به، فقال: «يمكن استخدام الروبوت في أي مجال من مجالات الزراعة، حيث يقوم بجميع مهام المزارع، فيعمل على تفحص نوعية التربة الموجودة ونوع المناخ، وعن طريق المعلومات يمكنه المقارنة ما إذا كانت التربة صالحة للزراعة أم لا، وهنا لن تنتهي مهامه، فإذا لم تكن التربة صالحة يقوم باستصلاحها، ثم يبدأ الزراعة والسقاية حتى نضج المحصول؛ فيقوم بحصاده وترتيبه وتجهيزه بعبوات معينة ليصبح جاهزاً للتسويق مباشرةً، فيكون الروبوت قد اختصر على المزارع جميع المراحل، فيتجسد دور المزارع بالإشراف فقط. للروبوت واجهة تحكم بسيطة باستطاعة المزارع تحديد المحاصيل التي يريد زراعتها أو أنواع الأسمدة المراد إضافتها، كما يقوم الروبوت دائماً بتقديم مقترحات حول أنسب محصول للزراعة بناءً على خوارزمية ذكاء صنعي».

صورة الروبوت

ويضيف: «تجسّد دوري بالتصميم الخارجي المتعلق بالميكانيك والقسم الإضافي للروبوت الـ"extention"، حيث يتم ترتيب الثمار، فالجزء الإضافي قابل للفك والتركيب ويعمل على الترتيب، أما في حالات أخرى، فيمكننا إضافة أي جزء يساعد المزارع كالمحراث أو عبوة مبيدات، فهو روبوت مرن جداً يمكن إضافة أي جزء إليه لتسهيل عمل المزارع، فالقسم الإضافي عبارة عن صندوق يربط مع الروبوت يوجد في أسفله إطارات (دواليب)، ويقوم الروبوت بجره أثناء العمل، وله كبلات خاصة، إضافة إلى عملية قطف الثمار عن طريق ذراع روبوتية تم تركيبها على الهيكل الخارجي للجسم».

ويكمل "ماهر يعقوب" الحديث عن الروبوت ودوره بالعمل، فيقول: «في السنة الماضية شاركنا في مسابقة "ARC4" وحصلنا على المركز الأول لروبوت إطفاء الحرائق؛ وهو ما دفعنا إلى المشاركة في المسابقة لهذه السنة، فبدأنا العمل بالتجهيزات للروبوت في شهر شباط للمشاركة في مسابقة "ARC5" التي تشرف عليها هيئة "التميز والإبداع" في "سورية"، واستغرق العمل به مدة شهرين، انتهينا من المجسم الرئيس وانتقلنا إلى الجانب الإلكتروني بالروبوت، كنتُ أعمل على الجانب البرمجي حيث كان محورنا الأساسي "الآردوينو"؛ وهي لوحة تحكم إلكترونية تمثّل عقل الروبوت، و"راسبيري باي"؛ وهي عبارة عن حاسوب مصغر تتم فيه معالجة الصورة وإرسال بيانات الحساسات إلى الواجهات. كانت المهام موزعة على الفريق حسب اختصاص كل فرد، لكن الفريق كان يعمل بروح واحدة؛ فعند مواجهة أي فرد لمشكلة كان يلجأ إلى الفريق لحلّها. واجهتنا صعوبات في جانب الميكانيك؛ لأننا طلاب جامعيون لم نعمل قبل في مجال "الحديد" و"اللحام"، لم نستطع إيصال الفكرة حسب المخطط لصاحب المهنة لتظهر القطع بالشكل المراد، إضافة إلى أن بعض القطع كانت موجودة لكن بكميات قليلة جداً، فاضطررنا في بعض المراحل إلى استبدالها بقطع أخرى.

أثناء العمل على الروبوت

شاركنا في مسابقة "ARC5" وحصدنا المركز الخامس، بسبب مواجهتنا لمشكلة في الروبوت قبل يوم من المسابقة، لم نستطع حلّها حتى خلال المسابقة، إلا أن الروبوت كان مميزاً جداً وحاز إعجاب اللجنة، فهو مرنٌ وقابلٌ للتطوير بسبب ملحق الـ"extention" القابل للتبديل حسب إرادة المزارع، كما أن بإمكاننا التعديل على الهيكل الخارجي ليصبح ملائماً للأراضي الزراعية الوعرة، فالهيكل الخارجي للروبوت تكوّن من الصاج والحديد».

"عمرو دروبي" يتابع الحديث عن آلية معالجة الصورة قائلاً: «اتسم الفريق بروح التعاون، حيث قُسمت المهام بين الأفراد، وكان دوري معالجة الصورة، للروبوت كاميرا توجد تحت الذراع، عندما يتحرك الروبوت ضمن مسارات محددة يقوم بأخذ صورة لكل خطوة يقوم بها ويحلل أي موضوع موجود فيها، فإذا فرضنا أن المحصول هو "البندورة"، فهو يقوم بالبحث ضمن الصورة عن الشكل الهندسي الدائري باللون الأحمر، وعند وجوده يتوقف عن الحركة، فتنطلق الذراع نحو الثمرة وتقوم بقطفها من الجزء الأخضر، ويبقى الروبوت ممسكاً بالثمرة ليأخذها نحو الحجرة التي تحتوي كاميرتين تعملان على معالجة الصورة بشكل بانورامي، ويقوم بدمج الصورتين بصورة بانورامية واحدة، ويتم فحص الصورة ومعرفة ما إذا كانت الثمرة تحتوي مشكلات أو أي آفة زراعية لمحصول "البندورة"، فإذا انتشرت عليها بقع سوداء تصنف على أنها غير صالحة، أو يقوم بتصنيفها إلى نوع ممتاز ونوع جيد، والحجرة موصولة إلى صمام بنهايته فرعان؛ كل فرع ينتهي إلى حجرة، حيث يقوم بترتيب الثمار بشكل هندسي من أقصى اليمين ثلاث ثمار بالعرض، وتسع ثمرات بالطول وبارتفاع ثمرتين، وبإمكاننا التحكم بعدد الأدوار والصفوف. كان المشرف يطلع يومياً على جميع التطورات، فعند مواجهة الفريق لأي مشكلة كنا نعمل على حلّها، وعند العجز عن حلّها كنا نلجأ إلى المشرف المهندس "طلال سلطان". السوق بحاجة إلى هذا النوع من الروبوت، فهو جاهز للاستخدام المباشر من قبل المزارعين بعد إضافة بعض التعديلات البسيطة إليه، وقد حصلنا على تكريمات للروبوت، إلا أنه لم يحظَ باهتمام إعلامي تجذب جهة راعية لتحويله إلى مشروع تجاري، لأن الروبوت بحاجة إلى تكلفة مرتفعة قليلاً، ومن المهم تفعيل الروبوت على أرض الواقع؛ ففي السنة الماضية حصلنا على المركز الأول في مسابقة "ARC4" لروبوت إطفاء الحرائق، لكن فكرة الروبوت انتهت مع انتهاء المسابقة، ليأخذ الربوت محله في المستودع من دون أي عمل، نحن نأمل وجود جهة راعية للمشروع؛ لأنه تجاري وبإمكانه أن يجني أرباحاً جيدة، كما أنه يدعم مواكبة تطور التكنولوجيا لتصبح "سورية" من الدول الرائدة على مستوى العالم في هذا المجال».

الفريق مع المهندس المشرف "طلال سلطان" والمهندس "حسان نجار"

يتحدث "محمد بلال شمالية" عن دوره في برمجة الربوت قائلاً: «كانت مهمتي برمجة الروبوت على تطبيق نظام "windows Apllication" المبرمج بلغة "C Sharp"، كانت مهمته الأساسي التواصل بين التطبيق والروبوت لا سلكياً، كما يوجد "Data Base" تسجل -عن طريق التطبيق- كل ما يقوم به الروبوت من عمليات، حيث يرسل التطبيق الأوامر عن طريق مرسل موصول في "اللابتوب" للمستقبل الموجود في الروبوت، كانت مهمة التطبيق بوجه أساسي عن طريق إرسال أوامر له بوضعين إما الوضع العادي أو الوضع الأوتوماتيكي، فالوضع العادي كان بإمكانه إرسال أوامر للروبوت للتحرك بالاتجاهات (أمام، خلف، يسار، يمين)، وتحريك الذراع ومحاورها. أما الوضع الأتوماتيكي، فكان مبرمجاً على إرسال أوامر لتنفيذ خوارزميات لتوجيه الروبوت للقيام بمهام كالحصاد والحفر وفرز المحاصيل، كما أضيف إلى التطبيق نظام الخرائط لتحديد موقع الروبوت "Gps" الموجودة في الروبوت وتوجيهه للتحرك عبر مسارات معينة عن طريق الخرائط، وكانت من مهامه استقبال البيانات ومعرفة حالة الروبوت كمستوى المياه ونسبة شحن البطارية المتبقي، وتحديد نسبة رطوبة الأرض عن طريق حساسات موجودة في الروبوت، واجهتنا بعض الصعوبات في تأمين بعض القطع، وتوفر بعضها الآخر بجودة سيئة».

المهندس المشرف "طلال سلطان" تحدث بدوره فقال: «كانت فكرة الروبوت القيام بجميع مهام المزارع ابتداءً من مرحلة الزراعة حتى التسويق لتوفير الجهد على المزارعين من خلال اختصار عدة مراحل، مثل: فرز المحاصيل لمحصول درجة أولى وثانية، وفرز المحصول الذي يحتوي مشكلة أو آفة على حدة، كان الروبوت ديناميكياً؛ أي إنه ليس مخصصاً لنوع واحد من المحاصيل، بإمكان المزارع تحديد نوع المحصول، فيقوم الروبوت باستكشاف PH التربة ونسبة المياه والرطوبة، ويقوم تقديم هذه المعلومات للمزارع، ثم يبدأ الزراعة، فهناك خوارزمية محددة لهذه المرحلة، فيقوم بتقسيم الأرض إلى مسارات حسب المنطقة المحددة للزراعة، والفاصل بين كل شجرة وشجرة حسب نوع المحصول، وهي معلومات تدخل من قبل أصحاب الاختصاص الزراعي، وعند نضج المحصول يقوم بفرز المحصول حسب جودته وترتيبه ضمن عبوات مخصصة، وعند امتلاء العبوات يقوم بإعطاء إشعار للمزارع لتفريغها، كما يقوم بإعطاء معطيات للمزارع حول المحصول في نهاية موسم الحصاد عن نسب الثمار الجيدة وغير الجيدة، ويقوم بمساعدة المزارع على عدم تكرار تجربة غير ناجحة، جميع أفراد الفريق طلاب جامعيون يمتلكون المهارات الأساسية، وكان دوري توجيهياً للأفكار وتسلسل العمل وتوزيع المهام، الفريق مميز بجوانب البرمجة والميكانيك، واجهتنا بعض الصعوبات كضيق الوقت إضافة إلى عدم توفر بعض القطع اللازمة للروبوت التي تحقق الغاية المطلوبة، فاضطررنا إلى جلب بعض القطع من "دمشق" و"لبنان"».

من الجدير بالذكر، أن "محمد بلال شمالية" من مواليد محافظة "حمص" عام 1998، طالب هندسة معلوماتية سنة ثالثة في جامعة "البعث"، وخريج معهد تقانة حاسوب، "عمرو دروبي" من مواليد "جدة" عام 1998 طالب هندسة معلوماتية في السنة الخامسة في جامعة "الوادي"، "ماهر يعقوب" من مواليد "حمص" عام 1996، طالب هندسة معلوماتية ise في "الجامعة الافتراضية السورية" في السنة الثالثة، وطالب "bait" باختصاص "ISDN"، وخريج معهد تقانة حاسوب، "حبيب داؤد" من مواليد "حمص" عام 1997، طالب هندسة ميكاترونيك جامعة "البعث" في السنة الثانية.