شقلبات وحركات بهلوانية أبهرت معلميه، فأدركوا أنهم أمام موهبة فريدة ومشروع بطل في رياضة "الجمباز"، فكان على قدر المسؤولية وتألق في كل البطولات التي شارك فيها على مستوى الجمهورية بالفئات العمرية كافة، ليتبوأ العديد من المناصب منها رئيس دائرة الرياضة في مديرية تربية "حمص".

التقت مدونةُ وطن "esyria" مع البطل "نزار ابراهيم" بتاريخ 15تموز 2019 ليحدثنا عن انطلاقته، فقال: «أثناء وجودي في حصص الرياضة المدرسية لاحظَتْ مدرستي "هزار أحمد" ما أقوم به من حركات رياضية، فشعرت ببذور موهبة لدي فوجهتني نحو مركز لتدريب الجمباز "رزق سلوم" في عام 1987، فتبناني المدرب "خالد ماردنلي"، ووجد أنّ لدي موهبةً حقيقية، عملنا على تنميتها من خلال وجودي ضمن مجموعة مكونة من عشرة لاعبين تقريباً، حيث أسسنا منتخب "حمص"، وبعد فترة قصيرة جُهزت صالة "الجمباز" في الملعب البلدي بالمعدات اللازمة لتطوير هذه اللعبة، هنا بدأ العمل الفعلي لتطويرها، فحصلت على المركز الأول على مستوى محافظة "حمص" عام 1989، ثم انتقلت للمشاركة ببطولة الجمهورية في العام نفسه وحصلت على المركز الأول في أول بطولة عن فئة الصغار، ثم فاز منتخبنا بالمركز الأول على مستوى "سورية"، وبدأت تتطور الأمور نحو الأفضل في عام 1990، وتتالت البطولات كلما انتقلت إلى فئة أكبر، حيث حصلت في عام 1994 على المركز الأول للناشئين، ثم انتقلت لفئة الشباب في عام 1995 وحصلت كذلك على المركز الأول على مستوى "سورية"، ثم انضممت للمنتخب الوطني، وأرسلت ببعثة بالفترة نفسها إلى "جمهورية مصر العربية"، حيث بقينا 20 يوماً، شاركت خلالها بمعسكر تدريبي مشترك بين "سورية" و"مصر" و"أوكرانيا"، فكانت بداية انطلاقتي القوية لتطوري في لعبة "الجمباز"، حيث تعرفت من خلال المعسكر على الجمباز الأوكراني ما أعطاني دفعاً قوياً».

كنا معاً في المنتخب هو في فئة الشباب وأنا في فئة الصغار، فكان قدوة بالعمل والمثابرة، حيث اجتهد وعمل بجدّ ليصل إلى ما وصل إليه سواء في مجال رياضة "الجمباز" أو في الدراسة، يتميز "ابراهيم" بأخلاقه الرياضية حيث يتفانى لتتقدم لعبة "الجمباز"، ونحاول جاهدين أن نكون يداً واحدة لتطوير هذه اللعبة والصعود بها لأعلى المراتب

وعن مرحلة دراسته في كلية الرياضة، قال: «في عام 1996 حصلت على الثانوية العامة فتلمست طريقي الذي عشقته، واتجهت نحو كلية الرياضة في جامعة "تشرين" في محافظة "اللاذقية"، وبدأت رحلتي الحقيقية فكنت أقوم بتنظيم عروض "الجمباز" لكلية التربية الرياضية، وكنت أدرب زملائي في الكلية على العروض وأنا ما زلت طالباً معهم، وبعد مضي عامين أصبح الاعتماد عليّ كبير بتطوير رياضة "الجمباز" لكلية الرياضة كوني الوحيد المختص بهذه الرياضة، حيث حاول المدرسون في الكلية الاستفادة من خبرتي العملية، لأنّ الكلية كانت حينها منشأة حديثاً، وفي عام 2000 اعتزلت لعب "الجمباز" مع تخرجي من كلية الرياضة، ثم التحقت بالخدمة الإلزامية من عام 2001 حتى 2003، وعدت بعدها لمقاعد الدراسة حيث درست دبلوم تأهيل تربوي في جامعة "البعث" عام 2004، أرسلتني وزارة التربية في عام 2005 إلى "سلطنة عمان" إعارة مدة خمس سنوات، ولكنني عدت إلى "حمص" بعد مضي عامين ونصف العام لأسباب عديدة، والتحقت بعملي في مديرية تربية "حمص" عام 2008، فعينت مدرساً في مدرسة "عبد الحميد الزهراوي" مدة ستة أشهر، وقمت بالفترة نفسها بتدريس مادة "الجمباز" في كلية التربية الرياضية بجامعة "حماة" من عام 2007 حتى عام 2013، وفرغت في عام 2009 لعام كامل لإقامة دورات وأنشطة على المنهاج الحديث للمركز الوطني للمتميزين كمدرس للرياضة، فحصلت على شهادة بعنوان (دمج التكنولوجيا بالتعليم) ومنحت شهادة أخرى بعنوان (إدارة المواهب) من المجلس الثقافي البريطاني عام 2009، حيث تمّ تعييني كمدرس في "المركز الوطني للمتميزين" من 2009 حتى 2013، ونتيجة الأحداث تمَّ نقل المركز من محافظة "حمص" إلى "دير عطية" ثم إلى جامعة "تشرين" في محافظة "اللاذقية"، فعدت إلى مديرية تربية "حمص"، وفي عام 2014 فرغت لمدة عام كامل لتدريب فريق كرة القدم حيث أنني نتيجة الأحداث توقفت عن التدريس بجامعة "حماة"، ثم تطوعت مع فريق شباب "سورية"، ثم عينت من عام 2015 حتى 2017 رئيس دائرة التربية الرياضة بمديرية تربية "حمص"، ونتيجة شوقي للعمل الميداني قدمت اعتذاراً عن رئاسة الدائرة حيث لم أجد نفسي في العمل الإداري، وعدت مدرب جمباز وأنا حالياً مدرب منتخب "حمص" للبنين ومدرب منتخب تربية "حمص" ومحاضر لكل الدورات التي تقوم بها وزارة التربية في "الجمباز" لتطوير المدرسين والمدرسات بكل أنحاء "سورية"، حيث في كل عام يتم اختيار مجموعة من المدرسين والمدرسات في "دمشق" أو في "طرطوس" لأحاضر مع الإشراف العام على هذه الدورات، وأعمل حالياً كمدرس مفرّغ في مدرسة "غسان ابراهيم" في صالة "الجمباز" التي قمت بإنشائها في عام 2015 وأحضرت مدربين مختصين بعد انقطاع دام عدت سنوات».

المدرب شادي السليمان في صالة الجمباز

مدرب منتخب "حمص" لـ "الجمباز" "شادي السليمان" صديق البطل، قال: «"نزار ابراهيم" صديق العمر والطفولة حيث تدرجنا معاً بكل الفئات العمرية من الصغار حتى الناشئين والكبار، وخضعنا للتدريب على يد الكابتن "ماردنلي" شاركنا معاً بالعديد من بطولات الجمهورية، وهو من الرياضيين الذي طوروا أنفسهم كثيراً، وكان من المتفوقين دراسياً خلال وجوده في كلية التربية الرياضية، ومن شدة شغفه بـ "الجمباز" تخلى عن منصبه في إدارة دائرة التربية الرياضية، ليعود مدرباً ميدانياً، نراه كل يوم يبذل كل طاقته لتدريب اللاعبين، وتخريج أبطال على مستوى الجمهورية بلعبة "الجمباز"، ويتميز "ابراهيم" بأخلاق رياضية عالية وهو صديق وأخ».

مدربة الجمباز "صفاء بلول" ولاعبة منتخب سابقة وصديقة البطل، قالت: «كنا معاً في المنتخب هو في فئة الشباب وأنا في فئة الصغار، فكان قدوة بالعمل والمثابرة، حيث اجتهد وعمل بجدّ ليصل إلى ما وصل إليه سواء في مجال رياضة "الجمباز" أو في الدراسة، يتميز "ابراهيم" بأخلاقه الرياضية حيث يتفانى لتتقدم لعبة "الجمباز"، ونحاول جاهدين أن نكون يداً واحدة لتطوير هذه اللعبة والصعود بها لأعلى المراتب».

المدرب نزار ابراهيم بين أعضاء فريقه الذين يدربهم

يذكر أنّ اللاعب "نزار ابراهيم" من مواليد "حمص" 1978، عضو في لجنة تأليف كتاب التربية الرياضة الصف الأول والرابع لأعوام 2016 و 2017 و 2018 ليكون مرجع للمدارس.

نزار ابراهيم وحصوله على المركز الأول فئة الصغار