لم يمنعه منبتُه الطبقيُّ المتواضعُ من إثباتِ ذاته في رياضة الجمباز، ومن حصادِ العديدِ من الجوائز بالفوز بالمركز الأوّل على مستوى القطر، ليتحوّلَ إلى مدربٍ يبني جيلاً من لاعبي الجمباز كي يكملوا خطاهُ ويصبحوا نجوماً تضيءُ في عالمِ الرياضة.

التقت مدوّنةُ وطن "esyria" الكابتن "شادي السليمان" بتاريخ 5 أيلول 2019 ليجدثنا عن مسيرته الرياضية المميّزة، قائلاً: «كانت بدايتي من خلال تحفيز خالي والد الكابتن "نزار ابراهيم" لوالدي وتشجيعه على إلحاقي بمدرسة "رزق سلوم" وهي مركز لتدريب الجمباز، أسوة بـ"نزار" الذي يكبرني بثلاث سنوات، فالتحقت بالمركز عام 1987، والتقيت المدرب "خالد ماردنلي" الذي أعجب بموهبتي، وطلب مني الالتزام بالتدريب، فواظبت على التدريب بدعم من عائلتي حيث كان والدي بعد عودتي من المدرسة، نظراً لصغر سني يقلّني إلى مركز التدريب في الملعب البلدي على دراجته الهوائية، وهي وسيلة النقل الوحيدة المتاحة لدينا، فكنت على قدر المسؤولية وحصلت على المركز الأوّل في بطولة "حمص" للصغار عام 1988، وكنت أصغر اللاعبين المشاركين، وحصلت على المركز الأوّل على مستوى القطر في "اللاذقية" لطلائع البعث بالجمباز عام 1990، كنت أتقدم كل عام ففي عامي 1991 و 1992 حصلت على المركز الأوّل في بطولة المتقدمين على مستوى القطر، وحصلت على العديد من الجوائز عام 1994، ثمّ حصلت على بطولة ناشئي "سورية"، وبعد عام أي 1995 حصلت على المركز الثاني ببطولة شباب "سورية" بعد "نزار ابراهيم"، وفي عام 1997 دخلت المنتخب الوطني، وشاركت في بطولة "الفجر" في "إيران" مع منتخب شباب "سورية" فحصلت على المركز الثالث، وبعدها خضعت لمعسكر مع المنتخب السوري للمشاركة ببطولة العرب عام 1998، ثمّ توقفت عن ممارسة الرياضة في عام 1999 بسبب سفر مدربي "ماردنلي" خارج القطر، وكنت آخر لاعب ترك المجموعة، انشغلت بالدراسة والانطلاق بحياتي العملية فعملت على تأسيس نفسي وتزوجت».

كانت أسرتي أهم داعم لي كان والدي يدعمني بكل إمكانياته رغم ضعفها، حتى أنّه كان يدعمني على حساب قوت إخوتي حتى أستطيع الوصول لهدفي بالفوز وتحقيق الإنجازات، أما الآن فأعيش ضمن أسرة تعشق الرياضة بدءاً من زوجتي حتى أولادي الذين يبدو تميزهم واضحاً بلعبة الجمباز وأعمل على جعلهم أبطالاً في هذه اللعبة

وعن سبب عودته لممارسة الجمباز، قال: «سبب عودتي للجمباز عام 2016 هو مواقع التواصل الاجتماعي التي كان لها دورٌ بتحفيز الناس لي للعودة للتدريب، حيث كان للكابتن "نزار ابراهيم" الدور الأكبر بعودتي بعد أن أصبح رئيس دائرة الرياضة في مديرية تربية "حمص"، وكان لجهوده الحثيثة دورٌ في إعادة ألق هذه اللعبة، حيث تواصل معي للعودة إلى التدريب وتجهيز صالة الجمباز، فعدت أنا وزوجتي مدربة الجمباز "صفاء بلول" فكانت الصالة خالية من أي معدات باستثناء البساط، ومنذ ذلك الوقت ونحن نعمل على تجهيزها وإعداد لاعبين ولاعبات للمنتخب، ويبدو التحسن واضحاً رغم ضعف الإمكانات».

نزار ابراهيم

أما عن دور الأسرة في مسيرته، فقال: «كانت أسرتي أهم داعم لي كان والدي يدعمني بكل إمكانياته رغم ضعفها، حتى أنّه كان يدعمني على حساب قوت إخوتي حتى أستطيع الوصول لهدفي بالفوز وتحقيق الإنجازات، أما الآن فأعيش ضمن أسرة تعشق الرياضة بدءاً من زوجتي حتى أولادي الذين يبدو تميزهم واضحاً بلعبة الجمباز وأعمل على جعلهم أبطالاً في هذه اللعبة».

وعن أبرز الأشخاص الداعمين له في مسيرته ودوره في إعداد اللاعبين، قال: «كان المدرب "خالد ماردنلي" من أكثر الأشخاص الذين تركوا بصمة واضحة في حياتي، حيث زرع الطموح داخلي، وهو شي نفتقر له في هذا الوقت، فنلحظ أنّ هذا الجيل بعيدٌ عن الطموح، ولا أنسى المدرب "أسامة شربجي" في بطولة "الفجر" الإيرانية الذي كان له دور فاعل في تدريبي خلال البطولة التي استمرت دورتها 13 يوماً، وأعمل حالياً بشكل أساسي على تحفيز الطموح لدى اللاعبين، فأمضي أغلب وقتي في الصالة حتى وقت استراحتي لا أبارحها، وجعلت منها مركز تجمع للاعبين الصغار، وأكون موجوداً في الصالة لفترتين صباحية ومسائية بهدف انتقاء المواهب المميزة».

شادي السليمان وزوجته المدربة صفاء بلول مع فريقهم

مدرب الجمباز وقريب اللاعب "نزار ابراهيم"، تناول مسيرة "السليمان" قائلاً: «دخل "شادي" لعبة الجمباز بعمر مبكر جداً، وقد بدا تميزه وتفوقه بين نظرائه واضحاً منذ طفولته المبكرة، وكان تطوره باللعبة سريعاً، نشأنا معاً في لعبة الجمباز، لنكوّن فريق منتخب "حمص" إضافة لعدد من اللاعبين، فتميز بروح المحبة لأصدقائه منذ طفولته، محبٌ لكل ما يتعلق بلعبة الجمباز فالمدرب "شادي" ليس فقط لاعب ومدرب، وإنما تربطني به علاقة قرابة وهو أخ وصديق، وبعد انقطاعه عن لعبة الجمباز لفترة في مدينة "حمص"، عاد "شادي" ليؤسس اللعبة بقوة، وأنشأ فريقاً قوياً، وليس غريباً أن أقول بأنّه عمل من جيبه الخاص، ليعيد للعبة ألقها في "حمص"، فعمل بجد وتعب رغم صعوبة الظروف، رأيته يتابع اللاعبين حتى على المستوى الشخصي، وعمل على أن يكون الجمباز في "حمص" متطوراً ومنهجياً، واستطاع بفترة قصيرة تحقيق نتائج مبهرة ولمع اسمه في كل أنحاء القطر بتعبه ومثابرته، وما زال حتى اللحظة يعمل بكامل طاقته لتطوير اللعبة، وهو على الصعيد الشخصي شاب مهذب ويتمتع باللطافة والمساعدة لكل أصدقائه ويتابع شؤون لاعبيه حتى في مجال الدراسة، مثابر يتابع جميع الدورات والتطورات التي تطرأ على اللعبة ليقدم دائماً الأفضل، أرى "شادي السليمان" من أهم المدربين في "سورية"، وهو يستحق ذلك على ما يبذله من كدّ وتعب».

ويذكر أنّ "شادي سليمان" من مواليد "حمص" عام 1981.

شادي السليمان أثناء تدريب أحدى لاعبات الفريق