حجارتُها السوداء التي تدلُّ على تراثية المكان، استضافت لقاء الأطباء العائدين للخدمة في أحياء "حمص" القديمة، تكريماً لهم ولحثِّ الآخرين على العودة، وخدمة العنصر البشري كهدفٍ أساسي.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 21 تشرين الأول 2019 حضرت اللقاء الذي استضافته مطرانية "الروم الأرثوذكس" في قاعتها الأثرية، والتقت نيافة المطران "جاورجيوس أبو زخم" راعي الأبرشية وعنه قال: «فكرة اللقاء انطلقت من عودة الحياة بشكلٍ تدريجيٍ إلى أحياء "حمص" القديمة منذ تحريرها قبل سنواتٍ عدَّة، وحضور السكان المتزايد نتيجة الخدمات التي عادت إليهم، ولأنَّ الشأن الصحِّي والعلاجي هو الأهم لحياة الإنسان، ولعدم وجود مشفىً يخدِّم هذه الأحياء، واقتصار الأمر على المراكز الصِّحية الصغيرة، وعلى العيادات الخاصة للأطباء الموجودين فيها، أردنا من هكذا لقاء تقديم الشكر لهم، وحثُّهم على الوجود أكثر، ما يعزِّز أيضاً الحياة الاجتماعية فيما بينهم، وحتى بين قاطني هذه الأحياء، فالثروة البشرية هي الأثمن في أيِّ مجتمعٍ عمراني، ونحن نعوِّل على أطبائنا بالدور الذي يقدِّمونه في بنائه وتطِّوِّره من خلال خدماتهم للإنسان فيه».

بالرغم من بساطة الفكرة إلاَّ أنَّ تمُّيز الرسالة التي تحملها في طيَّاتها كان كبيراً ما جعلنا كمجلس نقابة أطباء نتبناها ونرعاها، لنؤكِّد على الدور الكبير الذي قدَّمه الزملاء الأطباء ممن بقوا يمارسون هذه المهنة والمهمَّة الإنسانية بالدرجة الاولى، وخاصةً خلال سنوات الحرب التي عاشها وطننا، وإيصال رسالة بأننا أقوى من أيَّ ظروفٍ مهما كانت درجة قساوتها، وبأننا على استعدادٍ لمساعدة من يريد العودة والمساهمة في خدمة الإنسان الذي هو هدفنا الأول بكلِّ تأكيد، وتقديم التسهيلات اللازمة لعودتهم بكلِّ يسرٍ وسهولة على جميع الأصعدة

"رامز بيطار" منسِّق اللقاء وعنه يقول: «بعد عودتي شخصياً إلى عيادتي الخاصة في حي "الحميدية" منذ فترةٍ قريبة، ومشاهدتي لزملائي العائدين قبلي، وأيضاً تلمُّسي رغبة آخرين في العودة لاحقاً إلى أحياء المدينة القديمة، تولَّدت لديَّ فكرة هذا اللقاء من أجل تشجيعهم على ذلك، وتقديم رسالة لأهلنا القاطنين فيها بأننا موجودون هنا لتقديم خدماتنا الطبية لهم، ولنؤكِّد على حالة التعافي التي تعيشها مدينة "حمص" عامة وأحياؤها القديمة بشكلٍ خاص، ووجدنا تجاوباً ملحوظاً ودعماً لفكرة اللقاء من جهات المختلفة ابتداءً من مطرانية "الروم الأرثوذكس" مستضيفة اللقاء، ومن المحافظة ومعها فرع نقابة الأطباء، وكذلك إدارة جامعة "الوادي" الدولية وشركة "البلسم" للصناعات الدوائية، وهذا يعكس حالة التشاركية بين القطاعات الحكومية، والاقتصادية، والعلمية، والأهلية وحتى الدينية التي يمتاز بها مجتمعنا "السوري" عموماً».

نيافة المطران جاورجيوس أبو زخم

الدكتور "بشار مصطفى" نقيب أطباء المحافظة أضاف لنا قائلاً: «بالرغم من بساطة الفكرة إلاَّ أنَّ تمُّيز الرسالة التي تحملها في طيَّاتها كان كبيراً ما جعلنا كمجلس نقابة أطباء نتبناها ونرعاها، لنؤكِّد على الدور الكبير الذي قدَّمه الزملاء الأطباء ممن بقوا يمارسون هذه المهنة والمهمَّة الإنسانية بالدرجة الاولى، وخاصةً خلال سنوات الحرب التي عاشها وطننا، وإيصال رسالة بأننا أقوى من أيَّ ظروفٍ مهما كانت درجة قساوتها، وبأننا على استعدادٍ لمساعدة من يريد العودة والمساهمة في خدمة الإنسان الذي هو هدفنا الأول بكلِّ تأكيد، وتقديم التسهيلات اللازمة لعودتهم بكلِّ يسرٍ وسهولة على جميع الأصعدة».

الدكتور رامز بيطار
الدكتور بشار مصطفى