"امنح غيرك فرصة الحياة".. هو الشعار الذي اتخذته مبادرة "بنك الدم الإلكتروني" التي أطلقتها كنيسة القديس "نيقولاوس العجائبي" التابعة لمطرانية "الروم الأرثوذكس" في "حمص" ضمن مشروعها "شغف 2".

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 17 كانون الثاني 2020 مع الأب "يوحنا ليوس" راعي الكنيسة من أجل التعرف على تفاصيل المشروع والمبادرات التي تضمَّنها فقال: «المبادرات تأتي دوماً من الحاجة، ونحن ضمن مشروعنا "شغف 2" الذي هو امتداد للمشروع رقم 1 قمنا بعددٍ من المبادرات يختلف الهدف من واحدةٍ إلى أخرى، صحيةً كانت أم مجتمعية، لكن الهدف الأهم والأسمى لها كان الإنسان، بدأنا بدورات للشباب المتطوّع معنا من أجل تعريفهم وتعليمهم مفهوم المبادرة وكيفية صناعتها والمضي فيها، ومن ثمَّ كانت "أنت السكر" وهي مبادرة تستهدف الأشخاص المصابين بمرض "داء السكري"، حيث تعنى بتعليم السيدات طريقة صناعة الحلويات الخاصة بهؤلاء المرضى، وهنَّ أنفسهن انتقلوا معنا لاحقاً لمبادرة "فرحتهم هي العيد" ليشاركن في صناعة وتقديم علب الحلويات للأشخاص الذين يعانون من الوحدة في حياتهم، وغالبيتهم من كبار السن، جاءت بعدها مبادرتنا المعنية بمرضى السرطان من الإناث من أجل تأمين (باروكات) الشعر الطبيعي من قبل الراغبات بالتبرع بخصلات من شعرهنَّ وبالتعاون مع أخصائيين في ذلك الأمر، حتى لا يبقين بمعزلٍ عن الناس والحياة، إلى أن وصلنا حالياً لإطلاق مبادرة "بنك الدم الإلكتروني" والتي نهدف من خلالها للترويج لثقافة التبرع بالدم عند المواطنين، والمساعدة في تأمينه لأشخاصٍ آخرين عند الحاجة، من أجل منحهم فرصة حياةٍ جديدة عند الحالات الإسعافية».

رغم عملي طويلاً في بعض الجمعيات الأهلية والخيرية، إلا أنَّ العمل مع مبادرات مشروع "شغف 2" له ميزته الخاصة بالنسبة لي، منذ اكتملت الفكرة وانطلقت مبادرة "بنك الدم الإلكتروني" توليت مسؤولية نشرها ومتابعتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وعرضها على بعض أصدقائي من العاملين في الوسائل الإعلامية المتنوعة، ومنها بالتأكيد موقعكم "مدوّنةُ وطن" الذي لبى الدعوة مشكوراً ليساهم معنا في التعريف عنها، أيضاً كلفت مع بعض الزملاء ضمن فريقٍ مصغر بتغطية قطاع معين من المدينة يشمل أحياء "النزهة – وادي الذهب – الزهراء – كرم اللوز" وغيرها، من أجل التواصل بشكلٍ مباشر مع الناس، وشرح مضمون المبادرة وتسجيل أسماء الراغبين بالمشاركة فورياً عبر جهاز الموبايل أو الحاسب المحمول، وزيارة المراكز الصحية الموجودة في تلك المناطق

عن هذه المبادرة وشرح مضمونها يتابع الأب "يوحنا ليوس" ويقول: «انطلقنا بها في تاريخ العاشر من الشهر الجاري بالتعاون مع مكتب "الأمم المتحدة الإنمائي" في مدينة "حمص" شريكنا الدائم في مشاريعنا السابقة والحالية كمموِّلٍ رئيسيٍ لها، وبعد الاطلاع على مقترحات الفكرة التي وردتنا من أحد الشباب ودراستها، ولتكون المبادرة كاملة من حيث صحة الإجراءات وتحقيق الغاية المرجوة منها، قمنا باللقاء مع إدارة بنك الدم في المدينة وطرحها على المعنيين ومناقشة تفاصيلها والهدف المرجو منها، كان التجاوب إيجابياً معنا، بعد ذلك بدأنا مرحلة التحضير لإطلاق المبادرة حيث تضمنت اختيار الفريق العامل بها، وتوزيع المهام على كلِّ فردٍ من المشاركين، واعتمدنا التصميم المناسب للمنشور الذي بدأنا بتوزيعه على المشافي والمراكز الصحية أينما وجدت، كذلك إطلاق الصفحة الخاصة بالمبادرة، والتي تتضمن الاستمارة الإلكترونية الواجب على الراغب بالتبرع تعبئتها، وهنا تولى بعضٌ من شبابنا بالتحديد هذه المسؤولية».

الأب يوحنا ليوس

التقينا المهندس "عمر رعد" صاحب فكرة المبادرة وعنها شرح قائلاً: «الفكرة راودتني منذ عامين من خلال مشاهدتي لنداءات التبرع بالدم وخاصةً للأشخاص ذوي الزمر النادرة وغيرها، بدأت بجمع المعلومات المتعلقة بعملية التبرع من خلال أطباء مختصين، ومن زيارتي لإدارة بنك الدم للاطلاع على تفاصيلها، والإجراءات المتخذة عند القيام بها تبلورت فكرة المبادرة بشكلٍ كاملٍ وقمت بعرضها على العديد من الجمعيات الخيرية المهتمة بالعمل الإنساني، صراحةً كان التجاوب سلبياً معها لأسبابٍ تتعلق غالباً بعملية التمويل اللازمة لها، إلى أن وصلت عن طريق إحدى الصديقات -وبعد أن أعجبتها الفكرة- لمقابلة الأب "يوحنا" الذي بدوره رحَّب بها وتبناها، عقدنا جلسات مطولة من أجل مناقشة الموضوع حتى وصلنا إلى الصيغة النهائية لشكل المبادرة والهدف المرجو منها، ألا وهو إنشاء قاعدة بيانات تضم معلوماتٍ عن الأشخاص المستعدين لتلبية نداء التبرع بالدم وقت الحاجة، حيث نقوم بأرشفة تلك البيانات بشكلٍ إلكتروني لتكون جاهزة عند حاجة بنك الدم لأيَّة كمياتٍ من زمرةٍ معينة عند اتصاله بنا، هنا يكون دورنا بالعودة إلى بياناتنا والاتصال مع الأشخاص المسجلين لدينا، ليتوجهوا من أجل القيام بعملية التبرع والتي تتم حصراً ضمن مقر البنك».

"ريم البقاعي" محامية وناشطة في العمل الإنساني عن دورها في المبادرة تقول: «هذه المبادرة بالذات ربما تعني لي الكثير، حيث عشت سابقاً الحالة التي يكون فيها الإنسان بحاجةٍ لقطرة دمٍ من أجل إنقاذ شخصٍ عزيزٍ عليه، عندما عرض زميلي "عمر رعد" الفكرة عليَّ تأثرت بها وتحمست للعمل بها، سابقاً كان لي تجارب في مبادراتٍ ذات طابعٍ إنساني ومجتمعي، لكني لم أشعر بأنها تمثلني كما هو حال "بنك الدم الإلكتروني".

المهندس عمر رعد

دوري مع الأب "يوحنا" كان بالقيام بجولاتٍ على المعنيين بشأن المبادرة بدءاً من بعض المشافي الخاصة وصولاً إلى مديرية الصحة من أجل التعريف بتفاصيلها وإقناعهم بها، حتى وصلنا إلى إدارة بنك الدم التي تبنت الفكرة وأبدت استعدادها للتعاون معنا، ثمَّ توزعنا إلى فرق صغيرة لكلٍ منها مهمة محددة، وبدأنا بجولاتنا في مناطق مختلفة من مدينة "حمص" لتوزيع المنشور الخاص بالتعريف عن مبادرتنا، والعمل مع بعض زملائي على نشرها عبر منصات التواصل الاجتماعي».

"نبيل شعبان" أحد الشباب المتطوعين يقول: «رغم عملي طويلاً في بعض الجمعيات الأهلية والخيرية، إلا أنَّ العمل مع مبادرات مشروع "شغف 2" له ميزته الخاصة بالنسبة لي، منذ اكتملت الفكرة وانطلقت مبادرة "بنك الدم الإلكتروني" توليت مسؤولية نشرها ومتابعتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وعرضها على بعض أصدقائي من العاملين في الوسائل الإعلامية المتنوعة، ومنها بالتأكيد موقعكم "مدوّنةُ وطن" الذي لبى الدعوة مشكوراً ليساهم معنا في التعريف عنها، أيضاً كلفت مع بعض الزملاء ضمن فريقٍ مصغر بتغطية قطاع معين من المدينة يشمل أحياء "النزهة – وادي الذهب – الزهراء – كرم اللوز" وغيرها، من أجل التواصل بشكلٍ مباشر مع الناس، وشرح مضمون المبادرة وتسجيل أسماء الراغبين بالمشاركة فورياً عبر جهاز الموبايل أو الحاسب المحمول، وزيارة المراكز الصحية الموجودة في تلك المناطق».

منشورات المبادرة