السيدة فاطمة خميس التي عاشت وترعرعت في مدينة كفر تخاريم بلد المجاهد إبراهيم هنانو وحقول الزيتون، عرفت كما عرفت شجرة الزيتون بحبها للأرض والإنسان والوطن، نتابع أحاديثها على كافة المنابر في المحافظة في شغف شاهق، كانت دائما مختلفة في الآراء والطرح عنها وعن الأخريات...

إنها امرأة مسورة بثقافة مسؤولة تجعلها عارفة ما تريد وممتلكة لعبة فن المحادثة، على شيء من ذكاء مشرق ولباقة ناضجة، وهي مصرة على الصعود رغم أنها صعدت في زمن كان الصاعدون قلة. منذ مطلع الثمانينيات حققت حضورا كبيراً على كافة المحافل.

لم تتسلق جبلا في حياتها غير أنها مؤمنة بأن الجبل هناك، وهذا أقصى الإصرار، طامحة حتى التشبث المحموم وهذا أقصى الرغبة، رغبة تحقيق الذات ولو تحت وطأة المجهول، تحلم كثيرا، والأحلام عندها هواية جميلة ما إن تعتمر قبعة واحد منها حتى تضيق على الرأس وتمد يدها قاطفة آخر، وهذا أقصى الأمل، هي امراة توجعها الكلمة التي تولد منها دهشة.

فاطمة خميس مع الاحتفاظ لها بكل الألقاب الرفيعة والجميلة هي من مواليد 1958 عملت في التعليم بعد حصولها على شهادة التأهيل التربوي ومن ثم انتسبت لكلية الحقوق وقد حط بها المطاف في كلية التربية.

تقول السيد فاطمة: لقد استلمت الكثير من المهام التي ألقيت على عاتقي خلال مسيرة حياتي كان أولها أمينة وحدة نسائية في بلدي، ومن ثم عضو رابطة نسائية، ومن بعدها عضو رابطة شيبية، ومن ثم عضو قيادة فرع شبيبة رئيسة لمكتب الثقافة والإعلام والإعداد والتربية، ومن ثم عضو قيادة لفرع الحزب رئيسة لمكتب الإعداد والطلائع، محاضرة في مدرسة الإعداد والمنظمات ومعهد التثقيف الفلاحي والنقابي العمالي منذ عام 1985 وحتى الآن.

وتضيف السيدة خميس: لقد شاركت في الكثير من المؤتمرات على مستوى القطر، بالإضافة إلى مؤتمر محو الأمية حق وتنمية في جمهورية مصر العربية، والكثير من ورشات العمل التي أقامتها بعض المنظمات الدولية كاليونسيف واليونسكو وإيفاد وغيرهما، أعمل ضمن الحياة الاجتماعية وخصوصا في البرامج التي تتعلق بالمرأة، وقد حط بي الرحال في دائرة تعليم الكبار (محو الأمية) هذا العمل الإنساني الكبير الذي من خلاله رغم كل عذاباته أجد فيه الكثير من النجاح وأتذوق حلاوته وخاصة عندما أرعى بعض الشباب والصبايا من أميين حتى أصل معهم إلى الجامعة فأنقلهم من أميين إلى معلمين.

وتتابع السيدة خميس حديثها: الأمية هذا الواقع المرير الذي نعمل في مجاله بكل صعوباته ومعيقاته لم ترهقنا ولم تنقص من عزيمتنا لشعورنا بأن هؤلاء إخوتنا، فعندما بدأت بهذه المهمة في عام 1994 كانت نسبة الأمية في ادلب تتجاوز 30% بشكل عام وتختلف من منطقة إلى أخرى، ورغم الصعوبات التي تواجهنا والتي نعاني منها في مجال عملنا تراجعت نسبة الأمية لتصل حاليا إلى 10%.

وختمت السيدة فاطمة خميس وهي تؤكد أن القضاء على الأمية مهمة وطنية واجبة على كل فرد بالمجتمع، وعلى كل مواطن شريف يحب وطنه أن يعمل على مكافحتها من أجل هذا المجتمع وتطويره.