على اسمه أطلق الدير الذي يقوم في أعلى قمة جبل يقع إلى الشمال من بلدة دارة عزة غرب حلب بـ (45كم) وشمال شرق إدلب بحوالي (40) كم هو الراهب سمعان العمودي.

eIdleb التقت الباحث الأثري فايز قوصرة والذي قال لنا:" إن سمعان العمودي ولد في سنة 389 حيث سكن في قمة الجبل وأعد سلسلة من الحديد طولها عشرون ذراعا فربط طرفها الواحد بصخرة كبيرة والطرف الأخر برجله اليمنى وصرف وقته كله في تأمل الأمور السماوية العلوية ثم اقتنع بأن منطق العقل كاف ليوثق الجسم فاستدعى حدادا وأمره أن يفك القيد فذاع ذكره في كل مكان وأقبل عليه الناس يطلبون الشفاء وكانوا يحاولون لمسه لجني البركة فعد هذا الإفراط في التكريم غير مقبول فضلا عن الإزعاج الذي يسببه له أن يقف على عمود فطلب أن يقطع له واحد طوله ست أذرع وبعد حين اثنتا عشرة ذرعا ثم اثنتان وعشرون وأما الآن فطوله ست وثلاثون وأن السيد المسيح كان يجري المعجزات على يد سمعان مثل شفاء المرضى والمقعدين كما كان لسمعان كثير من النبوءات التي شهد الناس تحققها. أما عن صلاة سمعان فإنه واقف ليل نهار بمرأى من جميع الناس ويركع كثيرا ويسجد لله وقد أحصى 1244 ركعة ثم تعب فتخلى عن عدها وعندما يركع سمعان فإنه يدني جبهته من أصابع قدميه ذلك بأن معدته لا تتلقى من الطعام إلا القليل مرة في الأسبوع فيسهل على ظهره الإنحناء".

ويضيف قوصرة:" توفي يوم الأحد 26 تموز 459 م وهو في الواحد والسبعين من عمره بعدما قضى 37 سنة فوق العمود يعاني الحر الشديد في الصيف والبرد القارس في الشتاء ولا يتناول من الطعام إلا القليل مرة في الأسبوع ويصوم أربعين يوما كل سنة من غير أن يتناول طعاما فحياته طوال هذه المدة معجزة تغلب الروح على الجسد في سبيل حب الله".

وبالعودة الى الدير حسب ماذكر قوصرة فهو يتألف من مجموعة أوابد أثرية مختلفة الغاية فضلا عن كنيسة كبرى مثمنة الشكل تتوسطها منسكة عمودية كان يعبد عليها القديس سمعان من قبل البناء وهي مفخرة فن النحت العمراني السوري في العهد البيزنطي وينسب الجبل بكامله هناك إلى سمعان ونسب مركز المنطقة أيضا إلى جبل فيقال جبل سمعان ومنطقة جبل سمعان.