"الراحل فهمي اليوسفي شخصية قيادية مرموقة لم تأخذ حقها من الإعلام وحتى من المؤرخين المعاصرين، أو كتاب المذكرات والسير الذاتية".هذا ما قاله الكاتب هاني الخيّر رحمه الله عن فقيد المعرة فهمي اليوسفي أبو هيثم.

فمعرة النعمان على الرغم من صغر حجمها وقلة عدد سكانها مقارنة مع المدن الأخرى، إلا أنها عرفت عدداً من الشخصيات التي كان لها دور بارز في المجالات المختلفة، كالشعر والأدب والفكر والسياسة. وفهمي اليوسفي هو واحد من أولئك الذين كان لهم ذلك الدور الفعّال، حيث لعب دوراً مهماً في المشهد السياسي السوري منذ عهد التصحيح حتى آواخر الثمانينات.

ولد فهمي اليوسفي عام 1932م في معرة النعمان، وفي جامعة دمشق كان تخرجه من كلية الحقوق عام1964م، ليصبح محافظاً لطرطوس عام 1968م، ومن ثمّ لحماه عام1970م، وليكون عضواً في القيادة القطرية المؤقتة 1970م وفي القيادة القطرية الدائمة عام 1971م، ثم في القيادة القومية، ورئيساً لمكتب الفلاحين.

هادي اليوسفي

وعضواً في مجلس الشعب بصفة نائب ثمّ رئيساً للمجلس عام 1971م حتى 1975م. وفي سنة 1976م عين نائباً لرئيس مجلس الوزراء لشؤون الخدمات وبقي كذلك حتى عام 1980م ليتقاعد عن العمل السياسي ويلتفت إلى العمل القانوني. في مقابلة صحفية أجرتها معه جريدة نضال الفلاحين الصادرة بدمشق يقول اليوسفي عن المرحلة التي سبقت ثورة آذار: "أنا ابن ريف ولن أنسى تلك الصور التي شاهدتها في الريف، وعندما أتذكر تلك الصور أشعر أني أعيش تلك المآسي التي عاشها ريفنا"

ويضيف الراحل فهمي اليوسفي في تلك المقابلة: "وبعد خروج الاستعمار من بلدنا بدأ نضال جديد ...نضال ضد عقلية برجوازية إقطاعية ...نضال ضد المتنفذين الذين يملكون زمام السلطة وزمام استغلال الفلاحين ..نضال عنيف ..كان شهداء عديدون..نضال لم ينقطع إلا بعد أن فجّر الحزب ثورة الثامن من آذار."

أخيراً في 23/3/2006م كانت الوفاة لفقيد المعرة وليوارى الثرى في بلدته معرة النعمان، حيث رحل بجسده لكن ذكراه باقية في مدينته وخاصة بين أقربائه ومحبيه.

الأستاذ مازن اليوسفي قال عن (أبو هيثم):" لم يكن يتوانى عن زيارة المريض أو مساعدة الفقراء لقد كان رجلاً تحكمه عاطفة إنسانية قلَّ نظيرها،" وأما هادي اليوسفي فقد قال:" إنه من الصعب لكل من يعرف أخلاق أبي هيثم رحمه الله أن يعطيه حقّ قدره، فقد كان حكيماً بنصائحه ومعلماً ملهماً ونموذجاً للسياسي المخلص، وللفقراء كان أباً وأخاً وصديقاً".

أخيراً ختم هادي: "رحم الله من سعى لأن يترك صيتاً طيباً بعد وفاته(من خلّف ما مات)".