يعتبر من ألمع الكتاب والمفكرين في محافظة "إدلب" بدأ حياته الأدبية شاعرا ونشر له العديد من المجموعات الشعرية لكن الشعر لم يستطع أن يتضمن أفكاره التي أثقلت كاهل الأبيات التي يكتبها فتوجه إلى الكتابة في المجال الفكري بعد أن ناءت أبيات الشعر بحمل أفكاره التي ضمنها إياها.

الكاتب والمفكر "محمد خالد عمر" الذي التقاه موقع eIdleb بتاريخ 20/12/2008/ ليحدثنا عن عالمه الثقافي والأدبي حيث بدأ بتعريف المثقف فقال: «إن من وعى ذاته وأدرك رسالته وتعامل مع معلومات من سبقه وامتلك إرادة التغيير وأدواته بناء على معطيات عصره ونزع بوعي معرفي له فكان معالجا مبادرا أنتج ثقافة خاصة ورؤية متفردة يحدد بها هويته ويميز بها سلوكه فهذا هو المثقف الحقيقي».

إن من وعى ذاته وأدرك رسالته وتعامل مع معلومات من سبقه وامتلك إرادة التغيير وأدواته بناء على معطيات عصره ونزع بوعي معرفي له فكان معالجا مبادرا أنتج ثقافة خاصة ورؤية متفردة يحدد بها هويته ويميز بها سلوكه فهذا هو المثقف الحقيقي

ثم تابع قائلا عن بداياته الأدبية: «بدأت الخوض في ميدان الأدب والشعر في فترة مبكرة وكتبت أول قصيدة مكتملة في عام /1968/ رثيت فيها طيار سوري وبعد أن اعتليت المنابر في المراكز الثقافية في جميع أنحاء القطر أحسست أن هناك أفكار تلح علي وتدعوني للاهتمام بالفكر فلم تستطع أبيات الشعر أن تحمل هذه الأفكار حتى قال لي الشاعر "فايز خضور" بعد أن قرأ مجموعة من دواويني الشعرية «لقد أثقلت قصائدك بالفكر»، فقلت له «هذا بفضل تعلقي بأبي العلاء المعري».

ويضيف: «بدأت أنحو منحى الفكر وعالجت مع من عالج قضية الإسلام والعروبة فتبين لي من خلال دراستي لمواضيع من عالج هذه الفكرة أنهم لم يعطوها حقها لأنهم يدرسونها من موقعين أولهما: أن الأمة الإسلامية تحتوي كل الأجناس وتذوب فيها القوميات والموقع الآخر: أن الباحثين كان همهم إبراز دور العرب في الحضارة الإسلامية وكنت أعتقد أن كلا الرأيين قد جانب الحقيقة لأن العروبة هي الفعل الإنتمائي الوحيد الذي لايمكن أن يتعارض مع عقيدة الإسلام ومنهجه الفكري. لذلك بدأت بالبحث وجمع الوثائق وقراءة الدراسات التي صدرت عن هذا الموضوع وبعد ثماني سنوات استطعت أن أخرج للعلن كتاب مطبوع يحمل عنوان "عروبة الإسلام وإسلام العروبة" بينت من خلاله أن راية "العروبة" و"الإسلام" راية واحدة وأن "العروبة" أصابها ضيق كبير عندما درست كنظرية قومية شبيهة بأي نظرية أخرى علما أن "العروبة" من تاريخ بدأ الرسالة الإسلامية انتقلت من حالتها الإنتمائية التي تضم العرب إلى حالة أنتمائية يحددها المنتمي من حيث فعله وأنتمائه وحمل مسؤولية هذا الانتماء الواحد إذا هناك تفاعل بين عنصر "العروبة" و"الإسلام" مثل التزاوج بين رسالة السماء والقيم والمنهجية وأخلاق الفعل العربي الذي أنتج أمتاً مهدها مكة وعاصمتها المدينة وقائدها رسول الله وتاريخها حضارة وتقدم وسمو إنساني».

ثم تتابعت الإصدارات الفكرية والقول مازال له : «ومنها كتاب "أسماء الذات ومواقعها في القرآن الكريم" حيث فهرست النص القرآني فهرسة تصنيفية من خلال وضع أسماء "للكتب" و"النباتات" و"الحيوانات" و"النقود و"المرئيات" وغيرها واعتمدت على اسم الذات وحدود الآية والصورة التي ورد فيها الاسم. والكتاب الأخر الذي يحمل عنوان "المعرفة بين التفكير والتعبير" أعلنت من خلاله أن إمكانية البحث هذه الأيام إمكانية غير محدودة أفقيا ممتدة إلى كل الكون وعموديا ممتدة إلى عمق التاريخ».

وعن توجهه إلى الكتابة في المجال الفكري بعيدا عن الشعر يقول: «اعتقدت أنني أمتلك عقل نقدي أستطيع من خلاله الدخول إلى أي فكرة أشاء وكنت أحد الشعراء الذين يفعلون المشهد الثقافي السوري وكنت أطمح أن أكون صاحب مدرسة شعرية منفردة لكني كنت أُحمل الشعر فكراً أكثر من الشاعرية حيث طغى الفكر عندي على الشعر فتوجهت إلى عالم البحث وخصوصاً في مجال البحوث "الفلسفية" و"المعرفية" و"الدينية" و"السياسية" و"علم الاجتماع"».

وعن إصداراته ومشاركاته الأدبية والفكرية يقول: «صدر لي مجموعة من المؤلفات الفكرية التي سبق أن ذكرتها وكان قد نشر لي أربع مجموعات شعرية قبلها أولها "لوحات في معرض الزمن" عام / 1993/ والثانية "هذه الأشياء منّي" والثالثة "عشرة أنياب" والرابعة "أوراق في التثريب" حصلت على العديد من الجوائز ومنها "كأس الشعر" عام /1985/ في مهرجان مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر الذي أقيم في "حلب" واختيرت أغنيتي السياسية "أحكي للعالم أحكي له" لتكون سفيرة "سورية" إلى مهرجان الشباب العالمي للأغنية السياسية في "موسكو" عام /1985/ بعد أن نالت الجائزة الأولى على مستوى "سورية" في أربع مهرجانات قطرية غير متتالية للمعلمين والشبيبة. كما شاركت في العديد من المؤتمرات والمهرجانات: ومنها مهرجان "أبي العلاء المعري" لأكثر من مرة (باحثاً، وشاعراً) و"المهرجان الثقافي الأول للتحرير في الجنوب اللبناني" عام /2000/ كما شاركت في "الوفد الثقافي العربي السوري" في النشاطات الثقافية العربية السورية في "الكويت" حين الكويت عاصمة ثقافية عام / 2001 / وشارك بـ"أيام الشعر في تونس" المرافقة لمعرض الكتاب الدولي عام/2007/».

ومن الجدير بالذكر أن المفكر والأديب "محمد خالد عمر" من مواليد قرية "كفر يحمول" التي تقع إلى الشمال من مدينة "إدلب" على بعد /13/كم من قرى "معرتمصرين" ويعمل في مديرية الثقافة في محافظة "إدلب". وهو عضو "اتحاد الكتاب العرب" في الجمهورية العربية السورية وعضو في "المؤتمر القومي الإسلامي" وعضو "جمعية الدراسات والبحوث" وعضو" لجنة القراءة في جمعية البحوث والدراسات" وعضو هيئة تحرير "جريدة الأسبوع الأدبي"وعضو "رابطة تجديد الخطاب الديني" ومؤسس ورئيس "اللجنة الوطنية لذاكرة الشمال السوري" وأمين سر لجنة "جمع وحفظ التراث الشعبي" في محافظة "إدلب".