يعتبر من أهم الشخصيات في بلدته التي تربى فيها، وعمل بكل جدّ ليكون له بصمة جيدة في تاريخ بلده، ترك الدراسة والحسرة تملأ قلبه، فالظروف هي التي تفرض نفسها أحياناً، لكن النجاح له طرق متعددة وكما أن (لكل مجتهد نصيب) فكان نصيبه التفوق في عمله الزراعي الذي كان يعمل به بعد انقطاعه عن الدراسة حتى وصل نتيجة اجتهاده وسمعته الطيبة وتعامله الحسن مع أبناء محافظته إلى مجلس الشعب السوري أكثر من مرة.

السيد "محمد صادق العمر" الذي التقاه موقع eIdleb في بلدته "زردنا" ليحدثنا عن قصة نجاحه في حياته ووصوله إلى البرلمان حيث بدأ بالقول: « بدأت حياتي في مجال الدراسة حتى وصلت إلى المرحلة الثانوية ثم انقطعت عنها بسبب ظروف صعبة حيث كنت الوحيد لأبي وتعرّْضَ في تلك الفترة إلى أزمةٍ صحيةٍ فكنت مجبراً على ترك المدرسة والعمل في أرضنا رغم حلمي الدراسي الكبير، ثم توجهت إلى العمل في الزراعة وأوليتُ هذا العمل جلَّ اهتمامي وأعطيته كل وقتي، وعندها بدأت بالظهور من خلال نجاحي في العمل الزراعي حيث كنت من أوائل الفلاحين في المنطقة في مجال الإنتاج من حيث الجودة والكمية».

أنت ترى أن المكتب لا يكاد يخلو من الزوار والأصدقاء ومن له عمل أستطيع أن أخدمه أو أقدم له المساعدة ضمن إمكانياتي فلا أرد أحداً بعد أن يدخل بيتي وأساعده بقدر ما أستطيع عن طريق إيصال طلبه إلى الجهة المختصة بكل أمانة

ويضيف قائلاً: «بعد ذلك كُلفت برئاسة الجمعية الفلاحية في القرية بسبب ظهوري كمزارع نشيط وكان ذلك في عام /1994/ وعندما دخلت الجمعية كانت في حالة صعبة جداً بسبب الديون المترتبة عليها لكنني تعودت أن أكون في المقدمة، فذهبت إلى "دمشق" والتقيت مدير عام المصرف الزراعي وشرحت له وضع الجمعية السيئ فوعدني بتقديم الدعم لها، وموّل الجمعية بمبلغ مناسب للعمل.

السيد محمد صادق العمر في مكتبه

وبعد عدة سنوات من العمل المتواصل تمكنت من تحسين وضع الجمعية وقدمت العديد من الخدمات للمزارعين وسهلت عليهم استلام الأسمدة والبذار وكنت أحلم أن أصل إلى منصب أكبر من ذلك لأتمكن من خدمة الفلاحين حيث أنا واحد منهم وأشعرُ بشعورهم وأحس بأحاسيسهم ومعاناتهم فكنت أطمح بالوصول إلى منصب رئيس رابطة أو أي منصب أستطيع من خلاله تقديم الدعم بشكل أكبر من رئاسة الجمعية».

وفي عام /1998/ والقول مازال له: «فتح باب الترشيح لانتخابات مجلس الشعب فترشحت كعضو مستقل عن قطاع العمال والفلاحين وكان دافعي لذلك ثقتي بشعب محافظة بلدتي الطيب والذي يحفظ الود وكانت لي شعبية كبيرة في أوساط العمال والفلاحين على مستوى المنطقة والمحافظة، وبعد أن خضت الانتخابات ونجحت فيها، كانت هذه مسؤولية كبيرة بالنسبة لي حتى أثبت أنني بقدر الثقة التي مُنحتها من الناس، فاخترت في المجلس لجنة الزراعة والرعي وعملت جاهداً من خلال وجودي في المجلس على تقديم الدعم للفلاحين من خلال مجموعة من المداخلات التي قدمتها في اجتماعاته بخصوص تخفيض أسعار الأسمدة ورفع أسعار المحاصيل حتى ينتعش الفلاح قليلاً بسبب زيادة المصاريف في مجال العمل الزراعي ومن هذه الاقتراحات ما لاقى استجابة جيدة».

عدد من المواطنين في مكتب محمد صادق العمر

ويتابع القول: «وفي الدور التشريعي الثامن عام /2002/ ترشحت مرة أخرى وبعد خوض الانتخابات ونجاحي للمرة الثانية وبعد مضي أكثر من يوم على ذلك فوجئت بدخول اسم مكاني وأبعدت من المجلس بسبب خطأ حصل في فرز الأصوات على حد قول السيد المحافظ لكنني لم أتأثر بهذه العملية كثيراً وعدت للعمل مرة أخرى في أرضي وزراعتي حتى عام /2007/ حيث ترشحت مرة أخرى بسبب ثقتي الكبيرة بشعب محافظة "إدلب" الذي لاينسى الود وعمل الخير الذي قدمته لهم خلال دورة كاملة في المجلس فحصلت على نسبة كبيرة من الأصوات وكان ترتيبي الأول على مستوى الأعضاء المستقلين وعدت إلى المجلس مرة أخرى وأنا مازلت في لجنة الزراعة والري وأقدم كل مابوسعي لرفع مستوى حياة الفلاح والعامل».

وعن علاقته الاجتماعية مع أبناء بلدته ومحافظته يقول: «أنت ترى أن المكتب لا يكاد يخلو من الزوار والأصدقاء ومن له عمل أستطيع أن أخدمه أو أقدم له المساعدة ضمن إمكانياتي فلا أرد أحداً بعد أن يدخل بيتي وأساعده بقدر ما أستطيع عن طريق إيصال طلبه إلى الجهة المختصة بكل أمانة».

يشار إلى أن السيد "محمد صادق العمر" من مواليد /1963/ في قرية "زردنا" التابعة لـمنطقة "معرتمصرين"، متزوج وله عشرة أولاد اثنين ذكور وثمانية إناث وهو حالياً عضو مجلس الشعب السوري.