«لو تنقلت في أحياء "معرة النعمان" القديمة من مسجد إلى آخر، فإنك تتنقل ببساطة من ضريح إلى آخر ومن مقامٍ إلى آخر، ومعظمهم أولياء وصالحون، ويعتبر سيد هؤلاء مقام "يوشع بن نون" الموجود في مسجد "نبي الله يوشع" في المحلة القبلية لـ "المعرة"، وهناك مقام "عمر بن الوردي" في مسجد "الوردي" في الحي الشمالي»، ومساجد أضرحة ومقامات الأولياء و الصالحين في "معرة النعمان" عديدة، ومقامات "يوشع بن نون" و"عمر بن الوردي"»...

ماهي إلا جزء مما ذكره لموقع eIdleb الشيخ "وصفي الجندي" في مدينة "المعرة"، وأضاف الشيخ "وصفي": «ومن المقامات المشهورة مقام "نور الدين الزنكي" في مسجد "المدرسة" وسط سوق "المعرة"، والذي كان يسمى المدرسة "الشافعية"، و مقامات "محمد العجمي" و"أويس القرني" و"عطاء الله بن أبي رباح" و"أحمد السروجي" وبعضها تحول إلى مساجد سُميت بأسماء هؤلاء الصالحين وتقع في شارع "الكورنيش"، وهناك مقام يُدعى مقام السيدة "نفيسة" تحت "سيباط" قديم في الحي الشمالي، ومقام "الداوودية" في حي "آل الجندي"».

كانوا قديماً يحلفون عند مقام "نبي الله يوشع" ويعتبرون هذا اليمين قسماً معظَماً لا يمكن الحنث به إلا بعاهة أو مرض، وكانوا يضعون "شربة" من الماء أو ما شابه عند قبر "أبي العلاء" حتى يكتسب صاحبها الذكاء والفطنة، وأيضاً كانوا يضعون الخيوط عند مقام "نور الدين الزنكي" ظناً منهم أنها عندئذٍ تجلب الشفاء من الأمراض والأوبئة

وتابع الشيخ "وصفي" قائلاً: «أما عن الأضرحة فمنها /7/ أضرحة في مسجد يُسمى "المحيا" أقصى غربي "المعرة" على طريق "أريحا"، ويُقال أن هؤلاء /السبعة/ من سلالة النبي "يعقوب" ومعهم ضريح للنبي "شيس" عليه السلام، وهذا القبر مُختلف على وجوده، ويعتقد أن المكان يحوي قدماً مبتورة للنبي "شيس"، وفي طريق العودة إلى "المعرة" هناك مسجد على نفس الشارع يُدعى مسجد "الرشيدي" وبداخله ضريح "محمد الرشيدي" وهو من الصالحين، وفي نهاية سوق "الخضرة".

مقام نور الدين الزنكي

يوجد مسجد يحوي قبوراً لآل "كيال" ويُقال أنهم بنوا مسجداً وأرادوا أن يُدفنوا فيه، فسُمي المسجد باسمهم، وخلف "الخان" القديم مقابل متحف "المعرة" يوجد جامع "المصري" ويضم قبرين أحدهما لـ "محمد المصري" وهو حفيد الصحابي الجليل "عمار بن ياسر" والآخر للصحابي "عبد الله بن المغيرة" وهو عم "خالد بن الوليد"، ومن الأضرحة أيضاً ضريح الشيخ "محمد الهبوبي" في مسجد "الهبوبي"، و ضريح الشيخ "حمدان" وهو من بني "تميم" ويقع ضمن مسجد في مقبرة الشيخ "حمدان" وكلا الضريحين في شمال"المعرة"».

وعن الوضع الحالي لتلك القبور والمقامات قال الشيخ "وصفي": «جميع الأضرحة والمقامات حافظت على وجودها في العصر الحاضر، رغم كثافة البناء الحديث الذي أخفى معظم معالمها، أما ما اندثر منها فهما مقامي "العجمي" و"الداوودية"، ويعتبر هذان المقامان زاويتان كانت تقام فيهما الموالد والحضرات الدينية، ونحن نقف جاهدين ضد أي إنسان يحاول العبث بذلك التراث الديني القديم إن كان من خلال هدمها أوالمغالاة في التعرض لها بالحلف أمامها أو تعظيمها».

مكان قدم النبي شيس

وجود مقام أو ضريح في مكان ما، لا يدل بشكل قاطع على وجود أثر أو قبر لشخص من الناس في هذا المكان، وحول هذه النقطة أضاف لموقعنا الأستاذ الباحث "هشام كرامي" وهو صاحب مدونة عن تاريخ "المعرة" قائلاً: «المقامات هي المكان الذي زاره أحد الصالحين أو الأنبياء خلال مرورهم في بلد ما، ولا يشترط فيه وجود أثر للزائر، أو إثبات حقيقي بزيارته، ومن أسماء الأضرحة ماهوغير صحيح، ولا يوجد إثبات تاريخي حقيقي إلا بوجود قبري الشيخ "محمد المصري" والصحابي "عبد الله بن المغيرة" في جامع "المصري"، وقد اعتقد الناس خاطئين بوجود مقامات أو قبور في أماكن غير صحيحة وغير موثقة تاريخياً ودينياً».

وعن العادات الإجتماعية التي صاحبت وجود تلك القبور والمقامات يختم قائلاً: «كانوا قديماً يحلفون عند مقام "نبي الله يوشع" ويعتبرون هذا اليمين قسماً معظَماً لا يمكن الحنث به إلا بعاهة أو مرض، وكانوا يضعون "شربة" من الماء أو ما شابه عند قبر "أبي العلاء" حتى يكتسب صاحبها الذكاء والفطنة، وأيضاً كانوا يضعون الخيوط عند مقام "نور الدين الزنكي" ظناً منهم أنها عندئذٍ تجلب الشفاء من الأمراض والأوبئة».

ضريحا محمد المصري وعبد الله بن مغيرة