تشكّل عشبة "زهرة النيل" أو "زنبق الماء" خطراً بيئياً جسيماً، يهدد المسطحات المائية، وشبكات الري، والصحة العامة، وفي شهر "آب" الماضي، لوحظ الانتشار الكثيف لهذه النبتة على ضفاف عاصي "إدلب"، مما تطلب استنفاراً كاملاً من قبل مديرية زراعة "إدلب"، بالتعاون مع وزارة الزراعة للقضاء على هذه الآفة، والحدّ من انتشارها.

موقع eIdleb التقى المهندس الزراعي "عبد اللطيف غزال" رئيس دائرة وقاية النبات في مديرية زراعة "إدلب"، للحديث عن مخاطر هذه النبتة، وانتشارها في محافظة "إدلب"، والإجراءات المتخذة لمكافحتها.

فور ملاحظة الآفة قمنا بعدّة جولات ميداينة للاطلاع على واقع الإصابة، واقتراح الحلول المناسبة، حيث بدأت أعمال المكافحة بتاريخ 24/8/2009 بطريقة التعزيل اليدوي ووصلت المساحة التي تم التخلص فيها من العشبة إلى 24 كم

يقول المهندس "عبد اللطيف غزال" معرّفاً بعشبة "زهرة النيل": «عبارة عن نبات عشبي مائي، يتكاثر بالبذور، وينمو على سطح الماء، في الأنهار والبحيرات والقنوات المائية، ويبقى طافياً بفضل جيوب هوائية منتفخة في قواعد الأوراق، ويتكاثر صيفا ًبسرعة مخيفة، حيث يمكن للنبتة الواحدة أن تعطي في الموسم الواحد حوالي /60/ ألف نبتة تغطي مساحة /2500/ متر مكعب».

المهندس عبد اللطيف غزال

ويوضح المهندس "غزال" الأضرار التي تخلّفها هذه العشبة بالقول: «تشكّل مستعمرات عشبة "زهرة النيل"، مأوىً مناسباً للعديد من أنواع الذباب، والبعوض التي تعتبر الوسط الناقل لمرض "البلهارسيا"، كما يؤثر هذا النبات تأثيرا مباشراً على عمل محطات الضخ، حيث يتراكم قرب الممصات مسبباً إغلاقها، ويؤثر على جمالية المسطحات المائية، ولهذه النبتة تأثير سلبي على نوعية المياه، وتسبب خفض محتواها من الأكسجين، كما أن هذا النبات يستهلك كميات كبيرة من المياه، تقدّر بحوالي /1،5/ لتر يوميا، وإنّ انتشاره في الأحواض المائية، سوف يفقدنا الملايين من الأمتار المكعّبة من الماء، خاصةً أننا نصرف المليارات للتحول إلى الري الحديث، بغية التوفير في مياه الري، وهذا النبات يحجب ضوء الشمس عن الأحياء الأخرى التي تعيش في الماء».

وعن المناطق المصابة "بزهرة النيل" في المحافظة يقول "غزال": «تم ملاحظة انتشار هذه العشبة في منتصف شهر "آب" الماضي، في مجرى نهر العاصي، من الناحية المتاخمة للغاب، حيث تنتشر الآفة على طول مجرى النهر، من حدود الغاب وحتى منطقة "دركوش"، وبنسب تغطية متفاوتة تتراوح بين /15–20%/ وتصل في بعض البقع إلى /80%/ وقد بلغت المساحة المصابة من مجرى النهر /45/ كم»

استخدام الآلة للتخلص من النبات

وعن الإجراءات التي تمّ اتخاذها لمكافحة هذه الآفة يقول "غزال": «فور ملاحظة الآفة قمنا بعدّة جولات ميداينة للاطلاع على واقع الإصابة، واقتراح الحلول المناسبة، حيث بدأت أعمال المكافحة بتاريخ 24/8/2009 بطريقة التعزيل اليدوي ووصلت المساحة التي تم التخلص فيها من العشبة إلى 24 كم» موضحاً أبرز الصعوبات التي تواجه عملية المكافحة: «عدم جدوى التعزيل اليدوي، وصعوبة العمل نتيجة وجود النفايات في مجرى النهر، وعدم وجود طريق ترابي محازي لمجرى النهر، مما يعيق تنقل العمال وأدوات المكافحة، وعدم تأمين (باكر) ذو ذراع طويل و"سطل" مخصص لهذا الغرض، وخطورة العمل في مجرى النهر من قبل العمال، واحتمال تعرضهم للغرق أثناء العمل، وحالياً عملية المكافحة متوقفة نظراً لارتفاع منسوب المياه في النهر، وتوقف نمو العشبة».