القيام بتنفيذ تجربة بسيطة بواسطة أدوات بسيطة، لملء وعاء زجاجي صغير ببعض القطع المختلفة الحجم، وأهمية تسلسل وضعها بالوعاء للتمكن من وضعها جميعاً داخله.

كان ذلك هو المدخل إلى التعريف بأولويات أدوار المرأة وتأثير تنظيم تلك المهام الأسرية والمجتمعية على نجاح الأسرة، وذلك خلال النشاط الذي نفذه فريق التعبئة المجتمعية للقضايا السكانية في محافظة "إدلب" في بلدة "التح" التابعة لمنطقة "معرة النعمان"، والذي يعدّ واحداً من أنشطة الفريق الهادفة للتوعية المجتمعية والتثقيف بقضايا السكان والصحة العامة، والذي تقوم به مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل في "إدلب" بدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان، وفي هذه التجربة لخصت المرشدة الاجتماعية "صبا بيطار" تسلسل المهام التي يجب على المرأة التركيز عليها لاعطائها الأولوية في حياتها إذا ما أرادت أن تكون أماً وزوجة ناجحة، حيث قالت: «إنّ فشل البعض في وضع كافة القطع البلاستيكية والرمل التي تتألف منها هذه اللعبة نتيجة عدم وضعها بالشكل الصحيح هو تماماً كفشل بعض الأمهات والزوجات في ترتيب أولويات المنزل وإعطاء الأولوية لأشياء ثانوية على قضايا أساسية».

إنّ فشل البعض في وضع كافة القطع البلاستيكية والرمل التي تتألف منها هذه اللعبة نتيجة عدم وضعها بالشكل الصحيح هو تماماً كفشل بعض الأمهات والزوجات في ترتيب أولويات المنزل وإعطاء الأولوية لأشياء ثانوية على قضايا أساسية

وأضافت "بيطار": «إنّ الأسرة هي حجر الزاوية في بنية المجتمع وبقدر ما تكون القواعد سليمة يكون البناء قوياً ومتماسكاً وتعرضه للمشاكل أقل، كما أنّ الآثار الاجتماعية التي تنجم عن اختلال التوازن في الأسرة كثيرة تبدأ من أفراد الأسرة لتصل إلى المجتمع ككل، ولذلك فإنّ أهم مهمة يجب على المرأة التركيز عليها هي تربية الأطفال والعناية بهم وتوجيههم بشكل صحيح ومتابعة حركاتهم وتصرفاتهم وعلاقاتهم وأصدقائهم، ومن ثم التفكير في المهام الأساسية الأقل شأناً من ذلك ثم المهام الثانوية وعدم الخلط بينها مهما كانت الدوافع والأسباب، وإنّ التزام المرأة بالأدوار المترتبة عليها هو عامل هام في نجاح الأسرة وانضباطها وبالتالي تكون فعاليتها وتأثيرها في المجتمع أكبر بكثير».

وعن أهمية هذا النشاط الذي يقوم به فريق التعبئة المجتمعية قال "محمد قاضي" مدير الشؤون الاجتماعية والعمل في "إدلب" لموقع eIdleb على هامش هذا النشاط الحواري: «الغاية التي يعمل من أجلها فريق التعبئة المجتمعية بالمحافظة، والذي يضمّ ممثلين عن عدد من الجهات الحكومية والجمعيات الأهلية والمنظمات الشعبية هو الوصول إلى أكبر عدد ممكن من شرائح المجتمع، لتثقيفها ونشر التوعية بين صفوفها تجاه الكثير من القضايا المتعلّقة بالسكان مثل تنظيم الأسرة والصحة الانجابية والأمراض المنقولة عبر الجنس والمراهقة وتأثيرها على الشباب وغيرها من الموضوعات التي قام الفريق بالعمل عليها سواء في التجمعات الريفية، أو في الجامعة، أوالمخيمات الشبابية».

وقالت "نبال معلم" عضو فريق التعبئة: «من خلال زياراتنا الميدانية، لمسنا الكثير من الجوانب والقضايا التي تحتاج إلى توعية وتثقيف نظراً لوجود معتقدات ومفاهيم خاطئة تؤثر على تفكير بعض الأشخاص، وهذا ينعكس على البيئة المحيطة بهم ويكون له الكثير من السلبيات والمخاطر على المجتمع بشكل عام، وأعتقد أن قضايا المرأة والأسرة هي على رأس أولويات المجتمع، والتي لها صلة بتطور مستواه الصحي والثقافي والاقتصادي والاجتماعي، ولذلك نحن بحاجة لمساعدة الجميع وتعاونهم معنا للتغلب على تلك المفاهيم الخاطئة واستبدالها بقضايا إيجابية».