اختار فرع الاتحاد الوطني لطلبة سورية في "إدلب" الذكرى الرابعة والستين لعيد الجلاء مناسبة لاستذكار بطولات وتضحيات المجاهدين أولئك الأبطال الثوار الذين ضحوا بدمائهم ليبقى الوطن حراً شامخاً مستقلاً ترفرف رايته عالياً، ومن أجل ذلك كانت الاحتفالية التي أقامها فرع الاتحاد بتاريخ 18/4/2010 تحت عنوان "لمجدك سورية" والتي سجلت شهادات على لسان أحفاد المجاهدين عن ملاحم وبطولات أجدادهم الذين رووا هذه الأرض بدمائهم الزكية.

كما تم في هذه الاحتفالية تكريم عدد من أحفاد المجاهدين مع تقديم مجموعة من الفقرات الشعرية والغنائية المعبرة عن هذه المناسبة والتي جسدت بعض صور وملاحم البطولة التي سطرها المجاهدون في معاركهم ضد المحتل.

التكريم هو إحياء لذكرى هؤلاء الأبطال وإن كانت ذكراهم ماثلة دائماً في وجدان كل شخص من أبناء سورية لأنه بفضل تضحياتهم تحررت بلادنا وحصلنا على الاستقلال، وإننا سنبقى نسير على طريقهم طريق النضال ليبقى وطننا حراً منيعاً مستعصياً على الأعداء

وفي لقاء لموقع eIdleb مع بعض المكرمين ليتحدثوا عن معاني وأثر هذا التكريم في نفوسهم والبداية كانت مع "طه هنانو" حفيد المجاهد "إبراهيم هنانو" قائد ثورة الشمال السوري والذي أحرق أثاث منزله مع إعلانه الثورة لأنه لا يريد أثاثاً لبيت في وطن مستعمر حيث قال حفيد "هنانو": «إنها مبادرة طيبة من طلبة "إدلب" في يوم الجلاء لاستذكار الملاحم البطولية لأجدادنا الثوار وإن هذا التكريم له مدلولات ومعانٍ كبيرة في نفوسنا نحن أحفاد المجاهدين لأن أي أمة تقدس عظماءها هي أمة تستحق الحياة وليس هناك أمة تقدس وتعظم وتجل رجالاتها وما يقدمونه من أعمال عظيمة كما تفعل أمتنا العربية، وإذا كنا نقف على هذه المنصة لنكرم كأحفاد للمجاهدين فإننا نعتبر هذا التكريم هو تكريم لكل أبناء سورية الذين ما بخلوا يوماً بالغالي والنفيس من أجل وطنهم وعزة أرضهم».

طه هنانو

وتحدث "كمال الحاج حسين" حفيد المجاهد "مصطفى الحاج حسين" قائد الثورة في منطقة جبل "الزاوية" والذي لعب دوراً بارزاً ومحورياً في ثورة الشمال السوري بقيادة الزعيم "إبراهيم هنانو" وقال: «التكريم هو إحياء لذكرى هؤلاء الأبطال وإن كانت ذكراهم ماثلة دائماً في وجدان كل شخص من أبناء سورية لأنه بفضل تضحياتهم تحررت بلادنا وحصلنا على الاستقلال، وإننا سنبقى نسير على طريقهم طريق النضال ليبقى وطننا حراً منيعاً مستعصياً على الأعداء».

كما تحدث "جميل لاطة" حفيد المجاهد "اسماعيل لاطة" الذي شارك مع المجاهد "مصطفى الحاج حسين" في عدد من المعارك في جبل "الزاوية" حيث قال: «التكريم هو استمرار لذاكرة التاريخ التي تحفظ رجالاً سقطوا من أجل حرية الوطن وكرامته، وإننا نشعر بفخر واعتزاز بإقامة مثل هذه الاحتفالية التي نستذكر من خلالها تاريخ أولئك الأبطال، والشهيد "اسماعيل لاطة" هو من مواليد بلدة "البارة" في جبل "الزاوية" عام 1876 وهو أحد كبار رجالات ثورة جبل "الزاوية" الذين انضموا إلى ثورة "هنانو" واستشهد في معركة "وادي ترعان" أشهر معارك ثورة الشمال وقتل فيها نحو 1300 جندي فرنسي».

جميل لاطة

وعن هذه الاحتفالية تحدثت "سلام عزيزي" رئيس فرع اتحاد الطلبة حيث قالت: «الاحتفالية مشاركة من طلبة "إدلب" بذكرى الجلاء التي هي عرس حقيقي للوطن بكل أطيافه وفئاته وشرائحه فالجلاء رمز للحرية والاستقلال وهو عيد لكل أبناء سورية وفيه تحقق النصر ونال الوطن حريته بفضل تضحيات أجدادنا أولئك الذين نقف اليوم كما بالأمس لنتباهى ببطولاتهم وشجاعتهم، أولئك الأبطال الذين وقفوا في وجه المحتلين حتى تحقق الجلاء، ونحن الطلبة أحفاد "إبراهيم هنانو" و"مصطفى الحاج حسين" و"عقيل إسقاطي" و"يوسف السعدون" وغيرهم من الثوار الأبطال نمد أيادينا لنضع أكاليل الغار على صدور أولئك الأبطال لنكرمهم ونجل تضحياتهم من خلال تكريم أحفادهم، ولنقول لهم إن الوطن وأبناء الوطن لم ولن ينسوكم يا من صنعتم الجلاء وسطرتم بأحرف من نور صوراً خالدة من صور البطولة وإن صرختكم في وجه الغاصب كانت ومازالت ومازلنا نرددها: أرضنا ستبقى حرة أبية».

كمال الحاج حسين