هو من أبرز الأقلام الصحفية في محافظة "إدلب"، تميز قلمه بالدقة في المعلومة وبعمق البحث، يعشق الإحصاءات الرياضية لدرجة أضحى معها أرشيفاً بشرياً شاملاً وغنياً بكل ما يخص إحصائيات وأرقام مختلف بطولات العالم الكروية، وهو قبل ذلك مدرس ولاعب كرة قدم وطاولة ومدرب وحكم درجة أولى ومراقب مباريات.

استطاع أن يحقق لنفسه ولكتاباته انتشاراً واسعاً في معظم الصحف والمجلات المحلية والعربية، وفي العام 2009 تمت دعوته بشكل خاص لحضور دورة مدير إداري أقامها الاتحاد الدولي لكرة القدم في "سورية"، خضع لها رؤوساء اللجان الفنية في المحافظات وممثلو أندية الدرجة الأولى، إنه اللاعب والحكم السابق والإعلامي المتميز "عبد الحكيم قزيّز". ضيف موقع eIdleb في هذا اللقاء الذي بدأه عن ولعه بالاحصائيات الرياضية، وما نشر منها، يقول: «يمكنك القول بأني شخص مهووس بالأرقام والاحصائيات، ومعظم كتاباتي تتعلق بالملفات الأرشيفية والتوثيقية، ففي مجلة "الصقر" القطرية تخصصت بالعديد من الملفات الأرشيفية المتميزة، منها ملف كأس الخليج العربي عام 1997، وكأس العرب عام 2002، ومونديال السيدات عام 2003، وملف كأس أمم آسيا عام 2007، وملف كأس العالم للشباب عام 2005، بواقع 52 صفحة، ومونديال الكرة الشاطئية، وملف كأس القارات عام 2007، ودوري أبطال العرب عام 2005، ودوري أبطال آسيا، وملف كأس العالم في ألمانيا 2006، لصالح مجلة الكرة العربية في "الأردن"، وفي مجلة "سوبر" الإماراتية كتبت ملف كأس أمم أوروبا، وملف الكرة الأولمبية».

على العكس تماماً أنا راض كل الرضا عن جميع خياراتي، وعملي في المجال الرياضي كلاعب وإعلامي زادني حباً بالرياضة، لأنها تعلم التسامح والمحبة

وبالعودة إلى بداياته كلاعب رياضي يقول "قزيز": «بدأت حياتي الرياضية في عام 1974 مع أشبال نادي "النعمان" بكرة القدم، وعندما ترفعت لفئة الشباب وكان حينها في عداد أندية الدرجة الثانية لعبت آخر مباراة لي معه في عام 1977 ضد شباب الجهاد في القامشلي، ثم تحولت لممارسة كرة الطاولة ولعبت لمدة 25 عاماً مثلت خلالها نادي "النعمان" عندما كان في عداد طاولة الدرجة الثانية وينافس للصعود للأولى، كما لعبت في بطولة معاهد "دمشق" عندما كنت أدرس في معهد التربية الرياضة، وفي بطولة أندية "سورية" وبطولة جامعة "دمشق"، إلى جانب مشاركات عديدة في بطولة أندية "إدلب" حيث أحرزت المركز الرابع، عندما التحقت بالخدمة الإلزامية لعبت خلالها في بطولة الجيش لكرة الطاولة، وشاركت في بطولة القوى الجوية في الوثب العالي، اتبعت دورتين تدريبيتين بكرة القدم الأولى عام 1986 لصالح الاتحاد السوري لكرة القدم، والثانية عام 1986 لصالح وزارة التربية مديرية التربية الرياضية، وفي عام 1988التحقت بسلك تحكيم كرة القدم وتدرجت به حتى وصلت للدرجة الأولى، دربت منتخب محافظة "إدلب" لكرة القدم للطلائع، وشاركنا في بطولة الجمهورية عام 1981 في "اللاذقية" وأحرزنا المركز الخامس، ووصلت مع فريق مدرسة "أبي العلاء" للمباراة النهائية على مستوى المحافظة عام 1985، وفي عام 1997 دربت فريق أشبال نادي "النعمان"، وفي عام 1990 مثلت منتخب نقابة المعلمين في "إدلب" بكرتي السلة والطائرة، ثم عملت مراقب مباريات بالدوري السوري الكروي لأندية الدرجتين الثانية والثالثة وشباب الدرجة الأولى منذ عام 2000، وعملت مراسلاً للبرنامج الإذاعي "ملاعبنا الخضراء" في محافظة "إدلب" بين عامي 2001 و2005».

حكما لمباراة الحرية والنعمان عام 1996 في ملعب المعرة

ولأننا برفقة "عبد الحكيم قزيز" فلا بد لنا من التوقف عند عمله الإعلامي والسنوات الطويلة التي قضاها في حقل الصحافة الرياضية: «بدأت عملي الصحفي في عام 1981 هاوياً في صحفيتي "الموقف الرياضي" و"الاتحاد"، وفي عام 1994 تم اعتمادي من قبل جريدة "الاتحاد" كمراسل لها في محافظة "إدلب"، وبقيت معها لعام 1999، وفي عام 2000 دخلت مجلة "الصقر" القطرية إلى سورية فتم اعتمادي فيها حتى عام 2007، وفي عام 2004 راسلت جريدة "عالم الرياضة" السعودية لمدة عام تقريباً، وكتبت في مجلة "الكرة العربية" الصادرة عن الاتحاد العربي لكرة القدم منذ عام 2006 حتى توقفها مطلع عام 2010، عملت مراسلاً لجريدة "إستاد الدوحة" القطرية في "سورية" عام 2006 حتى عام 2008، ومراسلاً وكاتباً في مجلة "سوبر" الإماراتية، وموقع سوبر الإلكتروني، وكتبت في مجلة "الرياضة السورية" الشهرية، كذلك عملت في صحف "الملاعب" و"الأسبوع الرياضي" و"الجماهير" في "سورية"».

بعد كل هذه الخبرة لم يدخل "قزيز" انتخابات فرع الاتحاد الرياضي في "إدلب".. لعل سؤال يطرح نفسه: «لا أشعر بأي رغبة في العمل الإداري، وأنا كان لي تجربة سابقة ولم أستطع أن أكمل، فقد سبق لي أن عملت مرتين كعضو إدارة في نادي "النعمان"، المرة الأولى في عام 1997 وانسحبت بعد ثمانية أشهر، والمرة الثانية في عام 2004 وانسحبت بعد ثلاثة أشهر، كذلك أشعر بالتعب من مسيرة رياضية استمرت 35 عاماً».

أول الجالسين من اليمين مع فريقه "شباب المعرة" عام 1977

أما مشاريعه القادمة فيحدثنا عنها: «أنتظر انتخابات اتحاد كرة القدم الجديد، حيث سأتقدم لاتباع دورة مراقب محلي ثم عربي ثم آسيوي، وأطمح أن أتابع عملي الرياضي كمراقب، وليس لي أي رغبة أو طموح في العمل الإداري».

وعن تقييمه لواقع الإعلام الرياضي في "إدلب" يقول: «للأسف واقع الإعلام الرياضي عندنا لا يسر ومتخلف عن ركب الإعلام الرياضي في باقي المحافظات، حيث نجد هناك حضوراً لمعظم وسائل الإعلام عند أي حدث رياضي، أما عندنا فنجد غياباً شبه كامل عن معظم الأحداث الرياضية، وأنا كعضو مكتب إعلام في فرع الاتحاد الرياضي في "إدلب" أشعر بالأسى على هذا الواقع، مع أن بعض كوادرنا الصحفية العاملة في الإعلام الرياضي جيدة، إلا أن هناك للأسف من دخل على المهنة لمصالح معينة بعيدة عن العمل الإعلامي».

شهادة ممنوحة من قبل الفيفا للقزيز

بعد موسم غير موفق لأندية "إدلب" في الدرجتين الأولى والثانية، ما الرسالة التي يحب "قزيز" أن يوجهها؟: «أولاً نحن سعداء جداً بالنهوض الملحوظ الذي تشهده لعبة كرة القدم في "إدلب"، فللمرة الأولى في تاريخ المحافظة يلعب أربعة أندية في الدرجتين الأولى والثانية، ولكن تبقى مشكلة الاستعانة بلاعبين من خارج المحافظة أكبر مشكلة تهدد مستقبل هذه اللعبة في "إدلب"، لأن ذلك يتم على حساب إهمال القواعد وهذا خطأ كبير نقع فيه، من غير المعقول أن يستقدم نادي "النعمان" 22 لاعباً، ونادي "أمية" 14 لاعباً، و"أريحا" 13 لاعباً، و"سراقب" كذلك، أين هي قواعدنا؟ متى تقف أنديتنا على أقدام أبنائها؟ لماذا لا نقيم دوري أحياء شعبية على مستوى المدينة والريف لاكتشاف المواهب، فريفنا غني جداً بالمواهب الكروية، نحن تفتقد للأسف للنظرة الشمولية الإستراتيجية في بناء لعبة كرة القدم، وحالة الفوضوية والارتجالية في استقدام اللاعبين لا تبشر بخير».

مشوار طويل خاضه ويخوضه "عبد الحكيم قزيز" ترى هل كان للندم مكان في نفسه على شيء فعله أو لم يفعله خلال مسيرته الرياضية؟.. يقول: «على العكس تماماً أنا راض كل الرضا عن جميع خياراتي، وعملي في المجال الرياضي كلاعب وإعلامي زادني حباً بالرياضة، لأنها تعلم التسامح والمحبة».

بدوره السيد "محمد بدرة" صديق "عبد الحكيم قزيّز" قال لموقعنا متحدثاً عن صديقه: «الأستاذ "عبد الحكيم" شخص استثنائي في مدينة "المعرة"، فهو رياضي متعدد المواهب، وصحفي كتاباته مميزة، كنت أتابع معظم ما يكتبه وينشره، وأهم ما كنت أراه فيه هو ولعه الشديد بالإحصائيات الرياضية، أتمنى له التوفيق في عمله لأنه إنسان مجد».

يذكر بأن الإعلامي "عبد الحكيم قزيز" من مواليد مدينة "معرة النعمان" عام 1959، يحمل شهادة دبلوم في التربية الرياضية، وهو حالياً مفرغ كمدير لمقر نادي "النعمان"، متزوج وله ولدان "علاء" و"عمرو".