أقامت رابطة الاتحاد النسائي في "أريحا" أصبوحة شعرية، احتفالاً منها بذكرى تشرين المجيدة، وتفعيلاً لدور المرأة، وإثباتاً لحضورها الفعال على المستوى الأدبي والثقافي في "أريحا"، وشارك في الأصبوحة مجموعة من شعراء وأدباء من "حلب" و"إدلب"، وكل عبر عن فرحته بهذه المناسبة على طريقته الخاصة.

موقع eIdleb حضر هذه الأصبوحة، والتقى السيدة "أمنة العبسي" رئيسة رابطة الاتحاد النسائي في "أريحا" والتي تقول: «نحرص بشكل دائم على إقامة هذه الأنشطة، وتندرج هذه الأصبوحة ضمن خطة النشاطات التي تقام ما بين التشرينين، نجسد من خلالها معاني الفرح والاعتزاز بالنصر، وتفعيلاً منا للحضور النسائي في جميع المجالات، ولإثبات دور المرأة الفاعل من الناحية الأدبية والثقافية في "أريحا"، وتم هذا النشاط في مقر الرابطة وبالتعاون مع شعبة حزب أريحا والمركز الثقافي».

تُعتبر هذه الأصبوحة تعبيراً صادقاً عن ولائنا وحبنا لهذا الوطن الكبير الغالي، الذي يضمنا ونحن سائرون في دروب النضال، ما دام الدم سائراً في أجسادنا، وسيبقى تشرين وتبقى الأجيال تذكر قصة النصر التي أعادت لنا عزتنا وكرامتنا خالدة في سماء هذا الوطن

كما التقينا الشعراء والأدباء اللذين شاركوا في هذه الأصبوحة، وكانت البداية مع المحامي والشاعر السيد "مصطفى خضير" من "إدلب" والذي يقول: «مشاركتي عبارة عن قصيدة شعرية بعنوان "رحلة أحمد الفلسطيني" تحدثتُ فيها عن معاناة الشعب العربي الفلسطيني الصامد، وعن المحن والنكبات التي توالت في النزول على هذا الشعب الأبي كالقدر المحتوم، من بدايات النكبة إلى وقتنا الحاضر، وحرصتُ على تقديم هذه القصيدة في ذكرى تشرين، لأن انتصارنا في تشرين كان الانتصار الأول الذي أعاد إلى نفوسنا الثقة والتفاؤل بالمستقبل، وعلّمنا أن الشعب المناضل هو الذي يستطيع أن يثبت وجوده في النهاية مهما طال الأمد».

الشاعر الفلسطيني محمود السعيد

أما الشاعر الفلسطيني السيد "محمود علي السعيد"، رئيس لجنة "حلب" للاتحاد العام للكتاب والصحفيين العرب، ورئيس تحرير مجلة المقاومة، وعضو رئاسة المؤتمر الشعبي الفلسطيني، فحدثنا عن مشاركته قائلاً: «مشاركتي قصيدة وطنية تتمحور حول "القدس" الشريف، بهذه المناسبة الجليلة، وحرصاً مني على فضح المخططات الصهيونية في محاولة تهويد "القدس"، جسدتُ في هذه القصيدة النبض العربي القومي والنضالي والوطني، تعبيراً مني عن اللحمة الوطنية، وأنه لا فرق بين عربي على آخر، وكلنا أبناء وطن واحد، وأن القضية الفلسطينية ليست حكراً على شخص دون الآخر، بل تتكامل المواقف والجهود وتلتقي الأهداف والطموح، لتصب في بوتقة واحدة وهي تحرير "فلسطين" وجميع الأراضي المحتلة، وأن الهم العربي بشتى أوجه موشوره هو هم واحد، ومصير واحد وقدر واحد، التاريخ يجمعنا واللغة توحدنا، فإذا قلت "القدس" أعني "دمشق" وإذا قلت "دمشق" قصدت كل البلدان والعواصم العربية».

كما كان لنا وقفة مع القاصة والأديبة والباحثة "سها شريف" من "حلب" والتي حدثتنا عن مشاركتها قائلةً: «شاركت بمجموعة من القصص القصيرة جدا وهي عبارة عن مجموعة من الرسائل المشفرة، والانتقادات الساخرة، تزخر بالواقعية وتستمطر الحزن والألم، بعيداً عن النكتة، تعرض الواقع بأسلوب يعتمد على الإدهاش وعدم التوقع، وهذه المشاركة الثانية لي في "أريحا"، ولفت نظري حضور متميز من النساء الواعيات والمثقفات والمهتمات بالأدب، وظهر ذلك من خلال الانتباه الجيد، وحسن الاستماع، وهذا ما تتميز به دائماً المرأة في "أريحا"».

الأدبية سها شريف

أما الشاعر "شادي حلاق" فيقول: «مشاركتي قصيدة شعرية بعنوان "عندما كنت كبيراً" تحدثت فيها عن التفكك والتبعثر في الواقع العربي، ودعوت فيها إلى تقوية الروابط، والتأكيد على أن العرب مهما كان سيبقون وحدهم القادرين على تحديد مصيرهم وخط سيرهم، وأن الثورة هي الطريق المؤدي للنصر، وأن الشعب هو السلاح الأمضى في الطريق الطويل الذي حتم على الأمة العربية أن تسير به».

كما حدثتنا القاصة "سها جودت" من "حلب"- عضو اتحاد الكتاب العرب- عضو نادي الثقافي النسائي، ونادي شباب العروبة للآداب والفنون، عن مشاركتها قائلةً: «إنجازات تشرين التصحيح مهما حاولنا أن نصفها يبقى اللسان عاجزاً عن ذلك، لأن العطاء في تجدد دائم، ولكني عمدت بقصتي إيضاح دور المعلم في غرس وزرع القيم الوطنية، في واقع المجتمع، وأن المهمة الملقاة على عاتق المعلمين كبيرة، والغاية التي يعملون من أجلها لا تقدر».

آمنة العبسي رئيسة رابطة الاتحاد النسائي

أما الشاعر "جلال قضيماتي" من "حلب" فيقول: «ذكرى تشرين قائمة في كل وقت، ولا تحتاج إلى قصيدتي أو قصيدة أخرى لكي تثبت وجودها، ولكنني حاولت أن استنهض همة الأدب، من أجل "دمشق" و"القدس" و"غزة"، وكل بقعة مضيئة من وطننا، وطن المحبة والسلام وأرض الحق، ومرتع الخير والآمان، ونحن باقون على عهد الوفاء والنضال، وجند لكل ما يمكن أن ينهض بنا وبأمتنا العربية الخالدة، واعتقد أن مشاركتي نقطة ضوء خافته في مجرة الأدب الحديث، والتي أرجو أن تكون قد أضاءت ولو زاوية صغيرة من جمال هذا النهر الكبير الذي ينير أرض بلادي».

وفي الختام تحدث الشاعر السيد "محمد خضر" قائلاً: «تُعتبر هذه الأصبوحة تعبيراً صادقاً عن ولائنا وحبنا لهذا الوطن الكبير الغالي، الذي يضمنا ونحن سائرون في دروب النضال، ما دام الدم سائراً في أجسادنا، وسيبقى تشرين وتبقى الأجيال تذكر قصة النصر التي أعادت لنا عزتنا وكرامتنا خالدة في سماء هذا الوطن».