كثفت الجهات المختصة في مديرية الزراعة في "إدلب" جهودها بهدف القضاء على آفة فأر الحقل التي انتشرت بشكل كبير جداً في حقول المحافظة خلال العام الحالي، وذكر المهندس الزراعي "عبد اللطيف غزال" رئيس دائرة وقاية النبات في مديرية الزارعة في "إدلب" أنه

«تمت مكافحة فأر الحقل في مساحة قدرها 42934 هكتارا وذلك من إجمالي المساحة المصابة والبالغة 43974 هكتارا، وقد تم إعادة مكافحة حوالي 28300 هكتار وإن عمليات المكافحة مستمرة حتى يتم القضاء نهائيا على هذه الآفة التي انتشرت في كافة مناطق المحافظة تقريباً وبشكل كبير جدا خلال هذا العام، وذلك لعدة أسباب أهمها أن فأر الحقل مر خلال هذه السنة بمرحلة فورة، كما أن الظروف المناخية الدافئة التي سادت خلال معظم أشهر السنة وخاصة فصل الشتاء ساهمت بشكل واضح في زيادة أعداده، في حين كان يمكن لموجات الصقيع فيما لو مر فصل الشتاء باردا أن تساهم في القضاء على الفئران بأعداد كبيرة، كذلك عودة المزارعين إلى الزراعات التكثيفية المروية عزز من انتشار فأر الحقل الذي كان يتوضع في الحصيد ثم انتقلت إلى حقول الخضر والبطاطا والشوندر بعد أن تم الإيعاز بكسر أراضي الحصيد، وفلاحتها استعدادا لموسم الزراعة الشتوية».

عمليات المكافحة تتم بالتعاون مع كافة الوحدات الإرشادية والدوائر الزراعية في مناطق المحافظة، حيث يتم تجهيز الخلطة السامة المكونة من مادة الطحين ومبيد فوسفيد الزنك الشديد السمية وتوزيعها على أصحاب الأراضي المصابة مجاناً لوضعها في الجحور بإشراف الفنيين العاملين في الوحدات الإرشادية الزراعية المنتشرة في سائر أرجاء المحافظة

وبخصوص إجراءات المكافحة بين المهندس "غزال" بأن «عمليات المكافحة تتم بالتعاون مع كافة الوحدات الإرشادية والدوائر الزراعية في مناطق المحافظة، حيث يتم تجهيز الخلطة السامة المكونة من مادة الطحين ومبيد فوسفيد الزنك الشديد السمية وتوزيعها على أصحاب الأراضي المصابة مجاناً لوضعها في الجحور بإشراف الفنيين العاملين في الوحدات الإرشادية الزراعية المنتشرة في سائر أرجاء المحافظة».

المهندس عبد اللطيف غزال

وأضاف المهندس "عبد اللطيف غزال": «نحث الفلاحين على فلاحة أراضيهم بشكل عميق لكون الفلاحة العميقة تدمر جحور الفئران وتقتل معظمها حيث ساهمت إجراءات المكافحة في تراجع الإصابة بشكل كبير، ولجعل عمليات المكافحة أكثر نجاحا وجدوى نطلب من المزارعين أصحاب الحقول غير المزروعة بأن يأخذوا الخلطة السامة وينشروها في حقولهم لكون فأر الحقل ينتشر في الحقول غير المزروعة أيضاً».

المزارع "بهاء النجم" من منطقة "خان شيخون" تعرض حقله لهجمات شرسة من فأر الحقل هذا الموسم حيث يقول: «بدأت ألاحظ إصابة حقلي منذ حوالي ثلاثة أشهر أي بعد القيام بحصاد محصول الحبوب، حيث بدأنا نرى الفئران تنتقل من الحصيد إلى حقل الشوندر والبطاطا مسببة أضرارا كبيرة جدا للمحصول على الرغم من أني قمت بمكافحة الحقل عدة مرات بالفلاحة العميقة واستخدام الخلطة السامة إلا أن الإصابة كبيرة جداً، وفي حال جاء الشتاء القادم دافئ فسوف نكون أمام وباء حقيقي ومخيف، فأنا لدي حقل فستق حلبي وزيتون لاحظت أنه أيضا أصيب وللأسف ما يجعل أعمال المكافحة غير مجدية أنها تتم بشكل فردي ودون تكاتف جميع المزارعين مع بعضهم بعضاً، لكون البعض لا يكافح حقله بالشكل المطلوب ما يسبب استمرار الإصابة، كما أن كميات الخلطة السامة التي توزع على المزارعين من قبل الوحدات الإرشادية غير كافة على الإطلاق ولا يؤمنون طلبه من الخلطة السامة».

مديرية الزراعة

المهندس "أيمن محاميد" من دائرة الإرشاد الزراعي في مديرية زراعة "إدلب" تحدث عن الأضرار التي يتسبب بها فأر الحقل على المحاصيل الزراعية بالقول: «يعتبر فأر الحقل من المخاطر الدائمة التي تصيب المحاصيل الزراعية، فهو يتغذى على النباتات مع بداية نموها وأحياناً يتغذى على البذار قبل إنباتها ما يسبب انخفاض الإنتاج بشكل كبير جدا حيث تعتبر بداية نمو النبات من أكثر مراحل عمر النبات حرجا للإصابة بفأر الحقل، كذلك يتسبب فأر الحقل بأكل أنابيب شبكات الري الحديث مسببا إتلافها ما يعرض المزارعين لخسائر مادية كبيرة».