لعل عدم وجود المطاعم السياحية في قلب مدينة "إدلب"، وانتشارها على شارع "الكورنيش" خارج المدينة، وعلى مسافة بعيدة من حركة الناس جعل بعض المستثمرين يتطلع لإنشاء مطاعم سياحية داخل المدينة ترقى إلى الدرجة الجيدة من حيث تقديمها للخدمات السياحية، ومطعم وكفتريا "النادي العائلي" كان أول هذه الاستثمارات.

موقع eIdleb زار المطعم الذي لا يزال قيد الانجاز والتقى صاحبه السيد "خالد دعبول" الذي حدثنا قائلاً: «لي تجربة سابقة في مجال الخدمات السياحية، وبالأخص المطاعم كنت أملك مطعم في "اليونان" ولاقى المطعم شهرة على مستوى "اليونان"، لأنني عملت على تقديم وجبات عربية بخدمة يونانية، ولكني ورغم الشهرة التي حققتها كنت أتطلع للعودة إلى بلدي على أن استمر في هذه الخدمات السياحية وأحقق شهرة واسعة، وكانت البداية بمطعم "القلعة" على "الكورنيش" خارج مدينة "إدلب"، ولكن بعده عن مركز المدينة، وعدم وجود مطعم سياحي داخلها، جعلني أطمح في إقامت هذا المطعم، ولفت نظري وجود منطقة غير مستثمرة تعود ملكيتها للبلدية وتخدم ما أرمي القيام به، فأخذتها بمزاد علني وعقد استثمار، وبدأت بإنشاء المشروع الذي قرب الآن من نهايته».

أنا سعيد جداً بانجاز مشروع كهذا في وسط المدينة، لأنه أعطى للمدينة وجهاً حضارياً كانت تفتقر إليه، فهو من المشاريع الممتازة والجيدة، لأنه حول المكان الذي يقام عليه من مكب للقمامة إلى مشروع جمالي وحضاري وليس له شبيه في المحافظة

ويضيف السيد "خالد": «الموقع كان عبارة عن حديقة تعرف بمنتدى الشبيبة، صادفتني مشكلة في بداية إنشاء المشروع، أثناء اقتلاعي لمجموعة من الأشجار المعمرة، حيث وجهت أنظار بعض الدوائر الحكومية المهتمة بالأشجار لمحاولة ثنيي عن إكمال المشروع، ولكني تجاوزت هذه العقبة على أثر شرح وتوضيح الهدف من عملية قلع الأشجار، وفكرت في إنشاء هذا المشروع من وجهت نظري عكس وجهة حضارية تدل على واقع هذه المدينة، وتم تكليف فنان تشكيلي للعمل على وضع مخطط ،وتنفيذ المشروع والإشراف عليه».

الفنان التشكيلي صفوان سفلو

كما التقينا السيد "صفوان سفلو" الفنان التشكيلي المشرف على عملية تنفيذ المشروع والذي يقول: «يُعرف المشروع باسم "النادي العائلي"، ويضم مجموعة من المرافق السياحية التي تعتبر المدينة بأمس الحاجة إليها، وقد هدفت من تصميم المشروع أن يصبح على مستوى جيد وملفت للنظر، من حيث الشكل الخارجي والداخلي، وتأكيداً على الأهمية الخدمية السياحية التي يقدمها، كما وحرصت بشكل كبير على أن أُنتج تصميم نوعي وفيه شيء من الحداثة، ويحمل العديد من الأفكار الراقية وغير المسبوقة من قبل، وأدخلتُ إليه العديد من التصميمات التي لا توجد في عدد كبير من الفنادق والمطاعم والخدمات السياحية المشابهة، والمشروع عبارة عن صالتين، صالة مطعم وأخرى للأفراح، مساحة كل صالة تتجاوز الثلاثمائة متر، وهي صالات مسبقة الصنع مجهزة بأحسن المواد ذات الصفة العالمية من حيث الجودة والمتانة، كما أنها معلقة تعتمد على أقواس شد على مبدأ منشآت الشد القوسية، وبوجود هذه الأقواس نكون ألغينا وجود الأعمدة، فنحصل بذلك على شكل مبتكر وفيه حركة جمالة رائعة، وهذا من الأشياء الهامة في المشروع، بالإضافة لوجود "تراس" صيفي مرفق بكلا الصالتين، ويطل على فسحة تتضمن "قعدة" صيفية شبابية، وأخرى عائلية مفصولتين عن بعضهما البعض».

ويضيف السيد "صفوان": «من أهم الأشياء المستحدثة والمدخلة على المشروع وجود شلال بطول /50/ مترا، يشكل واجهة كبيرة ومهمة، صُمم بطريقة حديثة تضفي على الواجهة رونقاً وجمالاً، إضافة لوجود أربع كرات من الحجر تتراوح أوزانها بين /1/حتى /3/ أطنان، وهي كرات متحركة تعتمد على الماء في رفعها وتدويرها، وتبقى هذه الكرات بحالة حركة ما دام الماء موجود، وأظنُ هذه الفكرة ترقى لمستوى عالمي، ولا يوجد لها مثيل إلى الآن في المنتزهات السياحية في سورية. وأما بالنسبة لواجهات المحل الخارجية فهي ضخمة ومميزة صممت بشكل حديث وجديد كلياً، ومن الأشياء المضافة على المشروع مجموعة من ألعاب الأطفال الالكترونية، التي صُممت بشكل يضمن ويحقق عامل أمان كبير للأطفال، كما وتم تجهيز المطابخ بأحسن التجهيزات من حيث النوع والكم، لكي تستطيع تخديم كافة طاولات المطعم بشكل كامل وفي آن واحد في حال دعت الضرورة».

مطعم النادي العائلي

ويختم السيد "صفوان": «لم اقتبس في تصميم هذا المشروع أي شيء، من الخارج ولا من الداخل، فكان التصميم بأكمله جديد تماماً، ابتداءً من السور الخارجي حتى التنسيق في توزيع المساحات بشكل مناسب، والإمكانية الاستيعابية وإلى ما هنالك، وتم التصميم من خلال رؤيتي لواقع المدينة، وعملتُ على أن يكون من أهم المشاريع السياحية، ليس على مستوى المدينة وحسب وإنما على مستوى القطر، تتراوح مدة انجاز المشروع ثلاثة أشهر على مساحة مكانية تزيد على /2500/ متر ابتداءً من البنية التحتية».

كما التقينا السيد "سمير بزارة" أحد أبناء مدينة "إدلب" والذي يقول: «أنا سعيد جداً بانجاز مشروع كهذا في وسط المدينة، لأنه أعطى للمدينة وجهاً حضارياً كانت تفتقر إليه، فهو من المشاريع الممتازة والجيدة، لأنه حول المكان الذي يقام عليه من مكب للقمامة إلى مشروع جمالي وحضاري وليس له شبيه في المحافظة».

السيد خالد صاحب المشروع