قال السيد "أحمد كشتو" معاون مدير شركة مياه "المعرة": «إن الواقع الصعب الذي عايشته مدينة "المعرة" جراء مشكلة شح مياه الشرب في فصل الصيف الحار، سيكون لها حل قريب بعد تشغيل محطة "عين الزرقا"».

وعن سبب هذه المشكلة الموسمية التي تتكرر في الصيف أضاف "الكشتو": «تعاني "المعرة" من زيادة الاستهلاك والاستجرار الكبير للماء في الصيف، ولحل هذه المشكلة عملنا على زيادة عدد الآبار المخصصة لضخ الماء من موقع "بسيدا" إلى 21 بئراً وصيانة هذه المحطة، إضافةً إلى تشغيل بئر جديد في قرية "الدانا"، وهي محطة تغذي قرى "معصران" و"بابيلا" و"الدانا"، وحالياً نضخ للمدينة حوالي 15 ألف متر مكعب كل 24 ساعة، وبإذن الله ستزيد الكمية في حال تشغيل محطة "عين الزرقا" التي عانت التأخير بسبب عدم توافر القساطل الخاصة لجر الماء، إلا أن الموضوع تم حله مؤخراً بالتعاقد مع شركة أجنبية، وبذلك ستعمل المحطة المذكورة في مطلع عام 2011 في مجال قدره 35 إلى 40% من طاقتها».

مشكلة نقص مياه الشرب في القرية بدأت منذ ست سنوات تقريباً، وعلماً أننا نتبع لوحدة مياه "كفرنبل"، وهم قدموا لنا الوعود بحل هذه المشكلة قريباً، ولا يسعنا سوى الانتظار

بعض المناطق المرتفعة تصلها المياه بشكل أقل من الأحياء المنخفضة والتي تشرب حوالي 24 ساعة أو ما يزيد أحياناً، ويعزو السيد "أحمد كشتو" نائب مدير وحدة مياه "المعرة" السبب بالقول: «لكي تستطيع المناطق المرتفعة شرب الماء يجب أن تشرب المناطق المنخفضة لمدة أكثر، وبهذا تصل المياه أخيراً من الأحياء المنخفضة الارتفاع إلى المناطق المرتفعة التي تنقطع عنها الماء أولاً لأنها تعاود النزول».

وحدة مياه المعرة

لا تقتصر مشكلة المياه على "المعرة" وحدها بل تشمل بعض القرى في المنطقة وأهمها قرية "كفررومة" التي تعاني هي الأخرى من انقطاع طويل للمياه في بعض أحيائها، ولو تتعبنا الخط الزمني لهذا الموضوع لوجدنا أنه يقارب عشر سنوات، وقد تعددت خلال تلك الفترة مصادر المياه المجلوبة، وكان آخرها محطة ضخ "بسيدا" التي غذت معظم منطقة "المعرة"، مع العلم أن وحدة مياه "المعرة" أجرت في الأعوام الماضية أعمال استبدالٍ للشبكات القديمة بسبب ارتفاع نسبة الفاقد إلى ما يقارب 70%.

وقد أفاد السيد "يوسف شبيب" موظف من قرية "كفررومة" الواقعة غرب مدينة "المعرة" لموقع eIdleb قائلاً: «مشكلة نقص مياه الشرب في القرية بدأت منذ ست سنوات تقريباً، وعلماً أننا نتبع لوحدة مياه "كفرنبل"، وهم قدموا لنا الوعود بحل هذه المشكلة قريباً، ولا يسعنا سوى الانتظار».

السيد أحمد كشتو

وبما أن المشكلة طرقت بيت المواطن العادي، فكذلك هي أيضاً طرقت باب المسؤول بواسطة هذا المواطن الذي لا شك بأنه طلب من ممثليه في مجلس الشعب حل هذه المشكلة، ومنهم ممثل مدينة "المعرة" في المجلس الدكتور الشهير "زاهر عثمان اليوسفي"، الذي فسر مشكلة الماء بالقول: «مشكلة المياه في "المعرة" مشكلة قديمة، وهي معاناة ازدادت مؤخراً في السنوات القليلة الماضية بسبب زيادة السكان والتوسع العمراني ومن ثم الاستخدام العشوائي غير المنضبط للمياه، وبالعموم فإن المشكلة موجودة في معظم نواحي القطر وليس في منطقة "المعرة" وحدها».

وفي معرض سؤالنا عن الطريقة التي تعامل بها أعضاء مجلس الشعب مع مشكلة نقص الماء، أجاب الدكتور "زاهر اليوسفي" قائلاً: «بالأساس قامت الحكومة باتخاذ مجموعة من الإجراءات لإصلاح الوضع، وكان آخر تلك الإجراءات مشروع "عين الزرقا" الذي بُدئ العمل فيه بداية عام 2000، وسيُنجز إن شاء الله في نهاية هذا العام ليروي قرابة 90% من المحافظة، وبدوري كعضو مجلس شعب فإني وزملائي ممن يعنيهم الأمر نتابع هذا المشروع وغيره خطوة بخطوة لدى الجهات المسؤولة، لأننا ننتظر هذا المشروع كغيرنا من المواطنين بفارغ الصبر، ولأن الواجب في النهاية خدمة المواطن، فإننا نقوم بنقل معاناة المواطن في مشكلة نقص الماء إلى المسؤولين المختصين، وأقول ما كان يجب على من يعيش خارج "المعرة" اتهام أعضاء مجلس الشعب بالتقصير، ويؤسفني فعلاً ما قام به أحدهم من استهزاء وكلام خاطئ لا أساس فيه من الصحة».

الدكتور زاهر اليوسفي

من المفيد ذكره أن وحدة مياه "المعرة" يتبع لها أربع عشرة محطة ضخ وهي "بسيدا"، و"الدانا"، و"معرشمشة" الشمالية والجنوبية، و"الهلبة"، و"التح"، و"بابولين"، و"حيش" الجنوبية والشمالية، و"الشيخ دامس" و"الركايا"، و"سنجار"، و"كفريّا"، ومحطة "تل دبس"، ويبلغ عدد المشتركين الإجمالي في الوحدة حوالي 27100 مشترك.