أصبحت المعلوماتية عصب الحياة وأصبح التخلص من الأمية المعلوماتية هدفاً لتحسين صورة المجتمع ليواكب التطور ويخوض في إطار شبكات المعلومات العالمية، وللمرة الأولى في "إدلب" تقام دورات لمحو الأمية المعلوماتية لذوي الاحتياجات الخاصة من المكفوفين برعاية مديرية الثقافة تشمل عدة مجالات تحدث عنها لموقع eidleb بتاريخ 19/10/2010 الأستاذ "محمد هادي عبادي" مدير دائرة المعلوماتية في مديرية الثقافة قائلاً:

«أطلقنا هذه المبادرة لما يلقاه قطاع المعلوماتية من إقبال شديد من ذوي الاحتياجات الخاصة، وأملاً في تغيير الصورة السلبية عن هذه الفئة من المجتمع القادرة على إحداث التغيير، فمعظم الطلبة المسجلين في الدورات هم من المكفوفين المهتمين بمتابعة حياتهم العلمية فلدينا متدرب من طلبة كلية الحقوق السنة الثالثة، وطالب من كلية الآداب السنة الثالثة، وطلاب من معهد العلوم الشرعية، نأمل أن تكون هذه المبادرة الأولى من نوعها نواة لتكوين جمعية متخصصة في المحافظة ترعى الشؤون العلمية لذوي الاحتياجات الخاصة، ويقوم المدربون على هذه الدورات التي تبدأ منذ بداية شهر تشرين الثاني للعام /2010/ وتستمر طيلة أيام العام بجهد تطوعي نهدف منه إلى نشر ثقافة المعلوماتية وثقافة التطوع».

ما نهدف إليه هو بناء جيل يعي المتغيرات من حوله وتسليط دائرة الضوء على هذه الفئة والأخذ بأيديهم، ورغم أنهم حرموا نعمة البصر إلا أن بصيرتهم متقدة ويملكون من الذكاء ما يؤهلهم ليبدعوا في المجال الذي يرغبون فيه، ولدينا مدرب لاستخدام الحاسوب من المكفوفين يستطيع التعامل مع برامجه وهو الأستاذ "أحمد حجلة"

وتحدثت "ديانا العلي" المدربة في مجال المعلوماتية وطريقة "البرايل" الخاصة بالمكفوفين عن أساسيات الدورات ومناهجها: «تشمل الدورات على عدة أقسام يتم توزيع المتدربين عليها، فالفئة الأولى هم من الأميون في طريقة "البرايل" قراءةً وكتابةً ليتأهلوا إلى المستوى الثاني وهو مبادئ استخدام الحاسب والتعرف على أنظمة "word" و"windows" والإنترنت، أما المجموعة الثالثة فنهدف إلى تعريفها ببرنامج "إبصار" المخصص للعمل على الحاسب للمكفوفين بغية تأهيلهم ليكونوا مدربين في المستقبل، كما يتم تعريفهم ببرنامج طباعة "البرايل" وتحويل نصوص "وورد" إلى برايل ليستطيعوا قراءتها، لذلك خصصنا طابعة للعمل وهي الطابعة الوحيدة الموجودة في مديرية الثقافة لذلك سيتم التعلم على طريقة استخدامها بنظام المجموعات».

الأستاذ هادي عبادي

وتضيف المدربة: «ما نهدف إليه هو بناء جيل يعي المتغيرات من حوله وتسليط دائرة الضوء على هذه الفئة والأخذ بأيديهم، ورغم أنهم حرموا نعمة البصر إلا أن بصيرتهم متقدة ويملكون من الذكاء ما يؤهلهم ليبدعوا في المجال الذي يرغبون فيه، ولدينا مدرب لاستخدام الحاسوب من المكفوفين يستطيع التعامل مع برامجه وهو الأستاذ "أحمد حجلة"».

وعن التعامل مع المكفوفين يتحدث الأستاذ "أحمد حجلة" المدرب الكفيف فيقول: «إن أقدر الناس على إقناع الكفيف هو الكفيف، فالإنسان عدو ما يجهل ونحتاج إلى وسائل إقناع متعددة لقيادة من يرغب بتعلم مبادئ الحاسب والمعلوماتية، الخبرة التي اكتسبتها من تعاملي مع المجتمع جعلتني أمتلك وسائل إقناع خاصة وأولها معالجة الخوف من الكمبيوتر وجعله متاحاً لهذه الشريحة، فنحن نتمنى كسر حاجز الكمبيوتر والتعريف بهذا العالم الواسع الذي يفتح آفاق جديدة على الحياة».

المدرب أحمد الحجلة

وعن الدورة والفائدة المرجوة منها علمياً يتحدث المتدرب "طاهر كرابيج" وهو من طلبة كلية الحقوق السنة الثالثة ومن ذوي الاحتياجات الخاصة بصرياً فيقول: «استطعت أن أحقق الإنجاز على صعيد الدراسة وسأعمل على المضي قدماً في عالم المعلوماتية الواسع وهو جانب من جوانب إثبات الذات والبرهنة على قدراتنا قي التعامل الصحيح مع المجتمع ومحو الصورة الخاطئة التي يوجهها إلينا المجتمع، فأنا لا أحتاج من يمسك يدي في الشارع بل أحتاج إلى من يمسك بيدي ليعلمني كيف أستطيع أن أكون فاعلاً في المجتمع».

هذه المبادرة الخلاقة التي أطلقها كل من "هادي عبادي" وزوجته "ديانا العلي" والأستاذ الكفيف "أحمد الحجلة" يمكن أن تكون نواة لتأسيس جمعية تختص بذوي الإعاقة البصرية وعن ذلك تحدثنا "ديانا العلي": «لقينا خلال عملنا اهتماماً من جانب المجتمع المحلي ونأمل أن يزيد الإقبال على هذه الدورات لغرس الثقافة المعلوماتية والثقافة التطوعية، فطموح كل فرد أن يكون فاعلاً فيمن حوله ونعمل على نقل هذه التجربة منا إلى أبناء المجتمع المحلي من ذوي الاحتياجات الخاصة، ورغم ضعف الإمكانات المادية إلا أننا نعمل على تلافي النقص من نفقتنا الخاصة لنزرع روح الأمل».

المدربة ديانا العلي