في منطقةٍ من أجمل بقاع الأرض كما يصفها زوارها، وعلى جبلٍ يشرف على ما حوله تقع قرية "الشغور" إلى الغرب من محافظة "إدلب" بحوالي 60 كم، وعن مدينة "جسر الشغور" 11كم، وعن مدينة اللاذقية 65 كم.

«"الشغور يازين البلادِ.. فيك سهل فيك وادي... فيك عيون تروي البشر ميا.. وقلعة في وجه الأعادي"». هكذا ينظر أبناء هذه القرية الساحرة بمعالمها إليها، كما تحدث لموقع eIdleb بتاريخ 19/10/2010 الأستاذ "محمد الجندي" مدير مدرسة التعليم الأساسي في القرية فقال: «الطبيعة الساحرة لهذه القرية جعلتها محط أنظار الغازين في الماضي، ما منحها موقعاً استراتيجياً كثغر روماني في القرن الثاني الميلادي ومن ثم بيزنطي في القرنين الخامس والسادس الميلاديين ومروراً بالحقبة العربية التي انتهت عصور الاحتلال الصليبي لها في عهد "صلاح الدين الأيوبي"، وسميت القرية بهذا الاسم لأنها تعني المكان الشاغر أو الفسيح، وكانت تسمى الثغر، ومن هذه القرية أخذت مدينة "جسر الشغور تسميتها، و"الشغور" قديماً كانت مركزاً بشرياً ومحطة للناس المسافرين من قرى الشمال "حلب" حيث كانت تقوم فيها الأسواق و"البوازير" وتعقد فيها صفقات البيع والشراء».

"الشغور يازين البلادِ.. فيك سهل فيك وادي... فيك عيون تروي البشر ميا.. وقلعة في وجه الأعادي"

ويضيف الجندي: «يمر في وسط القرية خط قطار "حلب– اللاذقية" الذي يقسم القرية إلى قسمين "الشغور الفوقاني" و"الشغور التحتاني" وهذا الحي هو الأقدم بالنسبة لتاريخ البناء، وتعتبر منطقة سكة الحديد ومحيطها من أجمل مناطق القرية خاصةً في أيام الربيع مع انتشار الأزهار والعشب الأخضر».

محمد الجندي مدير المدرسة

وعن أهم المعالم السياحية في القرية يتحدث السيد "ديبو رحال" أحد أبناء القرية: «يوجد في القرية الكثير من المواقع الأثرية والسياحية أهمها "قلعة الشغور"، "قلعة بكاس"، والكثير من المغاور والكهوف الطبيعية الجبلية الخلابة، كما فيها العديد من الينابيع والعيون ومن أهمها "عين المغارة"، "عين الطاحونة"، "عين الحديدية"، "عين البرونز"، وجميع هذه الينابيع الطبيعية مازالت تضخ المياه بغزارة كبيرة ويستفاد منها في سقاية المحاصيل».

وعن النشاط البشري والزراعي تحدث المزارع "خالد تركماني" أحد أبناء القرية فقال: «يعمل معظم السكان في الزراعة ومن أهم مزروعاتهم الخوخ والزيتون والتفاح، إضافةً إلى الاعتماد على جبال القرية في صناعات تزيينية أخرى فهي القرية تعد من القرى الوحيدة في سورية التي تشتهر في صناعة تجفيف الورود والزهور الصناعية، وصناعة غزل ونسج شعر الماعز وتصنيع بيوت الشعر للبدو فهذه الصناعة من أهم الصناعات العريقة والأصيلة التي يشتهر بها سكان القرية، والتي تقوم على تربية المواشي».

مرور القطار في القرية

وعن الوضع الخدمي في القرية يضيف: «تحتاج القرية إلى تجديد في الشبكة الطرقية وصيانتها لأنها قديمة، كما ينقص القرية مركز صحي يقوم على خدمات المواطنين، ولأننا قرية سياحية بمعالمها الطبيعية والأثرية فإننا نحتاج لمثل هذه الخدمات، وفي الجانب التعليمي يوجد في القرية /4/ مدارس للتعليم الأساسي يبلغ عدد طلابها /1500/ طالب وطالبة، ويزيد عدد سكان القرية على /7000/ نسمة».

ولا بد من الإشارة إلى أن قرية "الشغور" تعتبر من القرى القديمة في المحافظة إذ يزيد عمرها على /1000/ عام، ويوجد فيها أكثر من /300/ نبع ماء، وأكثر من /100/مغارة.

عبن الطاحونة