تعد محافظة "إدلب" من أولى المحافظات السورية زراعةً لشجر الزيتون، ولاقت هذه الزراعة رواجاً وتطوراً كبيراً في الفترات الأخيرة، وبلغت نسبة الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون ما يقارب ثلث أراضي المحافظة، ولا تزال أنظار المزارعين تتوجه لزراعة ما أمكن من حقولهم بالزيتون، لتأقلم هذه الشجرة مع مناخ المنطقة، ولقلة ما تحتاجه من خدمات مقارنة بالأشجار المثمرة والمواسم الزراعية الأخرى، ولكن وعلى الرغم من ذلك فإن محصول الزيتون تأخر تأخراً ملحوظاً في السنوات الثلاث الأخيرة مقارنة بما سبق.

موقع eIdleb التقى السيد "فراس السويد" مدير مكتب الزيتون في "إدلب" والذي يقول: «بلغ إنتاج محافظة "إدلب" لعام/2006/مئتي ألف طن من مادة الزيتون، وفي عام /2009/ بلغ مئة وأربعين ألف طن، وهذه السنة وصل إلى مئة وتسعين الف طن كمعدل تقديري، في حين أنه من المفترض أن تزيد كمية الإنتاج عاما تلو الآخر بدل أن تنقص، نظراً لتطوير العملية الزراعية من جهة، وزيادة المساحات المزروعة واستخدام المبيدات والأسمدة وتقليم الأشجار من جهة أخرى».

بلغ إنتاج محافظة "إدلب" لعام/2006/مئتي ألف طن من مادة الزيتون، وفي عام /2009/ بلغ مئة وأربعين ألف طن، وهذه السنة وصل إلى مئة وتسعين الف طن كمعدل تقديري، في حين أنه من المفترض أن تزيد كمية الإنتاج عاما تلو الآخر بدل أن تنقص، نظراً لتطوير العملية الزراعية من جهة، وزيادة المساحات المزروعة واستخدام المبيدات والأسمدة وتقليم الأشجار من جهة أخرى

ويضيف السيد "فراس": «التقديرات لإنتاج هذا العام كانت مبشرة، ولكن ارتفاع الحرارة في فترة عقد الزيتون من شهر "تموز وآب" لمدة تزيد على الأربعين يوم، وعدم هطول كمية كافية من الأمطار، وعدم وجود طرق للري، أدى إلى انخفاض الكتلة العامة للمجموع الثمري، وبالتالي إلى انخفاض الإنتاج ككل، ووصل معدل إنتاج شجرة الزيتون لهذا العام /15/كغ في حين معدل إنتاج شجرة الزيتون بالمقاييس العالمية يزيد على /35/ كغ».

السيد فراس السويد مدير مكتب الزيتون

ويضيف: «وسبب انخفاض كمية الإنتاج، عائد إلى اعتماد زراعة الزيتون في محافظتنا على مياه الأمطار بالدرجة الأولى، والأغلبية العظمى من حقول الزيتون بعلية ولا يروى إلا عدد قليل منها، ولذلك فإن إنتاج هذه الحقول غير مستقر تبعاً لكميات الأمطار الهاطلة، فيزيد بزيادة المطر وينقص بنقصانه، وهذا بالضبط ما عانيناه في السنوات الثلاثة الأخيرة، فإن الجفاف الذي حدث انعكس سلباً على زراعة الزيتون في المحافظة، وبدأت تتناقص كمية الإنتاج تدريجياً، عاما تلو آخر، إضافة إلى إهمال عدد من الفلاحين لحقولهم معتقدين أن شجرة الزيتون ليست بحاجة لأي خدمة، كما أن "المعاومة" تلعب دوراً كبيراً في ذلك، و"المعاومة" تعني أن شجرة الزيتون تنتج عاما وتمسك آخر بشكل متتابع، ولا نستطيع التخفيف من "المعاومة" إلا باستخدام التقنيات الحديثة في العملية الزراعية، ومراقبة الشجرة في كل مراحلها، ومعالجة الأمراض إن وجدت، وتقديم الأسمدة والرعاية الدائمة بشكل مستمر».

ويقول السيد "صالح سعدو" صاحب معصرة طيبة لعصر الزيتون: «لم يكن موسم الزيتون جيدا هذا العام، حيث إن إنتاجنا من الزيت انخفض إلى النصف، فقد وصل في السنوات السابقة إلى /80/طنا، وكنا نستمر بالعمل في السنوات السابقة /24/ساعة متواصلة طوال فترة الموسم، حتى نستطيع عصر كميات الزيتون التي تأتي إلى المعصرة، ولم تكن لتخلو ساحة المعصرة من ازدحام السيارات والأكياس الموضوعة في انتظار الدور، ولكن في هذه السنة على وجه التحديد اكتفينا منذ بداية الموسم إلى الآن بالعمل /14/ ساعة على مدار اليوم».

السيد صالح سعدو صاحب معصرة طيبة

كما التقينا السيد "مصطفى الأحمد" أحد المزارعين والذي يقول: «أملك ما يقارب /40/ دونما من الأرض المزروعة بأشجار الزيتون، ووصل إنتاجها في أعوام سابقة إلى /60/"شوالاً"، و"الشوال" هو وحدة لقياس الزيتون وزنها /100/كغ، أما في هذا العام فلم يتجاوز إنتاجها /15/ "شوالا"، أي انخفض أكثر من النصف، علماً أن الخدمات التي قدمت بالفترة الأخيرة للأشجار لم نكن نعرفها بالسابق، سواء "الأدوية أو الأسمدة والتقليم والحراثة" وغيرها، والسبب يرجع لاشك إلى انخفاض كميات الأمطار، لكون زراعة الزيتون معتمدة في الدرجة الأولى على ماء المطر، فعندما تقل كمية المطر فإن شجرة الزيتون لا ينمو فيها أغصان جديدة، وزهر الزيتون كما هو معروف لا ينمو إلا في الأغصان الجديدة، لذلك فالاعتناء بالشجرة وتقليمها وسقايتها أساس لعملية إنتاجها ويلعب دوراً كبيراً في ذلك».

المزارع مصطفى الأحمد