لعب الشهيد المجاهد "هزاع أيوب" خلال الثورات السورية ضد الاستعمار الفرنسي دوراً هاماً جداً جعله يحظى بمكانة خاصة بين زملائه المجاهدين وقادة تلك الثورات، فقد أطلق عليه "ابراهيم هنانو" وزملاؤه المجاهدون لقب "شيبوب ثورة الشمال" حيث كان صلة الوصل بين عدد من قادة الثورة السورية، ووسيلة الزعيم "ابراهيم هنانو" للتواصل مع المجاهدين على مختلف الجبهات.

الأستاذ "محي الدين غنيم" من رابطة رجال الثورة السورية تربطه معرفة شخصية بالمجاهد "هزاع أيوب" وعن بعض من صفاته يقول: «تشرفت بمعرفة المجاهد "هزاع أيوب" شخصياً فهو صديق لوالدي المجاهد "محمد سعيد غنيم" وكنت دائماً أستلذ بسماع أحاديثه ويمكنني القول بأنه يتميز بعدة صفات منها أنه المجاهد الوحيد الذي شارك في كل الثورات السورية ضد الفرنسيين بدءاً من ثورة "هنانو" وحتى ثورة "الدنادشة" و"الفرات" و"سلطان باشا الأطرش"، وقد تعرض خلال مسيرته الجهادية لعشرات الإصابات في مختلف أنحاء جسده، ويمكن الجزم بأنه لا تكاد تخلو زاوية من جسده إلا وفيها إصابة بطلق ناري أو شظية، وكان خبيراً بالطرق والمسالك والدروب الالتفافية ما سهل على الثوار تجنب الوقوع في الكمائن، وله قدرة كبيرة على انتحال الشخصيات وتقليد اللهجات ما مكنه من أداء أصعب المهمات دون أن تكشف شخصيته، وكان "ابراهيم هنانو" يعتمد عليه في اجتياز الصحراء فأرسله إلى أخواله في شرق "الأردن" وأدى الرسالة على أكمل وجه».

هناك شخصيات في الثورة لم تأخذ حقها بعد، في البحث والإعلام ومنهم "هزاع أيوب" فكما كان "عقيل السقاطي" هو بلغة عصرنا الديناميك الميداني في المعارك كان "هزاع أيوب" أيضاً "سندباد الثورة" استطاع أن يتجاوز عيون المخابرات الفرنسية مع أنه كان ملاحقا من قبلهم وتمكن ذات مرة من الدخول إلى ثكنة فرنسية في "اللاذقية" حيث اتصل مع السجناء فيها حيث دخل كبائع مع دابته

ويتابع الأستاذ "غنيم" حديثه عن المهام الجهادية التي كلف بها الشهيد "هزاع أيوب" زمن الثورة السورية بالقول: «كان صلة الوصل بين الثورات الثلاث: ثورة "هنانو" وثورة "عمر البيطار" وثورة "صالح العلي"، كان ينقل الأسلحة للثوار من تركيا وقد التقى شخصياً بـ"مصطفى كمال" المعروف بـ"مصطفى أتاتورك"، كان دليل "ابراهم هنانو" ومجموعته خلال مسيرهم من شمال "سورية" إلى شرق "الأردن"، وعقب اعتقال "هنانو" في "فلسطين" أقام أيوب في شرق الأردن وظل على اتصال بهنانو وينقل الرسائل عبر الصحراء، ومع اندلاع الثورة السورية الكبرى التحق بالثورة وشارك في معظم معاركها وإليه يعود الفضل في نقل مجموعة من ثوار الشمال إلى مواقع الثورة في "الغوطة"».

الأستاذ محي الدين غنيم

الباحث والمؤرخ "فايز قوصرة" قال: «هناك شخصيات في الثورة لم تأخذ حقها بعد، في البحث والإعلام ومنهم "هزاع أيوب" فكما كان "عقيل السقاطي" هو بلغة عصرنا الديناميك الميداني في المعارك كان "هزاع أيوب" أيضاً "سندباد الثورة" استطاع أن يتجاوز عيون المخابرات الفرنسية مع أنه كان ملاحقا من قبلهم وتمكن ذات مرة من الدخول إلى ثكنة فرنسية في "اللاذقية" حيث اتصل مع السجناء فيها حيث دخل كبائع مع دابته».

جدير بالذكر أن المجاهد الشهيد "هزاع أيوب" ولد في قرية "جبالا" قرب "المعرة" عام 1896 ووالده "محمد أيوب" أحد الرجالات الذين أعدمهم العثمانيون بتهمة التمرد، تعلم القراءة في الكتّاب ولكنه أتقن الكتابة بنفسه، تعرف على "هنانو" عام 1919 عندما كان الأخير رئيساً لديوان "حلب" واستمرت هذه المعرفة طوال حياة "هنانو"، توفي في "دمشق" عام 1981 ووري جسده الثرى في مقبرة "باب صغير" بدمشق.

المؤرخ فايز قوصرة