لحظات إنسانية نبيلة، ومشاعر صادقة من المحبة والتماسك الاجتماعي عاشتها اليوم الأربعاء 5/1/2011 دار الأيتام في مدينة "إدلب"، حيث قام "بابا نويل" بمبادرة من الأب "ابراهيم فرح" راعي كنيسة "إدلب" بزيارة الدار وتوزيع هدايا عيد الميلاد ورأس السنة على الأطفال الأيتام والأطفال المعاقين ذهنياً، حيث كانت سعادة الجميع كبيرة بالفرحة التي ملأت تلك القلوب الصغيرة والتي أحست بأنها ليست منسية من فرحة العيد.

الطفلة "كنانة سلهب" قالت لموقع eIdleb: «نحن فرحين جداً بزيارة "بابا نويل" اليوم إلينا حيث أعطانا هدايا عيد الميلاد وجعلنا نشعر نشارك بفرحة عيد الميلاد ونشكر كل من ساهم في ذلك».

نحن فرحين جداً بزيارة "بابا نويل" اليوم إلينا حيث أعطانا هدايا عيد الميلاد وجعلنا نشعر نشارك بفرحة عيد الميلاد ونشكر كل من ساهم في ذلك

الآنسة "رجاء غريبي" مشرفة دار الأيتام قالت: «لقد لاحظت على الأطفال بأنهم فرحين جداً والبسمة ارتسمت على وجوههم، وأنا قلت لهم بأن الأب "ابراهيم فرح" من الطائفة المسيحية سوف يزورنا مع "بابا نويل" ويوزع عليهم الهدايا فكانوا مسرورين جداً بذلك، وأنا شخصياً أشعر بسعادة كبيرة كون هذه المبادرة جاءت من أخوتنا المسيحيين الذين تذكرونا في أعيادهم رأس السنة والميلاد، وفي ذلك رسالة هامة لهؤلاء الأطفال أنه يربطنا مع أخوتنا المسيحين في هذه البلد روابط قوية جداً ومثل هذه السلوكيات ليست غريبة على شعبنا السوري الذي يعيش أخوة جميلة جداً بين كل أديانه وطوائفه، وأود أن أذكر بأنها ليست المبادرة الأولى للأب "ابراهيم" فقد سبق له أن دعا الأطفال الأيتام إلى وجبة إفطار خلال شهر رمضان المبارك لذلك نوجه له شكر جزيل على جهوده المبذولة في مجال العمل الخيري في هذه المحافظة».

توزيع الهدايا على الأطفال

وتضيف "هناء قوصرة" مشرفة الأطفال المعاقين ذهنياً: «في الحقيقة هي لفتة لطيفة جداً من حضرة الأب "ابراهيم فرح" وكنيسة "إدلب" الذين شرفونا بزيارتهم للأطفال المعاقين ذهنياً، الأولاد كانوا سعيدين جداً "ببابا نويل" ولباسه وفرحوا كثيراً بالهدايا التي أعطاهم إياها، وشعروا بفرحة كبيرة لأن "بابا نويل" الذي يرونه في التلفزيون شاهدوه اليوم بشكل حقيقي وهذا شيء إيجابي جدا ومهم جداً لهؤلاء الأطفال، وهم قبل يومين من موعد قدوم "بابا نويل" إليهم كانوا فرحين ومستعدين ويجهزون أنفسهم، والحمد لله تعتبر هذه اللفتة إضافة للاهتمام الذي تحظاه هذه الفئة من المجتمع من قبل كافة المؤسسات الحكومية والأهلية في المحافظة».

الأب "ابراهيم فرح" راعي كنيسة "إدلب" وصاحب هذه المبادرة الإنسانية قال: «تربيتنا وأخلاقنا في مجتمعنا العربي تذكرنا دائماً بأننا في الأعياد يجب أن نتذكر كل الناس الذين يعيشون حولنا ومعنا، وفي هذا العام أردنا أن نتوجه إلى الأيتام والأطفال المعاقين ذهنياً بهدف إدخال الفرحة إلى قلوبهم وهم في حالة أزمة قد نتعرض جميعاً لمثلها، واخترنا في عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة أن تكون سنة 2011 سنة خير على الجميع، كما أن مبادرة اليوم هي لفت انتباه للمجتمع من حولنا أن نتذكر في الأعياد الآخرين الذين ليس عندهم أعياد، وإيماننا كمسيحيين أو مسلمين يذكرنا بالأخر فلا يمكن أن أعبد الله وأنا أنسى الآخر الذي يعيش معي، فالآخر هو جزء من عبادتي وحياتي فالآخر يجب أن يكون حاضر في لحظات فرحنا، ونطلب من الله العلي القدير أن يعيننا على الخدمة وإن شاء الله يكون هذا العام عام محبة وسلام على الجميع».

أطفال الميتم في صورة تذكارية مع بابا نويل
ومع الأب ابراهيم فرح