إن التطور العمراني الذي تشهده مدينة "إدلب" عاماً بعد عام يجعلها من أكثر المدن جمالاً وتنظيماً، كما تضفي الطبيعة الخضراء المحيطة بها الأجواء الريفية داخل المدينة، وإذا كان اللون الأخضر المحيط بها يبعث على الراحة والطمأنينة فإن اللون الأبيض الحديث الذي يكسو أبنيتها يجعلها من أكثر المدن السورية جمالاً وتنظيماً.

جولة على الأحياء الحديثة في مدينة "إدلب" التقى من خلالها الموقع السيد "غريب شاوي" أحد سكان الحي الجنوبي فقال: «تحول البناء الحديث في المدينة إلى نظام الجمعيات الكبيرة ذات أنماط البناء الموحدة واللون الأبيض مع توفر البنية التحتية اللازمة لخدمة المواطن، وتبدأ القيمة الجمالية للأحياء من الشوارع المنظمة والتنظيم الخدمي، وتنتهي بأهم العناصر الظاهرة المتمثلة باللون الأبيض الذي يختلط مع الطبيعة الخضراء ويجاور حقول الزيتون من الناحيتين الغربية والجنوبية للمدينة، هذا النمط الحديث من البناء يقوم على أهم الأسس وهو وجود الحجر الكلسي الأبيض بوفرة في معظم المناطق الجبلية في المحافظة».

تحول البناء الحديث في المدينة إلى نظام الجمعيات الكبيرة ذات أنماط البناء الموحدة واللون الأبيض مع توفر البنية التحتية اللازمة لخدمة المواطن، وتبدأ القيمة الجمالية للأحياء من الشوارع المنظمة والتنظيم الخدمي، وتنتهي بأهم العناصر الظاهرة المتمثلة باللون الأبيض الذي يختلط مع الطبيعة الخضراء ويجاور حقول الزيتون من الناحيتين الغربية والجنوبية للمدينة، هذا النمط الحديث من البناء يقوم على أهم الأسس وهو وجود الحجر الكلسي الأبيض بوفرة في معظم المناطق الجبلية في المحافظة

وتحدث السيد "عدنان الرحال" مكتب عقاري عن نظام عمل الجمعيات السكنية فقال: «شهدت الحركة العمرانية في الأعوام الخمسة الأخيرة تطوراً هائلاً نتيجة ضعف الناتج الزراعي والفائدة الاقتصادية لشجرة الزيتون وتحول أصحاب رؤوس الأموال من شراء الأرض الزراعية إلى استثمارها في البناء نتيجة ارتفاع أسعار السكن والأرباح الكبيرة التي تصل إلى النصف في العام الواحد، وكان المجلس البلدي قد وضع أسس وشروط مسبقة لكل مقسم مع صدور القانون رقم /26/ للعام /2000/ والذي ينص على السماح للمواطنين بإفراز العقارات الواقعة داخل المخطط التنظيمي خلال /3/ أعوام، مع وجود هذا القانون سعى المجلس البلدي إلى فتح شوارع منتظمة برصيف ورديف وتوفير البنية التحتية من ماء وكهرباء وصرف صحي، بالمقابل نص نظام الضابطة على إكساء جميع الواجهات بحجر "نحيت" كلسي لإعطاء الجمالية للأبنية، لكن الإقبال الكبير على البناء أدى إلى ركود أسعار البناء ووجود فائض كبير في الأبنية وصل إلى ما يقارب /7000/ شقة شاغرة».

مبنى محافظة إدلب

إن توفر الحجر الكلسي في المناطق الجبلية المحيطة بمدينة "إدلب" ورخص أسعاره أدى إلى استخدامه كعنصر رئيسي في البناء، وعنه يتحدث السيد "طه الدرويش" مالك إحدى مناشر الحجر فيقول: «إن توزع الجبال الكليسة في منطقة "جبل الزاوية وجبال "حارم" ذات الطبيعة الكلسية أدى إلى توفر الحجر الأبيض واستخدامه في البناء والعدول عن الطراز القديم في البناء الذي يقوم على الحجر الكلسي المنحوت يدوياً إلى التحول إلى حجر النشر مع وجود أعداد كبيرة من مناشر الحجر في منطقة "أريحا" و"حارم"، كما أن رخص الأسعار التي تبدأ من /100/ ليرة سورية للمتر الواحد فما فوق جعله العنصر الرئيسي في البناء، ولا تقتصر الأبنية الحديثة على الحجر الأبيض رغم أنه اللون السائد بل تتدرج بين الأصفر الذي يحتل المرتبة الثانية والألوان الأخرى كلون "الكريما" و"الأصفر" و"الوردي" وجميعها متوفرة بكثرة في المحافظة».

وفيما يتعلق بالتنظيم العمراني لمدينة "إدلب" ومخططها التنظيمي تحدث المهندس "عبد الفتاح عبيد" معاون رئيس الدائرة الفنية في المجلس البلدي فقال: «صدر المخطط التنظيمي الأول للمدينة عام /1964/ بمساحة /1244/ دونم، وفي العام /1997/ ومع استنفاذ المساحات المخصصة للبناء تمت زيادة المساحة لتصبح /1984/ دونم، وتم تصديقه في العام /1999/، عمليات التوسعة شملت الناحيتين الغربية والجنوبية من المدينة، وتخصيص المنطقة الشرقية كمنطقة صناعية، ووجود الحي القديم في الجهة الشمالية في المدينة، هذا التوسع أدى قلة نسبة المخالفات التي لا تتجاوز نسبة /1%/ فقط وفي الأحياء القديمة، وخلوالمخلفات في الأحياء الحديثة، ومع قانون الضابطة بوضع الحجر الكلسي على واجهات الأبنية أصبحت "إدلب" من أجمل المدن السورية، كما قام المجلس البلدي بترخيص منطقة خضراء تشمل الحقول الزراعية داخل المخطط التنظيمي وتسمى "بساتين خاصة" وتمتد بين البناء الحديث والمتحلق الخارجي للمدينة».

السيد عدنان رحال
البناء الحديث في إدلب