تشتهر قرية "أبو دفنة" الواقعة شرق مدينة "معرة النعمان" بحوالي 15 كم ببناء قديم من الحجر الأسود والطين يسمى "الجفتلك" تم بناؤه منذ حوالي 70 عام كمسكن للفلاحين أيام الإقطاعيين والبكوات.

موقع eIdleb التقى السيد "محمد نجار الحاج" من معمري قرية "أبو دفنة" ليحدثنا عن بيوت "الجفتلك" حيث يقول: «كان كل أهالي القرية يسكنون في هذا "الجفتلك" منذ أكثر من سبعين عاماً، وكان عددهم 16 عائلة حيث كل عائلة تسكن في غرفة واحدة فقط مهما كان عدد أفرادها، ولهذا "الجفتلك" بابان من جهتي الشرق والجنوب لدخول وخروج الأهالي، ومن العائلات التي كانت تسكن هنا أذكر عائلة "حمود الزهران" الذي انتقل فيما بعد للسكن في قرية "بابيلا"، وعائلات "دربالة والدبيس والحاج والسليمان والجرك"، فكانت كل عائلة تبني غرفة وتلصقها بالتي إلى جانبها بحيث تبدو جميع البيوت كأنها كتلة واحدة بسقف واحد مقسمة إلى عدة غرف، وكانت عملية بناء المسكن تتم بطريقتين بحسب إمكانيات العائلة المادية، طريقة البناء على الخشب وكان يتبعها الأشخاص المقتدرون بعض الشيء بأن يستخدموا خشب الجوز كدعائم لاستناد السقف بعد بناء الجدران، حيث يقومون ببناء أربعة جدران ومن ثم بناء جدار في المنتصف لكي تستند عليه وعلى الجدار الجانبي العوارض الخشبية التي كانت من خشب الجوز نظراً لقساوته، وبعد إنجاز بناء الغرفة يتم رفع هذه العوارض، أما الطريقة الأخرى فكانت تتبعها العوائل المعدمة وهي البناء على التراب، حيث كانوا يقومون ببناء الجدران جانبية ومن ثم يملؤون الغرفة بالتراب لكي يتمكنوا من بناء السقف بطريقة "الغمس" وبعد ذلك يقومون بتفريغ الغرفة من التراب وفي بعض الأحيان كانت يحدث انهيار لسقف الغرفة إما بشكل مباشر أو بعد فترة مما كان يوقع ضحايا».

غرفة "الجفتلك" عبارة عن أربع واجهات لها باب ونافذتين، تبنى من الطين والحجر الأمر الذي يجعلها باردة صيفا ودافئة شتاء، والغرفة تكون إما مسقوفة بالخشب أو مسقوفة بالحجر والطين على طريقة "الغمس، وفي إحدى واجهات كل غرفة يوجد ثلاثة فتحات إحداها تستخدم للتدفئة تسمى "التفية" والأخريان تستخدما لوضع ضوء الكاز ووضع بعض الحاجيات الأخرى

ويقول الأستاذ "سليمان السليمان" من أهالي القرية: «"الجفتلك" هو مسكن ريفي عمره 65 عام بناه أهالي قرية "أبو دفنة" في أيام الإقطاعيين و"البيكوات" كمسكن للفلاحين الذين كانوا يعملون في أراضي الإقطاعي، تستخدم في بنائه الحجر الأسود والطين، وكان يطلق عليه "الجفتلك" لأن له بابان: باب من الجهة الشرقية وباب من الجهة الجنوبية وكل باب على شكل سيباط ويسميه الأهالي "باب السيباط"، و"الجفتلك" عبارة عن أربع كتل معمارية متصلة مع بعضها بشكل مربع وكل كتلة تضم بين 10- 15 بيت بسقف واحد، ويفصل بين البيوت جدران من الحجر والطين، وفي أواخر الثمانينات ترك الأهالي في قرية "أبو دفنة" مساكن "الجفتلك" وبنوا مساكن حديثة باستخدام الحجر والإسمنت، ولكن بقيت بيوت "الجفتلك" يستخدمها الأهالي كحظائر لمواشيهم ومستودعات للتبن وبعض المحاصيل، وعلى يمين الباب الجنوبي "للجفتلك" يوجد غرفة كانت تسمى "أوضة" وكانت بمثابة مضافة للبيك ووقّافه (وكيله في القرية)».

المدخل الرئيسي الجنوبي للجفتلك

وعن أحد غرف الجفتلك يشرح الأستاذ "سلميان": «غرفة "الجفتلك" عبارة عن أربع واجهات لها باب ونافذتين، تبنى من الطين والحجر الأمر الذي يجعلها باردة صيفا ودافئة شتاء، والغرفة تكون إما مسقوفة بالخشب أو مسقوفة بالحجر والطين على طريقة "الغمس، وفي إحدى واجهات كل غرفة يوجد ثلاثة فتحات إحداها تستخدم للتدفئة تسمى "التفية" والأخريان تستخدما لوضع ضوء الكاز ووضع بعض الحاجيات الأخرى».

داخل أحد بيوت الجفتلك
محمد نجار الحاج