"أنا يا صديقي متعبٌ بمبادئي" عنوان قصيدة لمن أحب القصائد الشعرية، لشاعرٍ صنعته طبيعة جبل "الزاوية" الخلابة، وهو الشاعر "مجد كرابيج" من قرية "البارة" التي تبعد عن مدينة "أريحا" حوالي ستة عشر كيلومتراً جنوباً.

لديه باع طويل في كتابة القصائد الشعرية لذا فإن موقع eIdleb التقاه فتحدث عما كتب وأوحي له من الشعر، حيث قال: «كتابة الشعر وقصائده هي عادة تلازمني منذ الصغر، حيث إنني أكتب الشعر الموزون وشعر التفعيلة مستخدماً الاتجاه الاجتماعي والوطني الثوري، وخلال سنوات عملي الثلاث في مدينة "الرقة" ألفت قصائد عديدة جمعتها في ديوانين هما "أزهار وطن وقلب" و"بوح عقل وروح"، ومن قصائدي "من عزيمتكم"- "أم ضاد"- "بلدتي أجمل صورة"- "غزة درس التحدي"- "طيب الكلام"- "لا يأس مع الحياة"- "انتصار تموز" وكانت البيئة الاجتماعية المحيطة عامل مؤثر لي في كتابة القصائد ومن ذلك "شعر إلى الفرات" وقصيدة بعنوان "عن الشام" كتبتهما أثناء غربتي في مرحلة الشباب، ولدي نشاط شعري في دار الثقافة بـ "الرقة" وأشعار منشورة في مجلة "الرافقة"، لذا فإني أشعر بالحنين إلى "الرقة" ذلك البلد الذي مارست في ربوعه مهنة التعليم وساعدني أيّما مساعدة على إيجاد بذرة موهبة الشعر».

جمال ٌ لونها ذهبٌ يضيئ/ ومرجٌ في العيون صفاء أنقى/ وكلٌ من مفاتنها فريدٌ/ يعاضد حبها حباً ليبقى/ تحن الروح فيها للحواري/ وفي أرجائها الخيرات عبقى/ ذراها في الشموخ تحاكي مجداً/ عظيماً زاده الرحمن عمقى/ ترفرف من محياها السحايا/ ويصدر ثغرها البسمات عشقا

وعن أنواع الشعر الأخرى التي يكتبها "كرابيج" أضاف قائلاً: «قصائدي وجدانية ووطنية وأخلاقية وأخرى وصفية غزلية، أستخدم فيها أبحر المتقارب والوافر، واستطعت أن أحمل هذه القصائد إلى جهات ثقافية عدة مثل "الرقة" ومحافظة "إدلب" فألقيت بعضاً منها في المراكز الثقافية بـ "المعرة" و"كنصفرة" و"أريحا"، لكن حتى هذه اللحظة أعتبر نفسي مقصراً ولم أحقق ما أصبو له، فأنا أتطلع لنقل كل ما هو جديد، ومتحمس للقضاء على قوى الطغيان في قصائدي ومتحرر من الرجعية والأفكار المتعفنة ويدل على ذلك قصيدتي "الدجال"، وأعتبر الشعر وسيلة لمعالجة القضايا الاجتماعية ووسيلة للتوعية، ولا ينتهي الأمر عند التفريغ النفسي فقط، فله تأثير كبير لو وقع بموقعه وكان يمس الحدث، وأُفضل من الشعراء "بدر شاكر السياب" و"نزار قباني" و"محمود درويش" وأتأثر كثيراً بشعر "أبو القاسم الشابي"».

بعض دواوين الشاعر مجد

وفي رأيه عن الشعر الحديث "النثري" قال: «أحب الابتكار والجديد في الشعر، وبرأيي لا يمنع أبداً التميز في نوع جديد دون غيره، فالنثر يكون معبراً أحياناً حسب الحالة وقوة الإحساس، ويستطيع الجميع التغني بما يشاؤون من الشعر مع الأخذ بالحسبان إيجاد الصيغة المناسبة وإحضار المعنى الإبداعي الإنساني الداخلي، وليس من الضرورة التكلف في التزام البحور، لأن ذلك يصعب المهمة».

"مجد كرابيج" مهتم بنواحي علمية أكاديمية، تحدث عنها قائلاً: «كما قيل "كن عالماً أو معلماً أو متعلماً أو راغباً بالعلم ولا تكن الخامسة فتهلك"، لذلك فإن هذا الأمر من الضرورة، وبالنسبة لما حصلت عليه من العلوم فقد تخرجت في جامعة "دمشق" لأحصل على إجازة في الشريعة سنة 2000، ودبلوم تربوي في الجامعة الافتراضية في العام 2007، وكنت حينها من أولى دفعاتها، وقد شاركت العام الماضي في دورات تأهيلية تربوية في التعليم المستمر يشرف فيها أساتذة كبار على مستوى القطر، وهي أول تجربة في القطر كفريق متكامل من أجل أداء تعليمي وتربوي أفضل، وطموحي اليوم أن أكون مدرباً دولياً في سورية وخارجها».

مجد في أمسية شعرية بالمعرة

"جميل الياسين" من قرية "البارة" وممن حضروا أمسيات شعرية عديدة لـ "مجد"، حيث أعطى رأيه عن ذاك الشاعر قائلاً: «أعتقد أن الشاعر "مجد لم يحصل على المكانة التي يجب أن يحظى بها منذ زمن، لهذا يجب على كل من أحبه تشجيعه، فلديه الكثير أيضاً حتى يقدمه، لكن الحوافز غير متوافرة، ومنها أن يكون عضواً بناءً في اتحاد الكتاب، ويدخل اسمه مجال الشهرة والنشر، وألا يكون محصوراً في بوتقة اجتماعية ضيقة».

"مجد كرابيج" يعمل مدرساً في ثانوية بنات "البارة"، لديه إيمان قوي وثابت بما يستطيع إنجازه من الشعر ونشر ذلك الإنجاز عاجلاً أم آجلاً، فلقصائده مكان برأيه هو الدواوين المطبوعة، ويستطيع تقديم أربعة دواوين إلى النشر إن أتيح له ذلك.

السيد جميل الياسين

وقد ختم أخيراً عن بلدته "البارة" في بضعة أبيات: «جمال ٌ لونها ذهبٌ يضيئ/ ومرجٌ في العيون صفاء أنقى/ وكلٌ من مفاتنها فريدٌ/ يعاضد حبها حباً ليبقى/ تحن الروح فيها للحواري/ وفي أرجائها الخيرات عبقى/ ذراها في الشموخ تحاكي مجداً/ عظيماً زاده الرحمن عمقى/ ترفرف من محياها السحايا/ ويصدر ثغرها البسمات عشقا».