ينمو على سفوح المنطقة الجبلية التي تتبع لـ"جبل الأربعين وجبل الزاوية" بكثرة نبته تعرف بـ"الزعتر البري"، بات لهذه النبتة في الفترة الحالية حضوراً قوياً في أسواق المحافظة، وخاصةً في فصل الربيع فترة نموها، وأصبحت من المواد الغذائية متعددة الاستعمالات، والتي لا يكاد يخلو منزل على امتداد الريف أو المدينة من وجود كمية كافية من هذه المادة، وأصبحت مصدر رزق لمجموعة من الأشخاص الذين خصصوا أوقاتهم بالبحث عنها وتتبعها في الجبال من أجل تجميع كميات كبيرة منها وطرحها في الأسواق.

وعن طريقة جمع هذه النبتة حدثنا الطفل "محمد" والذي يقول: «نخرج في الصباح الباكر إلى البراري المجاورة لقريتنا، حيث تنمو هذه النبتة وبشكل كبير، لنجمع أكبر كمية نستطيع في كل يوم، والأمر لا يتطلب الكثير من الجهد، لأنها نبتة غضة تنمو بشكل تشبه إلى حد ما نبتة "الحبق"، تبدأ من الأسفل بأعواد خشبية تلتصق بها الأعواد الخضراء الطرية التي تكثر جنب بعضها البعض، ونقوم بقطفها بشكل استثنائي لتنمو بعد فترة قليلة، وتعود كما كانت وخاصةً إذا توفر لها كمية كافية من ماء المطر، نقوم بجمع النبتة في أكياس من النايلون الأسود وننقلها إلى المنازل حيث يتم تنقيتها من الأعشاب الغريبة التي تكون علقة بها أثناء القطاف، أو من الجذور الخشبية التي تنقلع معنا في بعض الأحيان، ومن ثم نقوم بنقلها إلى أسواق المدن حيث يتم بيع هذه النبتة هناك، وقد أصبحت في الفترة الأخيرة بعد أن ذاع سيطها وكثر الطلب عليها مصدر رزق ولا سيما لعدد من الأطفال في فصل الربيع».

أشتري هذه النبتة من الأشخاص الذين يأتونني بها مقطوفة من الجبال حيث أماكن نموها، وقد أصبحت من المواد الغذائية الهامة في المحافظة، ولا يستثني أي من أسواق المحافظة من وجود عدد من العربات التي تبيع منها، ونقوم ببيع كميات كبيرة على امتداد العام، فقد دخلت المطابخ بشكل قوي، وأصبح الناس يستخدمونها وفي عدد من الأكلات، وقد أصبحت أسعار هذه النبتة تزداد عام تلو الآخر، حتى وصلت في الوقت الحالي إلى /80/ليرة للكيلو الواحد

كما التقينا "إبراهيم قصاص" صاحب إحدى العربات التي يبيع عليها هذه النبتة والذي يقول: «أشتري هذه النبتة من الأشخاص الذين يأتونني بها مقطوفة من الجبال حيث أماكن نموها، وقد أصبحت من المواد الغذائية الهامة في المحافظة، ولا يستثني أي من أسواق المحافظة من وجود عدد من العربات التي تبيع منها، ونقوم ببيع كميات كبيرة على امتداد العام، فقد دخلت المطابخ بشكل قوي، وأصبح الناس يستخدمونها وفي عدد من الأكلات، وقد أصبحت أسعار هذه النبتة تزداد عام تلو الآخر، حتى وصلت في الوقت الحالي إلى /80/ليرة للكيلو الواحد».

محمد مع أصدقائه يقومون بقطف الزعتر

وتقول السيدة "رفعة القاسم" ربة منزل: «بات استخدام هذه النبتة في عدد كبير من الوجبات والأكلات، فتستخدم بالدرجة الأولى مع "السلطة"، حيث تعطيها نكهةً رائعةً نظراً لرائحتها الشهية، التي تتمتع بها، والتي يستطيع أي شخص أن يميزها وإن تعددت أنواع الأكلات الحاضرة، لأنها ذات رائحة نفاذة قوية تغلب جميع أنواع الأكلات، كما وأصبحت تُصنع فطائر خاصة تعرف بفطائر "الزعتر البري"، وهي باتت مطلوبة ومميزة إضافة إلى استخداماتها الغذائية الكثيرة، فتقوم ربات المنازل بتجفيف هذه النبتة ومن ثم طحنها حتى تصبح ناعمة، فقسم يضاف إلى "الزعتر" الذي يتناول على الفطور فيعطيه أيضاً نكهةً رائعةً وقسم آخر يستخدم كبهار، إضافة إلى أنها استخدمت في الفترة الأخيرة كدواء، حيث يتم غلي النبتة وهي خضراء ومن ثم يُصفى ماؤها حتى يبرد ويستخدم كعلاج لبعض الأمراض».

إبراهيم قصاص
نبتة الزعتر تباع على العربة